كيف عملت موسيقى شادي رباب على إنعاش صعيد مصر؟

كيف عملت موسيقى شادي رباب على إنعاش صعيد مصر؟


19/11/2018

"أنتم تطمحون لتغيير العالم. ونحنُ هنا لمُساعدتكم". بهذه الكلمات تُقدم مسابقة "أبطال الأرض الشباب" نفسها على موقعها الإلكتروني، وهي مسابقة تنظمها الأمم المتحدة للبيئة، تهدف إلى الاحتفاء بالأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 18 وَ30 سنة ممَّن يتمتّعون بإمكانيات متميّزة تتيح لإحداث تغييرٍ إيجابي في مجال البيئة وإلى مساندتهم.

يتمنّى رباب في المرحلة المقبلة أن يكون هناك متطوعون متحمسون للفكرة للعمل معه على مشروع كونسرفتوار الزبالة

وفي العام الجاري، مُنح سبعةٌ من الشباب -جرى اختيارهم من كل إقليم من أقاليم العالم- لقبَ "أبطال الأرض الشباب". كان من هؤلاء الشباب الفنان المصري شادي رباب، الحاصل على اللقب عن قارة إفريقيا.

ولد رباب بمحافظة سوهاج بصعيد مصر، وتلقى تعليمه بكلية الفنون الجميلة بالأقصر، والتي يقيم فيها حالياً، يعزف رباب الموسيقى مع فرقة عالمية تتكون من ألمان وإنجليز، أسسها العام 2010، اسمها "ملكوت". جمعته مع صديقه، وعضو الفرقة، أكسل  لانغر، الألماني الجنسية، روح واحدة في الموسيقى، رغم فارق العمر بينهما؛ فهو في الـ 27  وأكسل في الـ 62.

شادي رباب في الأمم المتحدة أثناء تسلم الجائزة

يقول رباب عن لانغر:"اكتسب الكثير من خبرات هذا الصديق العظيم. فهو جال وعاش في بقاع كثيرة وعظيمة من بينها الهند. ولحسن حظي أنّ لانغر اختار العيش في الأقصر. بدأت صداقتنا قبل حوالي خمسة أعوام، ونحن نتبادل المعرفة، وأنا بشكل خاص أنهل من تجاربه وعمره المديد في الموسيقى. وباشرنا التعاون الموسيقي، ونستعد للتسجيل قريباً، فلدينا العديد من المقطوعات الموسيقية الجاهزة".

اقرأ أيضاً: الموسيقى ..سلاح الحياة في وجه الموت

يضيف رباب في تصريح لـ "حفريات": "توصلت للمشاركة في مسابقة الأمم المتحدة للبيئة عن طريق البحث الدائم لفرص تدعم المشاريع التنموية، وفي البداية كنت أظن أن الأمم المتحدة للبيئة لن تستهويها الفكرة الفنية التي تقدمت بها، فهم يميلون أكثر لأفكار بيئية، مثل مشروع كيماوي، أو مناسب للزراعة، أما التوعية البيئية عن طريق الفن فلم أتوقعها".

عاش رباب ودرس الفن في الصعيد ولم يقرر الهجرة إلى القاهرة مثل الكثيرين

"مَن منكم ستغيّر فكرته المبتكرة العالم؟"، بهذه الكلمات تفتح الأمم المتحدة للبيئة بابها للمتقدمين، في محاولة للتوعية البيئية عن طريق المبادرات التنمية.

اقرأ أيضاً: الموسيقى.. فلسفة تتجاوز التاريخ

بعد دعوةٍ مفتوحة لتقديم الطلبات، يتولّى خبراء الأمم المتحدة إعداد قائمةٍ مختصرة بـأسماء 35 متأهّلاً للتصفيات النهائية الإقليمية، ثم تخضع القائمة إلى التصويت العام عبر الإنترنت، لتستنير به عملية انتقاء 14 متأهلاً للتصفيات النهائية العالمية. بعد ذلك، تتولّى لجنة محكّمين عالمية اختيار الفائزين السبعة لعام 2018. حيث تختار فائزاً ممثلاً عن كل قارة. وفاز رباب ممثلاً عن قارة أفريقيا، بمشروع "موسيقى الزبالة".

يعمل رباب على مشروع من وحي تجربة مسابقة أبطال الأرض يتشكل من باند موسيقى للأطفال من جامعي القمامة

عن المشروع يحكي رباب: "موسيقى الزبالة هي صناعة الآلات الموسيقية من الزبالة وقطع النفايات، وذلك من أجل إتاحة تلك الآلات إلى غير القادرين على شرائها. وأسعى لتأسيس مشروع كونسر فتوار الزبالة في محافظة الأقصر، بصعيد مصر، تحت عنوان "مساحة  رباب الأقصر" الفنية".

ويعرب رباب عن نيته صناعة باند للأطفال، "لكن ليس أي أطفال، بل تعليم الموسيقى عن طريق استخدام الآلات المنتجة من النفايات إلى الأطفال من جامعي القمامة، في إطار الفكرة الأكبر، وهي استخدام الفن في الارتقاء بالبيئة".

اقرأ أيضاً: لماذا يعادي الإسلامويون الموسيقى؟

وعن سر اختياره للأطفال من جامعي القمامة ليشكلوا باند "رباب الأقصر" يقول: "الأطفال جامعو القمامة محرومون من أشياء كثيرة ومن ضمنها الفن، وأسعى لتمكين الأطفال على استخراج الإبداع من النفايات الصلبة".

يتمنى رباب في المرحلة المقبلة أن يكون هناك متطوعون متحمسون للفكرة للعمل معه

عاش رباب في بيت كله فن؛ فوالدته ترسم، ووالده يعزف الموسيقى. سماع الموسيقى يلازم أوقاته في البيت، بات مستمعاً جيداً، ومن ثم صار الفن شغفه. يشير رباب إلى أنّ الموسيقى تشكل هدف حياته، "فقد بدأت تعلمها من ضمن النشاط الاختياري، منذ كنت في مرحلة الدراسة الإعدادية.

ومن ثم كان لي جيتار. اقتناؤه كان أمراً مستغرباً في سوهاج حيث نشأت وعشت. أن يقتني المرء جيتاراً في الصعيد فهذا من الأمور الكبيرة".

عاش رباب في بيت كله فن؛ فوالدته ترسم ووالده يعزف الموسيقى ويعتقد أن صعيد مصر يعاني من مركزية القاهرة

وعن المستقبل القريب يتمنى رباب أن ينفذ مشروعه والخروج بالمنتج المنتظر، فهو يعمل على مشروع من وحي تجربة مسابقة أبطال الأرض تحت عنوان، "كونسرفتوار الزبالة"، يتشكل من باند موسيقى للأطفال من جامعي القمامة، يعزفون على الآلات المصنّعة من النفايات الصلبة، في محاولة للتغير بالفن.

رباب عاش ودرس الفن في الصعيد، وحين قرر تنفيذ أفكاره للتنمية بالفن نفذها في الصعيد، ولم يقرر الهجرة إلى القاهرة العاصمة مثل الكثيرين، وعن ذلك يقول: "أنا من الصعيد، وأرى دائماً أننا نعاني كصعيد من مركزية القاهرة، ولا أحتاج للعيش في المركز للنجاح، فقد وصلت للفوز بمسابقة عالمية وأنا أعيش في الأقصر".

اقرأ أيضاً: مقهى جروبي: ملتقى زمن القاهرة الجميل

ويتمنى رباب في المرحلة المقبلة أن يكون هناك متطوعون متحمسون للفكرة للعمل معه على مشروع كونسرفتوار الزبالة في رباب "الأقصر"، حتى يستطيع الخروج بفكرته إلى النور.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية