بعد هزيمتهم في طرابلس.. إخوان ليبيا يهرولون إلى تركيا طلباً للعون

بعد هزيمتهم في طرابلس.. إخوان ليبيا يهرولون إلى تركيا طلباً للعون


20/04/2019

مع تقدم قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، لتحرير العاصمة الليبية طرابلس من الميليشيات الإخوانية، بدا أن فرع الجماعة في الدولة العربية المطلة على المتوسط يعيش حالة من انعدام الوزن، وبدأ البحث عن العون من الحليف التقليدي في المنطقة؛ الرئيس التركي رجب إردوغان، الذي لا يخفي دعمه للتنظيم الإرهابي، وكراهيته للجيش الوطني الليبي.

إردوغان الذي ثبت تورط نظامه في تسليح الميليشيات الليبية، كشف بوضوح عن طبيعة تحالفاته، إذ استقبل رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي (نيابي -استشاري) خالد المشري في إسطنبول اليوم الجمعة، في لقاء قالت وكالة الأناضول الرسمية إنه كان مغلقا واستغرق نصف ساعة دون إعطاء أي تفاصيل عن ما جرى في اللقاء.

لكن المتابع لمجريات الأمور لن يخفي عنه طبيعة اللقاء بين إردوغان والعضو المؤسس بحزب "العدالة والبناء" ذراع جماعة الإخوان السياسية في ليبيا، فخالد المشري الذي تولى أمانة سر المكتب التنفيذي التابع للمجلس الانتقالي ببنغازي، فر من المدينة الأخيرة بعدما نجح المشير خليفة حفتر في تحريرها من سيطرة الإخوان وميليشيات إرهابية 2014 والتي أحكم سيطرته عليها في 2017.

دعم سريع

المشري لجأ إلى إردوغان بحثا عن الدعم السريع لوقف انهيار قوات حكومة الوفاق في طرابلس والمتحالفة مع الإخوان وميليشيات مصراتة، وجميعها مدعومة من أنقرة.

إردوغان يحاول إنقاذ خونة جماعة الإخوان من ضربات الجيش الليبي، بنقل العتاد ومقاتلي "داعش" و"النصرة" عبر الأراضي التونسية، في محاولة أخيرة لوقف زحف قوات المشير خليفة حفتر، الذي انطلق بداية أبريل الجاري، باسم "طوفان الكرامة" لتحرير طرابلس.

وكالة بلومبرج الأمريكية، كشفت في تقرير لها تفاصيل خطة نظام إردوغان، إرسال الدواعش إلى ليبيا، في بداية الشهر الجاري، وقالت إن ليبيا من بين الدول التي يستهدف تنظيم "داعش" إعادة صفوفه فيها من جديد، بعد دحره في سورية والعراق.

ويربط التقرير الأمريكي بين غياب الاستقرار السياسي في الدول التي وردت في التقرير، والعودة التدريجية للتنظيم الذي تقول الوكالة الإخبارية إنه فقد الكثير من قدراته وإمكاناته، التي تتيح له العودة بالصورة التي عرفها العالم قبل سنوات.

"بلومبرج" واجهت وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني فتحي باشا آغا الموالية لتركيا، بسبب الاتهامات الكثيرة التي تطال حكومته، وكذلك أنقرة، بأنهما محركا داعش في ليبيا، باشا آغا ادعى أن حكومته لا تستطيع إيقاف تدفق الإرهابيين، قائلاً: "من الصعب الحد من تدفق عناصر إرهابية إلى ليبيا، عبر سورية والعراق، بعد تلقي التنظيم فيهما هزيمة شبه كاملة".

وسائل الإعلام الليبية رصدت الأسبوع الماضي وجودا مكثفا لعناصر"داعش" في ليبيا، وكشفت صحيفة المرصد أن سرايا الصحراء، التابع لتنظيم الدولة، والمتمركز في مدينة سرت غرب البلاد، يتحرك لجمع الفصائل والميليشيات المقاتلة، لحماية حكومة الوفاق الإخوانية، ووقف تحركات الجيش الليبي.

خطوط تركية لنقل الإرهابيين

جريدة الشروق التونسية نقلت عن مصادر أمنية، رصد خطوط تركية لنقل الإرهابيين إلى ليبيا، وهو ما أثار غضب أنقرة، التي نفت الأمر على لسان أحد مسؤوليها.

الصحيفة التونسية نقلت عن مصادر مطلعة، وجود معلومات استخباراتية، تم مشاركتها مع الجيش الليبي، عن خطوط مباشرة تعتمد عليها حكومة العدالة والتنمية في الوقت الحالي، لتغذية تنظيمي "جبهة النصرة"و"داعش" بالعناصر المقاتلة والسلاح والمال، لمنع تقدم الجيش الليبي.

وكشف المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري عن المعلومات الاستخباراتية التي تم التوصل إليها، خلال مؤتمر صحافي الاثنين الماضي، قائلاً: "إن هناك خطوطا مفتوحة من تركيا ومالطا جوا وبحرا، لدعم مجموعات طرابلس بالسلاح والمقاتلين".

وأضاف المسماري أن رحلات جوية مباشرة من تركيا إلى مصراتة  تنقل مسلحين من "جبهة النصرة" قاتلوا في سورية، قائلا: إن عدد المقاتلين الأجانب في ازدياد، وتوقع حدوث عمليات انتحارية خلال الأيام المقبلة، لكنه أكد أن الأمور تحت السيطرة.

المسماري أشار إلى أن قوات المشير خليفة حفتر نفذت 8 غارات جوية ضد ميليشيات " البقرة" بمعسكر الرحبة، في تاجوراء، مؤكدا أن القيادة العامة رصدت طيارين اثنين أجانب، شاركا في غارات لطيران قوات الوفاق الوطني.

وأوضح أن من وصفهم بالأعداء، تلقوا ضربات جوية وبرية قوية، إضافة إلى خسارتهم الرأي العام المحلي والدولي، وقال إنه سيواصل تقديم الأدلة الدامغة، بأن المعركة في طرابلس بين الليبيين والتنظيمات الإرهابية والعصابات الإجرامية، محذرا الميليشيات التي تدعمها أنقرة من محاولة القيام بأي عمليات ضد القوات الجوية التابعة للجيش.

لجنة الأمن والدفاع بمجلس النواب الليبي، أصدرت الأربعاء، بياناً عبرت فيه عن غضب الليبيين من تدخلات تركيا السافرة، التي تمس أمن واستقرار البلاد بشكل مباشر، وتعصف باستقرار المنطقة بأكملها.

وقالت اللجنة في بيانها، إن التدخلات التركية لا يمكن القبول بها، ويجب أن تتوقف على الفور، مؤكدة فشل هذه المحاولات للوقوف في وجه حرب القوات المسلحة الليبية على الإرهاب، وتطهير العاصمة من ميليشيات المال والإرهاب.

وأضافت :" تدين لجنة الخارجية انتهاك البوارج الحربية التركية للمياه الإقليمية، في محاولة بائسة لدعم المجموعات الإرهابية، من خلال المنافذ البحرية والجوية في مصراتة وطرابلس وزوارة، مطالبة مجلس الأمن والمجتمع الدولي بلجم أنقرة عن التدخل في شؤون ليبيا الداخلية".

عن "عثمانلي"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية