نادين بيكاودو.. أقنعة السياسة في الشرق الأوسط

نادين بيكاودو.. أقنعة السياسة في الشرق الأوسط


كاتب ومترجم جزائري
04/03/2019

ترجمة: مدني قصري


نادين بيكاود (Nadine Picaudou) ؛ طالبة سابقة في المدرسة العليا للأساتذة، وهي أخصائية في التاريخ، ومتخصصة في الشرق الأوسط المعاصر، وهي مؤلفة لعدة كتب عن المنطقة: "التمزّق اللبناني (1989)"، و"الفلسطينيون، قرن من التاريخ" (2003)، و"السنوات العشر التي هزّت الشرق الأوسط: 1914-1923" (2017).

انتقلت علاقات قوى الحرب الباردة للشرق الأوسط: وقف لبنان إلى جانب عقيدة أيزنهاور، بينما انحاز عبد الناصر لموسكو

درّست في المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية (INALCO)، وفي جامعة باريس الأولى - بانتيون السوربون، في عام 2018؛ نشرت المؤرخة "وجوه السياسة في الشرق الأوسط" (فوليو)، توضّح فيه الديناميكيات التي غذّت والتي تحرك اليوم التطورات السياسية في الشرق الأوسط، فهي تسعى، على وجه الخصوص، إلى تبديد "آثار التشويش الذي يشكله اليوم الخطابُ الغربي حول الإرهاب الإسلاموي، وحول "إفلاس" دول العالم العربي، وحول العنف المتطرف، لفهم السياسة في هذه المنطقة، وبالجمع بين المنهج التاريخي ونظرة العلوم السياسية، تعتزم نادين بيكاودو إظهار محركات وأشكال العمل السياسي في الشرق الأوسط؛ من حيث بناء الدولة وتعبئة مختلف الجهات الفاعلة في المنطقة على السواء.
لبنان: من أسطورة الاستثناء إلى مرآة الشرق الأوسط
يبدأ الكتاب بتحليل البناء التاريخي للبنان كدولة وكأمة؛ إذ تدعونا نادين بيكاودو إلى اعتبار هذا البلد "مرآةً حقيقية" للديناميكيات السياسية، التي تحرّك بقية الشرق الأوسط، بالتالي؛ هي تخالف الرؤية المقترحة تقليدياً للبنان كاستثناء إقليمي، له منطقه الداخلي الخاص المنقطع عن بقية المنطقة.
في أعقاب الحرب العالمية الأولى؛ تمّ تعيين فرنسا كقوّة انتدابية لإقليم سوريا الكبرى، فقرّرت هذه الأخيرة أن تُقسّم في قلب هذا الإقليم حدودَ لبنان الكبير: هذا الأخير جمَع لبنان الصغير؛ أي منطقة جبل لبنان، المسيحي والدرزي في الأساس، والمنطقة الساحلية، الحضرية التي تقطنها النخب القديمة من أهل سنّة الدولة العثمانية، ثم ساعد الفرنسيين في تنصيب بعض المسيحيين والدروز على قمّة جهاز الدولة، كان الفرنسيون قد وفّروا الحماية للمسيحيين في ظلّ الإمبراطورية العثمانية خلال القرن التاسع عشر، لضمان نفوذهم في المنطقة، وعلاوة على ذلك؛ فإنّ هذه الطريقة تُعدّ من صفات نمط إدارة القوى الانتدابية، هذه السياسة نُفّذت على حساب السكان، السنيّين واليونانيين الأرثوذكس، الذين تعرّضوا لتهميش سياسي شديد.

اقرأ أيضاً: لبنان نموذج لطموح إيران في تنفيذ مشروعها الطائفي بالشرق الأوسط
بعد رسم هذه الحدود، والتي قبِل بها السكان كيفما اتفق، باشرت الدولة اللبنانيةُ وجودها الفعلي، لكن بقي "تأسيس لبنان كأمة"، رغم انقساماته الإقليمية والمذهبية الثقيلة، فهكذا ولِدت فكرة تحويل "هشاشة مجتمع مجزأ" إلى "انسجامِ فسيفساء"، وهكذا لم تكن "الصيغة اللبنانية" أكثر من تحويل "واقع بسيط إلى مصير محتوم".
أسطورتان مؤسّستان
من هنا تعارضت أسطورتان مؤسّستان؛ "دعاة اللبنانية" انضموا إلى فكرة وليدة أصيلة متميزة، بافتتاح لبنان على البحر الأبيض المتوسط، ضمن مفهوم عالمي ومتعدّد للمجتمع، وعلى العكس من ذلك؛ ناضل مؤيدو الأسطورة العروبية ضدّ هذه العملية المستوردة من خلال تدخل أجنبي، ونشطوا من أجل العودة إلى سوريا العربية الكبرى، ومع ذلك؛ فإنّ هاتين الرؤيتين المتعارضتين توافقتا في النهاية على الاتفاق فيما بينها، في إطار ميثاق الطوائف المشترك لعام 1943، الذي يتخلى، بموجبه، المسيحيون والمسلمون عن طموحاتهم، المسيحيون عن الحماية الغربية، والمسلمون عن اندراجهم ضمن العروبة، لكن، كما كتب الصحفي جورج نقاش؛ فإنّ "الدولة ليست مجموع قوّتين ضعيفتين، وإنكاران لا يصنعان أمة أبداً".
ديمقراطية توافقية
وبموجب هذا الميثاق الوطني؛ تقاسم الموارنة والسنّة السلطة، لكنّ الموارنة استفادوا في الواقع ببعض التفوّق على السنّة؛ لأنّ رئاسة الجمهورية، التي تتميّز بصلاحيات واسعة للغاية، عادت إليهم، وقد نشأت "ديمقراطية توافقية"، وُزِّعت فيها السلطات بين الطوائف الدينية المختلفة.

استفاد الموارنة في الواقع ببعض التفوّق على السنّة؛ لأنّ رئاسة لبنان، التي تتميز بصلاحيات واسعة للغاية، عادت إليهم

هكذا تُشكل الطائفية الدينية كياناً أساسياً، لفهم المسألة السياسية للبنان، ولكنها غالباً ما تحسب على حساب الحقائق الأخرى التي تتجاوز الانشقاقات الدينية، على سبيل المثال؛ علاقات الرعاية من خلال الزعيم (الذي يمكن تعريفه كرئيس للقرية أو الحي)، والذي يمثّل الوسيط بين السكان المحليين والدولة؛ فالزعيم يؤسّس علاقة رأسية للسلطة السياسية، بعيداً كلّ البعد عن واقع الدولة الحديثة؛ لأنّها تتميّز بمنطقيات قوية قائمة على حماية المصالح الخاصة، وبالتالي على المحسوبية: "حُكم الأقلية في السلطة، "الإقطاعيون" الريفيون، أو الوجهاء الحضر الجدد، يضعون المجتمع بأكمله في شبكة هرمية من التبعيّات المتتالية يضمن فيها الرؤساء ولاء عملائهم السياسي، من خلال توزيع الوظائف والخدمات والمصالح المختلفة".

اقرأ أيضاً: اجتماع وارسو: آليات كبح سياسات الملالي العدائية في الشرق الأوسط
وأخيراً، هناك منطقٌ آخر يجب أن يؤخذ في الحسبان: النخب السياسية والأقلية الحاكمة في مجال الأعمال، مرتبطتان ارتباطاً وثيقاً، بل ومندمجتان، في لبنان ما قبل الحرب، وقد ظهرت نخبة حضرية متعدّدة الطوائف الدينية في بيروت، شهدت "طفرة اقتصادية رأسمالية" حقيقية لصالح القطاع الطائفي، أضعفت في الوقت نفسه الفلاحين اللبنانيين، وأثارت استياءهم.
في مصر، انحاز جمال عبد الناصر إلى موسكو

دعم القضية الفلسطينية امتداداً للناصرية
هذه الديناميكيات الداخلية، التي تُشكّل توازناً سياسياً هشّاً، اقترنت بسياق جيوسياسي، غالباً ما يكون في أزمة؛ فمن ناحية، منذ بداية الخمسينيات، عبَر اللاجئون الفلسطينيون الذين أُجبِروا على مغادرة "دولة الكيان الصهيوني الجديدة"، الحدودَ اللبنانية بشكل جماعي، ومن ناحية أخرى؛ انتقلت علاقاتُ قوى الحرب الباردة إلى منطقة الشرق الأوسط، وقسّمت السكان: اختار لبنان الوقوفَ إلى جانب عقيدة أيزنهاور، بينما في مصر، انحاز جمال عبد الناصر، بطلُ العروبة، إلى موسكو، وسرعان ما اتّهمت الأطراف اللبنانية، التي كانت العروبة مرجعيتها، بتبعيتها لمصر، في حين وصِف خصوم هذه الأطراف بأنّهم عملاء للإمبريالية الأمريكية. وعلاوة على ذلك؛ اقترنت الاختلافات الأيديولوجية بمعارضة دينية قوية: حماسة القوميين العرب أقلقت المسيحيين الذين صاروا يخشون ابتلاع المسلمين لهم، وبالفعل؛ رأت الطبقات الشعبية اللبنانية المحرومة، في الناصرية، المجسدة للاشتراكية، ومناهضة الإمبريالية، والقومية العربية، شكلاً من الأمل لتحسين أوضاعهم، وثارت عام 1958.

اقرأ أيضاً: أصوات في واشنطن: ترامب خسر الشرق الأوسط
وفي الستينيات؛ أصبح دعم القضية الفلسطينية امتداداً للناصرية، وشعر المسيحيون بمزيد من التهديد، من قبل الضغط العروبي للسكان المسلمين، وهكذا بدأ لبنان بالسير نحو الحرب الأهلية.
تبعيّة تكوين الدولة لجهات أجنبية
هذه العودة الطويلة من خلال تاريخ لبنان تتيح تحديدَ بعضِ ملامح وجوه السياسة في الشرق الأوسط، ومن بينها؛ عدم وجود إجماع، منذ البداية، حول الدولة المقامة، وتبعية تكوين الدولة لجهات أجنبية، وتأثير عدم التوازن الناتج عن أزمة اللاجئين الفلسطينيين في المنطقة، وقوة انفعالات الهويات، ومنطقيات الطوائف، ليس فقط الدينية، التي ما تزال قوية، أو أيضاً صعوبة وضع ميثاق سياسي حقيقي لكلّ واحد في علاقته مع الجميع، قادر على تجاوز الانتماءات الطائفية الأولية.
المنطقيات الطائفية في الشرق الأوسط
أحدُ النجاحات التي حقّقها كتاب نادين بيكاودو؛ هو نظرتُها المضيئة لمسألة الطائفية في الشرق الأوسط، في الواقع؛ هي تصف بإسهاب مسألة علاقات القرابة، والروابط البدائية في هذه المنطقة؛ فهي روابط غالباً ما تكون هي أصل الحركات الاجتماعية، هذه القرابة، التي تتمّ عن طريق الأب، داخل القبيلة، تؤسّس نموذجاً بطريركياً قائماً على الزواج اللحمي بين أبناء عمومة متوازيين، ولكن بعيداً عن المجال الخاص، فإنّ العلاقات الأسرية تتطاول على المجالين العام والسياسي، لأنّها تشكل أساس التضامنات نفسه، والكياسات التقليدية.
دور النظام الملي العثماني
تُشكل المجتمعات الدينية القاعدةَ الأخرى للتضامن والولاءات في الشرق الأوسط؛ فمنذ عهد الدولة العثمانية، والانتماء الديني هو الذي يحدّد علاقة الأفراد بالسلطة، مع النظام الملي(1)، الذي سمح للمجتمعات الدينية غير المسلمة بأن تنظم نفسها وفق قوانينها الخاصة، مع فرض واجبات محدّدة على أعضائها، سيما من حيث الضرائب.

اقرأ أيضاً: مجلة أمريكية تحذر: هذه مخططات أردوغان في الشرق الأوسط وإفريقيا
الثقافة السياسية في ظلّ الإمبراطورية العثمانية، إذاً، مختلفة اختلافاً كبيراً عن الثقافات السياسية الوطنية؛ لأنّ الدولة لا تسعى إلى فرض لغتها أو دينها على رعاياها، لكنّ هذا التوازن في العلاقات المجتمعية، والذي ليس لِفكرة الأقلية فيه أيّ معنى، ما لبث أن اهتزّ بشدّة خلال القرن التاسع عشر.
واجهت الإمبراطورية العثمانية الكثير من الصعوبات في سياستها الخارجية

الغرب يحوّل المجتمعات الضعيفة إلى أقليات زبونة موالية
واجهت الإمبراطورية العثمانية الكثير من الصعوبات في سياستها الخارجية، فأطلقت سلسلة من الإصلاحات، في محاولة منها لتحديث نفسها، ووقف انحدارها وتقهقرها، وهكذا؛ ففي إطار ما سمِّي بالتنظيمات (Tanzimat)، ابتداءً من عام 1856، أعلن أمر عثماني عالٍ نهاية النظام الملي(1)، والحقوق المتساوية والواجبات لجميع جاليات الإمبراطورية العثمانية، وينبغي فهم عمليةُ إعادة التوازن هذه بين مجتمعات الإمبراطورية في سياق الضغوط القوية الممارسة على الإمبراطورية من قبل القوى الغربية، التي كانت تسعى إلى ضمان حماية مجموعات معينة من طوائف الإمبراطورية، لكسب النفوذ في المنطقة.

اقرأ أيضاً: فوضى حرب الثلاثين في أوروبا هل تتكرّر اليوم في الشرق الأوسط؟
ومن نتائج التدخلات الأوروبية؛ تحويل المجتمعات الضعيفة القديمة إلى أقليات زبونة موالية، بواسطة رعايات خارجية، وقد حاول الدستور العثماني لعام 1876 دمج هذه الأقليات بشكل أفضل في المؤسسات، رغم أنّ الدولة ظلت تُعرِّف نفسَها على أنّها دولة مسلمة.
من إشكالية الطائفية إلى إشكالية الأقليات
لقد تسيّست انتماءات القرابة والدين في القرن العشرين، في سياق بناء دولة لم يكن فيها لعدة قرون سوى هيمنة إمبريالية دون تقاليد دولة محلية، إشكالية الطائفية، التي تحوّلت إلى إشكاليةِ أقليّات، أصبحت تطرح بشكل مختلف في كلّ دولة منبثقة عن تفكيك الإمبراطورية العثمانية، ومع ذلك؛ فمن الضروري التذكير بأنّ التعريف الطائفي ليس حصرياً أبداً، وأنّه يتمحور دائماً مع أشكال أخرى من منطقيات التضامن، التي تحتل العلاقات الأبوية فيها مركزاً مهمّاً.
من الهُويّة المجتمعية إلى الهُويّة السياسية
هناك عاملان متعلقان بالهوية يشار إليهما عموماً كمصادر لنشوء مجتمع سياسي في الشرق الأوسط: الإسلام والعروبة.

أيديولوجية القومية العربية وجدت شكلَها النظري الأكثر إنجازاً بسوريا، من خلال حزب البعث؛ إذ نجد فيها علامات فكر الحصري

تعود أصول العروبة السياسية إلى نهاية الإمبراطورية العثمانية، في حين أنّ النظام الذي فرضته تركيا الفتاة، ابتداءً من 1908، اتّجه تدريجياً نحو "التتريك"(2)، وكردّ فعل على هذا التتريك؛ ناضلت المؤسسات والجمعيات والنوادي العربية بدرجة من السرية، من أجل الاعتراف باللغة العربية كلغة رسمية للنظام، وإقامة حقوق متساوية بين العرب والأتراك، لكن كان يجب انتظار نهاية الحرب العالمية الأولى، قبل أن تعرف العروبة ازدهاراً حقيقياً.
القومية العربية الحديثة لقيت الدعمَ من قِبل مختلف المفكرين، بما في ذلك ساطع الحصري، وهو سوري من حلب أقام قواعد عقائدية، مع التركيز بوجه خاص على أهمية اللغة العربية؛ وهكذا سادت الطائفة الثقافية العربية على التاريخ الفردي لدولة بعينها، وهي التي كان عليها أن تؤسس القومية العربية.
 ساطع الحصري

الإسلام مرجع آخر للهُوية
في الوقت نفسه؛ ترسّخ مرجعٌ آخر للهُويّة، ألا وهو الإسلام، لقد عرف واحدٌ من التيارات الوطنية الإسلامية نجاحاً كبيراً: فكرة العودة إلى مصادر الإسلام، بدعمٍ من الأصوليين المسلمين، أتاحت مواجهة التراجع الذي يبدو أنّ العالم العربي قد دخل فيه. لذلك، فعلى أساس الدين، تأسست القومية العربية ضمن هذا المفهوم، الذي اتخذ أحياناً جوانب إصلاحية، وأحياناً أخرى جوانب صَحَوِيّة (نسبة إلى الصحوة)؛ ففي مصر، أقامت جماعة الإخوان المسلمين خطاباتها على معارضة بين "طريق الغرب" و"طريق الإسلام"، داعية إلى الإسلام كدين وكدولة معاً.
ثورات حماية الأماكن المقدسة
تشكّل الحالة الفلسطينية مثالاً مضيئاً آخر؛ إنّ مسألة حماية الأماكن المقدسة ما انفكت تغذّي بالفعل الثورات التي ظلت تحرّض الفلسطينيين تحت الانتداب البريطاني، سيما في عام 1929. وفي الثلاثينيات من القرن الماضي؛ كانت الخطب، مثل تلك التي قام بها الشيخ عزّ الدين القسام، تعيد استخدام قيمَ الإسلام في خدمة النضال الوطني من أجل الاستقلال الوطني، ومكافحة مشروع "الوطن القومي اليهودي"؛ الذي وعد به اللورد بلفور عام 1917، هذه الخطابات تجمع بين إحياء النهضة الإسلامية والقومية والصراع الطبقي، وهو موضوع مهمّ جداً لدى الفلسطينيين، الذين تمّ تجريدهم من أملاكهم بفعل فرض السياسة النقدية على الاقتصاد الريفي، ومن خلال بيع الأراضي إلى الصهاينة.
 زكي الأرسوزي

البعث وأيديولوجية القومية العربية
أمّا أيديولوجية القومية العربية؛ فقد وجدت "شكلَها النظري الأكثر إنجازاً" في سوريا، من خلال حزب البعث؛ إذ نجد فيها علامات فكر "ساطع الحصري": الأمة تتماثل مع المجتمع الثقافي، القائم على اللغة العربية، التي تكتسي أهمية خاصة في أيديولوجية مُنظّري البعث، خاصة الفيلسوف والمفكر زكي الأرسوزي، أحد مؤسسي حزب البعث الثلاثة.
تُبيّن هذه التعريفات المختلفة، الإسلامية أو العربية، قبل كلّ شيء، أنّ هذه "المجتمعات المتخيَّلة" نادراً ما تتطابق مع الحدود الدولية التي تم تحديدها بعد عام 1918؛ هناك بالفعل فجوة حقيقية بين هذه الحدود الاصطناعية المفروضة وبين الحدود التخيليّة التي رسمتها هذه القوميات.

المصدر: lesclesdumoyenorient


الهوامش:
(1) النظام الملي أو (نظام الملل)؛ تقليد عرفي نشأ بين الطوائف غير الإسلامية في الأقاليم التي كانت تحكمها الدولة العثمانية وبين السلطات الحكومية، وبمقتضى هذا العرف أصبح لكلّ طائفة دينية أو ملية حقّ استعمال لغتها الخاصة واتباع طقوس مذهبها الديني، ورعاية مؤسساتها الدينية والتعليمية، مع حقّ التقاضي أمام محاكم خاصة بها، وجباية الضرائب المقررة على أفراد الطائفة، وتوريدها للخزانة العامة.
(2) التتريك (Turkification)؛ مفهوم يطلق على عملية تحويل أشخاص ومناطق جغرافية من ثقافاتها الأصلية إلى الثقافة التركية، بطريقة قسرية، أي بالإكراه أو الإجبار والقهر غالباً.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية