بعد زيارته السرية.. لماذا رفض ترامب لقاء القيادات العراقية في بغداد؟

ترامب

بعد زيارته السرية.. لماذا رفض ترامب لقاء القيادات العراقية في بغداد؟


06/01/2019

وضعت زيارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى العراق، مؤخراً، الحكومة العراقية أمام موجة من الانتقادات السياسية، جراء رفض "الضيف الزائر" لقاء القيادات العراقية في العاصمة بغداد.

اقرأ أيضاً: ماذا يفعل ترامب في العراق؟ وما علاقة الزيارة بالانسحاب من سوريا؟

"الإحراج السياسي" الحكومة العراقية دفعها إلى إصدار بيانٍ كشفَ عن ملابسات الاختلاف الذي دارَ بين الإدارتين حيال تنظيم زيارة ترامب لبغداد؛ حيث جاءت زيارة ترامب لقاعدة عسكرية في محافظة الأنبار، بعد أيام قلائل على قرار الانسحاب الأميركي من سوريا. 

زيارة غير معلنة

قام ترامب، بصحبة زوجته ميلانا، بزيارة لم يُعلن عنها مسبقاً إلى قاعدة عين الأسد في الأنبار، وذلك لتهنئة الجنود الأمريكان بمناسبة أعياد الميلاد، حيث مايزال نحو 5000  جندي أمريكي في العراق، يعملون على مساعدة الحكومة في حربها ضد ما تبقى من تنظيم داعش.

نائب عراقي: على الكتل السياسية أن ترفض رفضاً قاطعاً التجاوز على استقلالية العراق

وقال البيت الأبيض إنّ ترامب وميلانا سافرا إلى العراق "في وقت متأخر من مساء عيد الميلاد في كانون الأول (ديمسبر) الماضي "لتوجيه الشكر إلى القوات هناك على "خدماتهم وإنجازاتهم وتضحياتهم".

وأعرب الرئيس الأمريكي، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز" آنذاك، عن سعادتهِ بلقاء الجنود الأمريكيين في العراق، وأضاف "كنت أتمنى أن أزورهم بعد إبلاغهم بأني قادم إليهم لا أن آتي فجأة".

وعلق ترامب من قاعدة عين الأسد، "إنّه لا توجد خطط لانسحاب الولايات المتحدة من العراق".

ترامب وزوجته ميلانا بين جنود أمريكيين في قاعدة عين الأسد في الأنبار العراقية

انتقادات سياسية لتجاهل بغداد

زيارة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية إلى قاعدة بلاده العسكرية في الأنبار، قوبلت بانتقادات سياسية عراقية لاذعة، وسط مطالبات بتدخل البرلمان العراقي لإعادة النظر باتفاقية الانسحاب الأمريكي من العراق.

وقال رئيس تحالف النصر، رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، إن هذه الزيارة "لا تتناسب مع الأعراف الدبلوماسية والعلاقات مع الدول ذات السيادة"، مبيناً أنّ "الانتصارات على داعش، جعلت العراق يفرض موقعه في العالم".

اقرأ أيضاً: ما هي تبعات خروج ترامب من سوريا؟

وأضاف، بحسب بيان تلقت "حفريات" نسخة منه، أنّ "التعامل مع العراق وسيادته بهذه الطريقة سيضرّ العلاقات العراقية الأمريكية، وعلى دول العالم أن تعي أنّ عراقاً قوياً وعزيز السيادة، يصبّ بمصلحة الأمن والاستقرار في المنطقة".

من جهته، دعا النائب عن تحالف "سائرون" سلام الشمري، الكتل السياسية إلى المطالبة بخروج القوات الأجنبية من البلاد، وأشار إلى أنّ زيارة ترامب "دليل على استخفاف واضح بالقوانين الدولية التي تربط علاقات الدول مع بعضها".

وأكد الشمري لـ "حفريات" على "ضرورة أن يكون للكتل السياسية، تعبير واضح حول الرفض القاطع لهذا التجاوز على استقلالية العراق، وعدم القبول ببقاء القوات الأمريكية في البلاد".

العبادي من أوائل الساسة المحتجين على سرية زيارة ترامب للعراق

الحكومة توضح ملابسات الزيارة

عاصفة الانتقادات السياسية، أدت إلى كشف الحكومة العراقية عن فحوى ملابسات زيارة رئيس الإدارة الأمريكية للعراق، مشيرة إلى علمها بنيّة ترامب زيارة البلاد، مساء  الـ26 من كانون الأول (ديسمبر) 2018.

العبادي يصف زيارة ترامب للعراق بأنّها انتهاك للأعراف الدبلوماسية وستضر بمصالح البلدين

وقالت في بيان رسمي للحكومة تلقت "حفريات" نسخة منه، إنّه "كان من المفترض أن يجري استقبال رسمي ولقاء بين رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب"، عازية فشل عقد اللقاء إلى أنّ "تبايناً في وجهات النظر لتنظيمه أدى الى الاستعاضة عنه بمكالمة هاتفية تناولت تطورات الأوضاع، خصوصاً بعد قرار ترامب الانسحاب من سوريا، والتعاون المشترك لمحاربة داعش وتوفير الأمن والاستقرار لشعوب وبلدان المنطقة".

وأشار البيان إلى أنّ "عبدالمهدي رحّب بالرئيس الأمريكي بهذه الزيارة، ودعاه لزيارة بغداد، كما دعاه ترامب لزيارة واشنطن أيضاً"، مبيناً أنّ "الطرفين اتفقا على الاستمرار بتوثيق العلاقات المشتركة بين البلدين".

عبدالمهدي أكد علمه بزيارة ترامب وأن الأخير اكتفى بمهاتفته

تداعيات الانسحاب الأمريكي من سوريا

وفي السياق ذاته، فإن القرار المفاجئ للإدارة الأمريكية بسحب قواتها من سوريا، جعل التحالف الدولي يطلق تأكيدات على أنّ تنظيم داعش، مايزال يشكل "تهديداً حقيقياً" على استقرار المنطقة.

ترامب لجنود بلاده في قاعدة عين الأسد: حزين لأني لم أتِ بزيارة علنية للعراق ولكني فرحٌ بكم

وكان البيت الأبيض قد أعلن مؤخراً عزم الولايات المتحدة الأمريكية سحب قواتها الموجودة في سوريا، معتبراً أنّها "أنجزت مهمتها" بالقضاء على تنظيم داعش.

وأحدث القرار الأمريكي سحب القوات من سوريا جدلاً واسعاً، فيما أعلن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس استقالته، وتبعه مبعوث الرئيس الأمريكي للتحالف الدولي بريت ماكغورك.

ويقول نائب قائد قوات التحالف الدولي، ميجور جنرال كريستوفر غيكا، إنّ "شركاء التحالف يواصلون التقدم نحو آخر معاقل التنظيم الإرهابي، في منطقة هجين السورية لاستئصال آخر مقاتليه منها".

مجند أمريكي يلتقط سيلفي مع ترامب وميلانا في قاعدة عين الأسد

ويضيف غيكا، بحسب بيان نشره موقع مهام التحالف الدولي، أنّ التحالف "يواصل تقديم الدعم لشركائه على الأرض بالغارات الجوية، والتنسيق العسكري، لتحقيق تقدم في المعارك ضد داعش في منطقة الفرات الأوسط في سوريا"، موضحاً أنّ "التنسيق المتواصل دمّر منشآت لوجستية للتنظيم، وأزال عدداً كبيراً من مسلحيه من المنطقة، ودمر كذلك مراكز تمويل تابعة للتنظيم في منطقتي السوسة والشعفة".

الصفحة الرئيسية