سنجار العراقية بانتظار الناجين الإيزديين من قبضة داعش في الباغوز السورية

العراق

سنجار العراقية بانتظار الناجين الإيزديين من قبضة داعش في الباغوز السورية


04/03/2019

أنهك الصبر سكان قضاء سنجار، الواقع شمال الموصل العراقية، وهم يتابعون الأخبار القادمة من بلدة القاملشي الحدودية؛ حيث يتم هناك جمع الإيزيديين الناجين من قبضة داعش في سوريا تمهيداً لإرسالهم إلى العراق؛ حيث تسلّمت حكومة بغداد عشرات الإيزيديين من الأطفال والنساء، منذ انطلاق العملية العسكرية الأخيرة ضدّ مواقع التنظيم في الباغوز السوري، التي شنّتها قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بدعم من التحالف الدولي، ويتوقع أن يصل المزيد منهم.

مصادر لـ "حفريات" تكشف عن عودة 20 إيزيديّة مختطفة لدى "دواعش سوريا" يصلن إلى العراق

ولا يعكر صفو أجواء الفرح في المدينة العراقية المنكوبة على وقع أخبار العثور على ناجين، سوى ما تمّ تداوله مؤخراً عن وجود 50 جثة مقطوعة الرأس لنساء إيزيديات أعدمهنّ داعش قبل انهزامه في سوريا.
ونُقلت شهادات مأساوية عن الفتيات الصغيرات الناجيات، اللواتي وصلن إلى العراق، حول أيام الاحتجاز لدى التنظيم في سوريا، وتعرضهن للإساءات الجسدية، وبيعهن من مسلح إلى آخر، وقال داود جندي، وهو قيادي إيزيدي في سنجار، لـ "حفريات"، أمس: "20 إيزيدياً قد تم تسليمهم إلى العراق حتى الآن، وهم أطفال ونساء"، مبيناً أنّ "11 منهم تم تسلمهم من قبل ذويهم، والبقية ما يزالون لدى القوات الأمنية وسيتم تسليمهم قريباً".
ثلاث فتيات إيزيديات كن في قبضة داعش

تدقيق الملفات
ويتم تجميع الناجين من بلدة الباغوز السورية في مدينة القامشلي الحدودية مع العراق، وتحديداً يتجمع الإيزيديون فيما يسمى "البيت الإيزيدي"؛ حيث تقوم "قسد" بتسلميهم إلى "البيت"، للتأكد فيما لو كانوا من أبناء الطائفة فعلاً أم يدّعون ذلك، ويقول مصدر سياسي مطلع في سنجار لـ "حفريات"، طلب عدم ذكر هويته، نقلاً عن قيادات في "قسد": "بعض المسلحين أو ذووهم يدّعون أنّهم إيزيديون للهروب من سوريا والخلاص من السجن أو النقل إلى أماكن أخرى".

اقرأ أيضاً: بعد سنوات من طرد "داعش" .. الغضب يلف مدينة سنجار العراقية
وتواجه عمليات التدقيق صعوبات كبيرة في التحقق من الإيزيديين، خاصة أنّ تنظيم داعش كان قد أتلف مستمسكاتهم الرسمية، والبعض يدّعون أنّهم فقدوا النطق، لتجاوز مشكلة اللغة الكردية، أو إعطاء معلومات أخرى، وكانت وسائل إعلام قد عرضت شهادات لفتيات صغيرات حررن مؤخراً من قبضة التنظيم في سوريا، لم يعدن يتذكرن اللغة الكردية، بسبب صغر أعمارهن حين تمّ أسرهن، وبقاؤهنّ لأكثر من 4 أعوام في السجن.
وكانت الفتاة الإيزيدية، جيهان خيرو، قد قالت بعد تحريرها: "باعني مسلح عراقيّ إلى آخر تونسي، ثم باعني الأخير إلى مسلح جزائري".

تدقيق ملفات الناجيات من الإيزديات

رداً على القصف الأمريكي
وبدأت مشاعر الفرح في سنجار تختلط بالخوف بعد أن نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية قبل أيام، خبراً مفاده عثور قوات التحالف الدولي في آخر معاقل داعش في الباغوز بريف دير الزور على 50 رأساً مقطوعة لفتيات إيزيديات.
ونشرت صحيفة "اليوم السابع" المصرية بعد ذلك، تقريراً مفصلاً عن محادثة في تطبيق "واتس أب" بين أحد قيادات التنظيم في شرق سوريا من جهة، وأحد المسؤولين الإيزيديين في العراق.

تواجه عمليات التدقيق صعوبات كبيرة في التحقق من الإيزيديين خاصة أنّ تنظيم داعش كان قد أتلف مستمسكاتهم الرسمية

ووفق نصّ المحادثة التي جرت بين الداعشي وأحد الإيزيديين العراقيين؛ أكّد القيادي في التنظيم، أنّه غير مسموح بخروج أيّة فتاة إيزيدية من شرق سوريا بأوامر من زعيم داعش، أبو بكر البغدادي، مشيراً إلى أنّ قرار ذبح 50 إيزيدية تم اتخاذه قبيل رأس السنة بأيام، وقال إنّ قيادات في داعش، بينهم عراقي وسوري وتركستانية وشيشاني، يرتدون أقنعة، نفذوا عملية ذبح ونحر الفتيات الإيزيديات خلال الأيام الماضية، رداً على القصف الأمريكي على مواقع التنظيم في سوريا، ولا يعرف بالتحديد من الشخص الإيزيدي الذي حاول التفاوض مع داعش.

مطالبات بالكشف عن ملابسات الحادث

ووفق مصادر "حفريات" في سنجار؛ فإنّ هناك اتصالات جرت مع "قسد" المسؤولة عن المناطق التي يجري فيها التطهير في شرق سوريا، ولم تؤكد وجود جثث تلك النساء، في المقابل؛ يقول صائب خدر، وهو نائب إيزيدي في البرلمان، لـ "حفريات": "قوات التحالف و(قسد) لم تنفيا ذلك، وهناك معلومات نقلت عن ضباط بريطانيين ضمن التحالف الدولي أكّدوا وقوع الجريمة"، وانتقد خدر عدم اهتمام الحكومة في بغداد بالتحري عن الموضوع، ونقل رفات النساء من سوريا، متوقعاً أن يعثر على المزيد من الضحايا الإيزيديين في الباغوز.

اقرأ أيضاً: الإيزيديون... أربعة أعوام بعد مذبحة سنجار
وعلى ضوء ذلك؛ يطالب النائب الإيزيدي بالتحقيق مع الـ 240 معتقلاً من داعش أعلنت بغداد مؤخراً أنها تسلمتهم من سوريا، ويقول: "بالتأكيد إنّ هؤلاء لديهم معلومات عن الإيزيديين المختطفين، وربما بينهم أطفال".
وفي سياق متصل؛ أعربت كتلة "سائرون" النيابية، عن "صدمتها" بعد أنباء العثور على مقبرة الإيزيديين الجماعية في مدينة الباغوز السورية.
وقال المتحدث باسم الكتلة، النائب حمد الله الركابي، في بيان تلقت "حفريات" نسخة منه: إنّ "هذه الجريمة تكشف بكل وضوح عن حجم ما تعرضت له الطائفة الإيزيدية الكريمة من ظلم وعدوان على يد هذا التنظيم الإرهابي".

مقاتلات إيزديات بعد انضمامهن لقوات الحشد الإيزدي في سنجار العراقية

البحث عن مصير المختطفين 
وجّه قادة عشائر ومنظمات إيزيدية دعوة للمجتمع الدولي لبذل مزيد من الجهد، من أجل التحقق من مصير آلاف من نساء وأطفال إيزيديين ما يزالون مفقودين.

مطالبات حقوقية بضرورة الكشف عن مصير المختطفين من أبناء المكون الإيزيدي لدى داعش

وكان قد تمّ إنقاذ العشرات من أتباع الطائفة الإيزيدية، خلال الأشهر القليلة الماضية، بعد أن انحسرت رقعة خلافة التنظيم المزعومة إلى مجرد قطعة صغيرة من الأرض محصورة في "الباغوز" شرق سوريا، لكنّ أكثر من 3000 إيزيدي ما يزالون مجهولي المصير.

وجاء في بيان صادر عن قادة إيزيديين: "ندعو قوات التحالف، وبالأخص القوات الأمريكية، وجميع القوات الأخرى التي حاربت داعش تحت قيادة التحالف، أن تساعد في الكشف عن مصير الضحايا وإرجاع الأسرى لأهلهم بأسرع وقت".

اقرأ أيضاً: وفاة أمير الإيزيدية.. ماذا تعرف عنه؟
كما جاء في البيان: "ندعو وزارة الخارجية العراقية أيضاً أن تتولى مسؤوليتها تجاه مواطنيها للبحث عن النساء الإيزيديات، وجلب جثث الشهداء، أو رفاتهم، إلى الوطن؛ من خلال اتصالاتهم مع الحكومات ذات العلاقة".

وأشارت تقارير صحفية هذا الأسبوع إلى مغادرة فتاتين إيزيديتين لقرية الباغوز، محمولتين في شاحنة، مع أرقام هواتف مكتوبة على ذراعيهما، مع مجموعة أخرى من 11 فتى إيزيدياً، غادروا المنطقة، وتمّ اقتيادهم راجعين إلى العراق بعد قضاء أعوام في الحجز.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية