الناس يحبونك أكثر مما تعتقد!

الناس يحبونك أكثر مما تعتقد!


27/09/2018

أشرف أبو جلالة

وجدت دراسة أمريكية حديثة أن الناس كثيراً ما يقللون من مدى إعجاب الآخرين بهم بعد أن يتقابلوا للمرة الأولى، ولهذا أوصت بأننا قد لا نكون بحاجة لفرصة ثانية كي نُغَيِّر فيها الانطباع الأول الذي يأخذه عنَّا الآخرون.

وعلَّق على ذلك غوس كوني، عالم النفس الاجتماعي بجامعة هارفارد الذي تشارك في تأليف الدراسة مع اريكا بوثبي، الباحثة النفسية الحاصلة على الدكتوراة في جامعة كورنيل، بقوله "دائماً ما كان يتسلل إليَّ شك بأن الشخص الذي أتحدث إليه ربما لم يحبني أو ربما لم يستمتع بصحبتي مثلما أحببته أنا أو استمتعت بصحبته. فهل هذا ما أحس به أنا فقط ؟ أما أنه إحساس عام للكل؟".

وتوصلت دراسة كوني إلى أن ذلك الإحساس هو إحساس عام لدى الجميع، بعدما أجرى كوني وزملاؤه سلسلة من التجارب التي تَقَابَل فيها شخصان وتحدثا مع بعضهما البعض لأول مرة، ثم قام هذان الشخصين بتقييم أدائهما في تلك المحادثة. وخلال المحادثات متفاوتة الأطوال، التي أجري بعضها بعد تزويد المتحاورين بموضوع يتحدثون عنه وأجرى بعضها الآخر بدون تزويدهم بموضوع، وجد الباحثون أن الناس يُقيِّمون باستمرار شركائهم في المحادثات على أنهم شركاء محبوبين وممتعين بصورة تفوق تقييمهم لأنفسهم !

وأضاف كوني أنهم اكتشفوا كذلك أن الأشخاص الخجولين على وجه التحديد يكونوا أكثر عرضة ل "فجوة الإعجاب"، بيد أنها تحدث مع أنواع أخرى من الشخصيات. كما تم تجميع أدلة تُبَيِّن أن سوء الفهم يستمر لما هو أبعد من التفاعلات الأولى بين الأشخاص، وأنه قد يستمر على مدار شهر أو أكثر.

وتابع كوني بقوله إن هناك عدة عوامل من شأنها أن تزيد فجوة الإعجاب، منها أن الناس ربما يكونوا مركزين بشكل زائد على جانب المحادثة الخاص بهم ومن ثم لا يكون بوسعهم أن يقيسوا بدقة شعور الطرف الآخر، وكذلك أننا نَعرض ما نفكر فيه بشأن أدائنا ونفترض ما يتصوره الآخرون عنَّا، وهناك عامل ثالث خاص بميل الأشخاص لأن يحكموا بشكل أكثر شدة وصرامة على أنفسهم من حكمهم على المعارف الجديدة، وهنا تكمن مشكلة يحتمل أن نتعرض لها نتيجة التقليل من النفس من الناحية الاجتماعية، حيث ثبت أن ذلك قد يتسبب في الشعور بحزن وقلق وقد يجعلنا نُفَوِّت بعض التفاعلات الشخصية القيِّمَة.

وبينما لم تنظر الدراسة في الاستراتيجيات التي يمكن إتباعها للتغلب على فجوة الإعجاب، فقد أوضح كوني أنه مجرد معرفة أن تلك الفجوة موجودة وقائمة، فتلك هي نقطة البداية الجيدة التي يمكن الانطلاق منها.

عن "إيلاف"


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية