على وقع القذائف في طرابلس.. ملايين القذافي المخفية تظهر، ولكن أين؟

ليبيا

على وقع القذائف في طرابلس.. ملايين القذافي المخفية تظهر، ولكن أين؟


08/04/2019

فيما كانت طرابلس تغلي على فوهة بركان، ويحترب أهلها وفصائلها الذين تتساقط عليهم القذائف، ذكرت تقارير صحفية أنّ الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي خبأ ملايين الدولارات في مكان ربما لا يخطر على بال الكثيرين، وفق ما كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية، اليوم الإثنين.
وتحدثت التقارير عن اكتشاف ما يقدر بنحو 30 مليون دولار أمريكي في منزل يعود لرئيس جنوب أفريقيا السابق جاكوب زوما، وفق ما ذكرت "سكاي نيوز".

اقرأ أيضاً: ماذا طلب القذافي من محمد بن راشد عقب غزو العراق 2003؟
وبحسب "التايمز" فقد تم نقل هذه الأموال مؤخراً من منزل زوما بمدينة نكاندلا، شرقي جنوب أفريقيا، إلى مملكة إسواتيني القريبة، والتي كانت تعرف سابقا باسم "سوازيلاند".
ويُقال إنّ القذافي قام بتحويل الأموال إلى زوما لحفظها، وذلك قبل وقت قصير من مقتله على أيدي مسلحين في أكتوبر 2011، على إثر انتفاضة شعبية في ليبيا.
وكان العام الماضي شهد قيام أحد أقارب القذافي، بكشف مقدار ثروته التي تقدر بـ 600 مليار دولار أمريكي.
الغرب استولوا على ثروة القذافي، وبددوا ما يقرب من 277 مليار

هل استولى الغرب على ثروة القذافي؟
وقال المسؤول السياسي لجبهة النضال الوطني في ليبيا، أحمد قذاف الدم، خلال لقاء في برنامج "على مسؤوليتي" الذي يذاع على قناة "صدى البلد" المصرية، إنّ "الغرب استولوا على ثروة القذافي، وبددوا ما يقرب من 277 مليار دولار خلال الأعوام الماضية"، مضيفاً أنّ "معمر القذافي ترك أكثر من 600 مليار دولار ما بين سائل وذهب، لكنها بُدِّدت".

يَغفل كثيرون عن أنّ سوء استخدام السلطة، واستشراء الفساد، وهيمنة الحكم المطلق هو ما قاد ليبيا إلى الانشطار والتهديم

ويعفي كلام المسؤول الليبي، القذافي من مسؤوليته عن المآلات التي وصلت إليها ليبيا في عهد الرئيس السابق الذي حكمها لأكثر من 40 عاماً، فقذاف الدم يذكّر بأنّ "ليبيا من أغنى دول العالم في الغاز، وهو ما تسبب في طمع العديد من الدول الغربية فيها".
ويَغفل كثيرون عن أنّ سوء استخدام السلطة، واستشراء الفساد، وهيمنة الحكم المطلق هو ما قاد ليبيا إلى الانشطار والتفتت والتهديم، وما معركة طرابلس الدائرة رحاها الآن إلا تجسيد لذلك الحكم الذي استفرد بالسلطة والأموال وموارد الليبيين، وحولها لخدمة مآربه السياسية، وطموحاته الانقلابية في البلاد القريبة والبعيدة، وهو أمر يتفق عليه المؤيدون والمعارضون لنظام القذافي، مع أنّ المؤيدين ما زالوا يحنون للقذافي باعتبار أنّ ليبيا في عهده كانت تنعم بالأمن والأمان، فيقايضون الحرية بالأمن.
ولكن الأمن في ليبيا القذافي، هل كان مقدمة للإصلاح؟ يقول رئيس المجلس الانتقالي الليبي السابق مصطفى عبد الجليل إنّ الثورة نجحت في إزالة نظام شمولي في ليبيا، وإنّ القذافي "لو بقي (في الحكم) ألف سنة، لما أتى بأي إصلاح".
وتابع عبد الجليل في تصريحات لقناة "الحرة" أنّ ليبيا لم يعد هناك أي مجال أن يحكمها أي شخص بنظام شمولي.

اقرأ أيضاً: "من أنتم": من القذافي إلى أردوغان!
وشغل عبد الجليل سابقاً منصب وزير العدل خلال فترة حكم القذافي. لكنه قال: ليس كل من شغل منصباً خلال فترة حكم القذافي كان مؤيداً له. وتابع إنّ تدخل حلف شمال الأطلسي في ليبيا كان قراراً صائباً.
أبو الغيط يكشف سر مقتل العقيد
وبسبب التدخل أو الغطاء الدولي، رحل القذافي مقتولاً وتفرق دمه بين أبناء شعبه الغاضبين وبين قوى رغبت في رحيل الزعيم الأطول حكماً في السلطة.
وكشف الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد أبو الغيط عن سبب مقتل معمر القذافي، مشيراً إلى أن القذافي كانت له أخطاء جسيمة دفعت بعض الأطراف العربية لعدم دعمه خلال 2011.
وقال أبو الغيط  خلال استضافته في حوار على قناة DMC  إنّ الأطراف الدولية والعالم الغربي تحديداً كان يرغب في التخلص من الحكم في ليبيا.

اقرأ أيضاً: إياد غالي: ثائر يساري صادقَ القذافي وتحالف مع القاعدة
وأوضح أنّ التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي لأي دولة له تأثير مدمر، مبيناً أنّ إعلان حظر طيران القوات الليبية عام 2012 مماثل تماماً لما حدث في البوسنة، مؤكداً أنه أدى إلى دخول السلاح بشكل غير شرعي.
وسرد أبو الغيط حكاية مماثلة كانت قد وقعت في ليبيا بعد إعلان الحظر وهو العثور على كونتينر به 20 ألف مسدس والالاف من البنادق الآلية والقادمة من تركيا أو غيرها من الدول الموردة للسلاح، مشيراً إلى أنّ بعض القرارات التي تصدر عن المجتمع الدولي تحركها قوى دولية وترى المستقبل وتعد له وتهدف إلى تدبير المؤامرات للدول العربية.
بعد مقتل القذافي، شرعت الحكومات الليبية المتعاقبة في بذل الجهود لاستعادة الأموال

بين دخان القذائف ودخان الفضائح
ولم يمنع دخان القذائف في طرابلس من دخان لا يقل ضراوة هو دخان الفضائح الذي كشفت الصحافة عن أحد فصوله المتمثلة في إخفاء الملايين في خزائن رئيس جنوب أفريقيا السابق جاكوب زوما (76 عاماً) الذي ما انفك ينكر أي معرفة له بأموال القذافي المحتجزة في جنوب أفريقيا، بحسب "التايمز".

تقارير تكشف عما يقدر بنحو 30 مليون دولار أمريكي خبأها القذافي في منزل يعود لرئيس جنوب أفريقيا السابق

وبعد مقتل القذافي، شرعت الحكومات الليبية المتعاقبة في بذل الجهود لاستعادة الأموال الموجودة في الخارج، لكن هذه الجهود تواجه عدداً من العراقيل بسبب حالة الفوضى التي لا تزال تعيشها ليبيا منذ العام 2011.
وطلبت ليبيا من رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، أكثر من مرة، المساعدة في استرداد الأموال الليبية.
وخلص تقرير صدر عن لجنة تابعة لمجلس الأمن الدولي في عام 2017، تبحث عن الأموال الليبية المفقودة، إلى أنّ الكثير منها لا يزال في دول أفريقية.
وفي عام 2013، قالت حكومة جنوب أفريقيا أنها ستعيد أموالاً ليبية تقدر بقيمة 10 مليارات راند (حوالي 5.5 مليون جنيه إسترليني)، وذلك تماشياً مع قواعد الأمم المتحدة.
وكان زوما على علاقة وثيقة مع القذافي، حيث قام بزيارته في طرابلس في أيار (مايو) 2011 نيابة عن الاتحاد الأفريقي في محاولة فاشلة للتوسط من أجل حل للأزمة الليبية.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية