حرص إماراتي على دور عربيّ في سوريا.. والكويت ترحب بعودتها

سوريا

حرص إماراتي على دور عربيّ في سوريا.. والكويت ترحب بعودتها


07/03/2019

ظهر خلال اليومين الماضيين اتجاه من ثلاث دول خليجية يؤكد أهمية الدور العربي في سوريا؛ في ظل زيادة النفوذين؛ التركي والإيراني، وهو ما عبّرت عنه مجدداً، أمس، الإمارات العربية المتحدة، ما استدعى إعلان دولة الكويت أيضاً عن أنّها ستكون سعيدة بعودة سوريا إلى محيطها العربي، مع تأكيد سعودي ضرورة الإسراع في تشكيل اللجنة الدستورية في سوريا.

أكد وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد، حرص بلاده على وجود دور عربي بسوريا؛ سياسياً أو أمنياً

في هذه الأثناء، أكد وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد، أمس، حرص بلاده على وجود دور عربي في سوريا؛ سياسياً أو أمنياً، وذلك برغم اختلاف الإمارات مع منهج الحكومة السورية في انتهاج الكثير من الخطوات داخلياً.
وأضاف الشيخ عبدالله خلال مؤتمر صحفي مشترك أمس في أبوظبي، مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف: "نحن الآن أمام تطور نشهده (في سوريا يتمثل في) زيادة النفوذين التركي والإيراني وغياب الدور العربي، ونعتقد أنّ هذا الغياب غير مقبول".
وأوضح أنّ "هناك تعاوناً مع روسيا وآخرين لبحث احتواء سوريا، بحيث تكون جزءاً من المنطقة العربية والدور والجهد العربي".
وأشار إلى أنّ "الإمارات قررت إعادة فتح سفارتها في دمشق لبدء مسيرة إعادة سوريا إلى حضنها العربي"، مضيفاً أنّ ذلك يتطلب أيضاً دوراً من الأطراف العربية ومن دمشق، للعمل معاً من أجل دور سوري عربي.

إعادة فتح سفارة الإمارات في دمشق
وعن العلاقات بين أبوظبي وموسكو، قال الوزير الإماراتي إنّ العلاقات بين الإمارات وروسيا تواصل الازدهار، مشيراً إلى أنّه "يتطلع لمزيد من التعاون الثقافي بين البلدين".

وزير خارجية الكويت: غياب سوريا منذ نحو 9 سنوات عن الجامعة العربية خلّف خللاً كبيراً وسنكون سعداء بعودتها

وأوضح وزير الخارجية الإماراتي، كما نقلت "سكاي نيوز عربية": "نتعاون مع روسيا في مواجهة التحديات التقليدية والحديثة"، مضيفاً: "هناك تزايد في أعداد السياح الروس في الإمارات وارتفاع في نسبة التجارة المتبادلة".
من جانبه، أشاد وزير الخارجية الروسي بالدور الإماراتي في تمهيد الطريق للحل السياسي في ليبيا، مضيفاً: "نؤيد حل قضايا المنطقة من خلال الحلول السياسية".
وأوضح لافروف أنّه ناقش مع الشيخ عبدالله بن زايد سبل تطوير العلاقات بين البلدين، لافتاً إلى أنّ هناك تعاوناً عسكرياً وتقنياً بين روسيا والإمارات.

اقرأ أيضاً: 3 مسوغات تشكك في القضاء على داعش في العراق وسوريا
وأضاف، وفق "سكاي نيوز عربية": "نسعى للقضاء على التطرف والإرهاب في المنطقة"، وأكمل: "نؤيد حل القضية الفلسطينية من خلال القرارات الدولية".
وخلال حديثه عن الولايات المتحدة، قال المسؤول الروسي: "لن ننجر إلى سباق تسلح جديد ونحن لم نرفض أي تنسيق مع واشنطن"، مبيناً: "سنحافظ على حقنا في الرد بالمثل على أي خيار أمريكي بشأن نشر الصواريخ في العالم".
الرياض وضرورة الإسراع في تشكيل لجنة دستورية
إلى ذلك، أكد لافروف أنّ بلاده والسعودية تسعيان للقضاء على الإرهابيين في سوريا، وأنّ الرياض ترى ضرورة الإسراع في تشكيل لجنة دستورية في سوريا، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط".

اقرأ أيضاً: تركيا تضرب العرب بالكرد في سوريا لخدمة أحلامها العثمانية
وأضاف الوزير الروسي في مؤتمر صحافي جمعه أمس أيضاً مع وزير الخارجية الكويتي، الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، في الكويت، أنّ المجتمع الدولي يربط تقديم المساعدات لسوريا بتقدم الحل السياسي، وأنّ بلاده تعمل على إعادة اللاجئين والنازحين السوريين إلى ديارهم.
وأوضح الوزير الروسي أنّ بلاده تسعى لتعزيز علاقتها مع الدول الخليجية في مختلف المجالات، في الوقت الذي أكد فيه عدم وجود أي مبادرات لحل أزمة قطر.

أكد لافروف أنّ بلاده والسعودية تسعيان للقضاء على الإرهابيين في سوريا
وعن القضية الفلسطينية أكد لافروف، أنّ موسكو حريصة على تقديم المساعدة للفلسطينيين لإنهاء الانقسام الداخلي.
وأضاف لافروف، وفق "الشرق الأوسط"، لدينا موقف مشترك مع الكويت بخصوص الأوضاع الإقليمية، لتقوية العلاقات والتعاون مع الكويت، مشيراً إلى أنّه سيتم فتح المعهد الثقافي الروسي في الكويت الشهر المقبل.
وأكد لافروف وجود اتصالات مع الجانب الأمريكي للوصول إلى تسوية شاملة للأزمة السورية.
وقال إنّ الحديث مع المعارضة السورية كان بناءً ومثمراً، مشيراً إلى دعوة المعارضة للعمل وفق قرار الأمم المتحدة ومجلس الأمن الذي يضمن الحوار بين السوريين أنفسهم، وهذا هو الأساس للعملية السياسية.
الكويت: عودة سوريا لمحيطها العربي يسعدنا
من جانبه، قال وزير خارجية الكويت، إنّ عودة سوريا لمحيطها العربي يسعدنا ونطالب بالإسراع بالحل السياسي.
وأكد الصباح أنّ غياب سوريا منذ نحو تسع سنوات عن الجامعة العربية "خلّف خللاً كبيراً"، مضيفاً أنّ الكويت ستكون سعيدة جداً بعودة سوريا إلى الجامعة العربية.

اقرأ أيضاً: العراق: استعداد لتسلم "دواعش" سوريا.. وقلق ومخاوف من عوة أيام الإرهاب
ويشكل هذا الموقف الكويتي، بحسب وكالة "رويترز" للأنباء، تحولاً نسبياً في السياسة الكويتية؛ التي كانت تشدد على أنّ خروج سوريا من جامعة الدول العربية كان بقرار عربي وعودتها لا تكون إلا بقرار من جامعة الدول العربية.
وقال الوزير الكويتي في المؤتمر الصحفي مع نظيره الروسي إنّ سوريا بلد مؤسس في جامعة الدول العربية وهي "دولة محورية في المنطقة ومهمة لأمن واستقرار المنطقة".
وأضاف الصباح: "إنّ الحرب في سوريا خلّفت دماراً هائلاً وأضاعت مستقبل الكثيرين"، داعياً السوريين إلى الجلوس إلى طاولة الحوار ومشاركة جميع الفرقاء في مستقبل بلدهم.
وأعرب الصباح عن الاعتزاز بمستوى التعاون والتنسيق بين الكويت وروسيا في مجلس الأمن، وبمدى متانة العمل المشترك بين وفدي البلدين لدى الأمم المتحدة، خاصة فيما يتعلق بقضايا المنطقة والموضوعات المطروحة على جدول أعمال المنظمة.
 الصباح: إنّ الحرب في سوريا خلّفت دماراً هائلاً وأضاعت مستقبل الكثيرين

صعوبة احتكار الحل السياسي
وفي مقابلة مع المحلل السياسي الروسي، اندريه أونتيكوف، مع قناة "بي بي سي"، صرح بأنّ هناك حاجة إلى مزيد من التنسيق بين روسيا والدول المعنية للوصول إلى حل في سوريا؛ فهناك العديد من الملفات التي تحتاج روسيا إلى حلها في سوريا، مثل إدلب، وتشكيل لجنة دستورية في سوريا. كما أنّ روسيا تصر على تنفيذ اتفاقية "سوتشي"، والتي تتعلق بإنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب. لذلك من الضروري، يضيف أونتيكوف، التنسيق مع مختلف الدول التي تلعب دوراً اساسياً في سوريا؛ لأن روسيا تعلم أنّ من المستحيل إيجاد حل من دون النظر إلى مصالح الدول المجاورة والمعنية والرجوع إليها مثل قطر والسعودية؛ بغض النظر عن توتر العلاقات بين البلدين، بحسب كلام أونتيكوف. 

اقرأ أيضاً: القوات الكردية: داعش غيّر أساليب قتاله في سوريا
وتقول أوساط من المعارضة السورية إنّ روسيا باتت على قناعة بأنّ احتكار الحل السياسي في سوريا بناء على ما تحقق من استعادة النظام السيطرة على أنحاء واسعة من البلاد غير كافٍ لإسدال الستار على النزاع المركّب، الذي راح ضحيته مئات الآلاف من المدنيين فضلا عن ملايين النازحين. وتضيف الأوساط، وفق "العرب" اللندنية، أنّ موسكو تدرك أيضاً أنّ حصر التسوية في إطار مسار أستانة، الذي ترعاه مع إيران وتركيا، صار أمراً صعباً، وأنّ هذا المسار استوفى غرضه؛ الذي كان يتمثل في مناطق وقف التصعيد في سوريا.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية