بهذه الطريقة ينشر أردوغان أيديولوجية حزبه الإسلامي في العالم

بهذه الطريقة ينشر أردوغان أيديولوجية حزبه الإسلامي في العالم


04/02/2019

تمكّن أردوغان من إزاحة مدارس الخدمة التابعة للداعية التركي، فتح الله غولن، المنتشرة في أكثر من 170 دولة حول العالم، والاستيلاء على بعضها دون وجه حقّ، ليقيم بها مدارسه الجديدة "وقف معارف"، مستخدماً ورقة المساعدات والاستثمارات؛ بل والرشاوى لمسؤولين في حكومات عدة، وفق ما أوردت صحيفة "الزمان" التركية.

وأقنع نظام أردوغان دول الكاميرون وغانا والسنغال وتشاد وباكستان، بتسليم مدارس الخدمة لإدارة حكومة العدالة والتنمية، خلال عام 2018، ولم يستطع تنفيذ مخطط التأميم في عدد من البلدان فافتتح مدارسه إلى جانب مدارس حركة الخدمة، وفق الصحيفة.

مدارس "وقف معارف" تكشف خريطة الغزو التعليمي لنظام حزب العدالة والتنمية في الدول الإفريقية والعربية

وفي كانون الأول (ديسمبر) العام 2017، قال رئيس الوقف بيرون أقغون: إنّ "هناك قرابة 100 مدرسة تابعة للوقف جرى إنشاؤها لمختلف المراحل التعليمية في 20 دولة، لتستقبل 10 آلاف طالب على الأقل، في بداية عملها".

أضاف أقغون مفاخراً: "الدول التي يمتلك فيها وقف معارف التركي مدارس، هي: "أفغانستان، وألبانيا، وأستراليا، والنمسا، والبوسنة، والهرسك، وجيبوتي، وتشاد، والجابون، وغامبيا، وغينيا، وجورجيا، وكازاخستان، والكونغو الديموقراطية، وجمهورية الكونغو الشعبية، وكوسوفو، والكويت، ومدغشقر، ومقدونيا، ومالي، ومنغوليا، وموريتانيا، والنيجر، وباكستان، ورومانيا، والسنغال، وسيراليون، والصومال، والسودان، وسوريا، وتنزانيا، وتونس"، وتكشف خريطة الغزو التعليمي لنظام حزب العدالة والتنمية، الوجود الكثيف لمدارس النظام التركي في الدول الإفريقية والعربية.

وزعم أقغون أنّ الكثيرين في العديد من الدول، بدؤوا في إخراج أبنائهم من مدارس حركة الخدمة، وتسجيلهم في مدارس وقف المعارف، التي تقدّم الخدمات التعليمية برعاية الدولة التركية، وهكذا يبدو حديث أقغون كاشفاً للهدف الحقيقي الذي تأسست من أجله "وقف معارف".

وفي مقال بعنوان "مؤسسة معارف التركية... حصان طروادة أردوغان"، على موقع "تركيش مينيت"، قال الكاتب عبد الله بوزكارت، إنّ حزب العدالة والتنمية الإسلامي، الذي يدير تركيا وفق أطماع وأهواء رجب أردوغان، أنفق مليارات الشعب على إرضاء نزعته التوسعية، التي تتخذ التقسيم ونشر الفوضى والخراب نهجاً لها".

بوزكارت أوضح أنه "إضافة إلى بناء المساجد والمؤسسات الثقافية والمنظمات الإغاثية في خارج تركيا، والتي ليس لها هدف حقيقي إلا التوغل داخل الدول، لتكوين جماعات ضغط، أو لتيسير طريق التحكم في السلطة، للجماعات التي يحركها أردوغان في الخارج، والتي عادة ما تتبع فكر المتشددين، بالإضافة إلى كل ذلك خلق أردوغان كياناً جديداً؛ هو وقف معارف".

بوزكارت: حزب العدالة والتنمية الذي يدير تركيا وفق أطماع وأهواء أردوغان أنفق مليارات الشعب على إرضاء نزعته التوسعية

"أردوغان يروّج لنفسه دائماً عبر أتباعه، على أنه الخليفة أو الزعيم الإسلامي؛ لذا يستخدم مدارس معارف كأداة"، ويمضي الكاتب مشيراً إلى أنّ الرئيس التركي يهدف إلى "توسيع قاعدة جماهيريته وأيديولوجية حزبه لتسميم عقول الأطفال، والانتشار من خلال هذه المدارس في المجتمعات الأخرى، ويأمل من كل قلبه أن تكون نتيجة ذلك، خلق جيل من المسبحين بحمده، والمنتمين لفكر مجموعته في خارج تركيا".

ومرّر الحزب الحاكم، بزعامة أردوغان، قانون إنشاء "وقف معارف"، داخل البرلمان، عام 2016، مهمته إقامة المدارس في دول العالم، ومطاردة حركة "الخدمة" التابعة للداعية التركي الأستاذ فتح الله كولن، والاستيلاء على المدارس التابعة للحركة المنتشرة.

 

الصفحة الرئيسية