لماذا نحتاج المزيد من الضوء في حياتنا؟

يشعر معظم الأشخاص بمزيد من النشاط والسعادة مع انتهاء فصل الشتاء، وبدء فصل الربيع الذي يزداد فيه تعرضنا لضوء الشمس.

اقرأ أيضاً: العلماء ينشئون حرارة أعلى من حرارة مركز الشمس

وتوجد تفسيرات علمية لكل ذلك، حيث أن التعرض للضوء يؤثر على عظامنا وأدمغتنا. نستعرض عدداً من العوامل التي تلعب دوراً في حاجتنا للضوء.

1. الضوء يتحكم في ساعتنا البيولوجية

يساعد ضوء النهار في تحفيز مجموعة هائلة من الوظائف البيولوجية في الجسم، كما يلعب دوراً في تنظيم ساعتنا البيولوجية، التي تعمل بشكل أفضل في حال وجود الضوء.

تعرف الدورة التي ينظمها الجسم كل 24 ساعة باسم الساعة البيولوجية، وهي تؤثر على كل شيء في الجسم، من النوم وحتى عملية التمثيل الغذائي "الأيض"، وكذلك إطلاق أجسامنا بعض الهرمونات.

2. الضوء يساعدنا على النوم والاستيقاظ

يعد النوم واحداً من المجموعة الهائلة من الوظائف البيولوجية للجسم التي يساعد ضوء النهار على تحفيزها، فالضوء يجعل أدمغتنا تدرك أن أنظمة اليقظة هي المتحكمة حالياً.

يساعد ضوء النهار في تحفيز مجموعة هائلة من الوظائف البيولوجية في الجسم وتنظيم ساعتنا البيولوجية

بالمقابل، عندما يحل الظلام، يبدأ الجسم في إفراز الميلاتونين، وهي المادة الكيميائية التي تساعدنا على النوم.

وتطوّع بعض شركات الطيران حالياً إضاءة مقصورات الطائرات بما يساعد في التغلب على الأرق الناجم عن الانتقال بين مناطق زمنية مختلفة. فمثلاً يتم استخدام إضاءة ساطعة أثناء صعود الركاب إلى الطائرة، وإضاءة خافتة أثناء العشاء، وإضاءة تحاكي غروب الشمس لمساعدة الركاب على النوم.

3. الضوء قد يعالج الأرق

إن كنت تعاني من صعوبة الخلود للنوم، فإن التعرض لمدة ساعة لأشعة شمس الصباح يساعد في تحفيز العقل والجسم في الوقت الصحيح، وهو ما سيساعدك على الشعور بالنعاس عندما تذهب إلى الفراش.

ويتفق مع هذا العالم في مجال الأعصاب والباحث في موضوع النوم، ماثيو ووكر، والذي يعتبر أن "ضوء النهار هو مفتاح تنظيم أنماط النوم اليومية".

اقرأ أيضاً: 6 خرافات مشهورة عن النوم.. هل سمعت بها؟

وينصح الخبراء دائماً بالابتعاد عن الأجهزة اللوحية والهواتف التي نستخدمها في فترة قبل النوم، لأن ذلك قد يحول دون إفراز هرمونات ضرورية تساعدنا على النوم.

4. الضوء يؤثر على حالتنا المزاجية

يحفز الضوء تغييرات في الدماغ تجعلنا نشعر بمزيد من السعادة، فعندما يتعرف الجسم على ضوء الشمس، الذي يصل إلى المخ عبر العصب البصري، تزداد مستويات مادة السيروتونين الكيميائية المسؤولة عن الشعور بالارتياح.

ينصح الخبراء دائماً بالابتعاد عن الأجهزة اللوحية والهواتف التي نستخدمها في فترة قبل النوم

وعلى النقيض، فإن أولئك الذين يقل تعرضهم لضوء الشمس، كالعاملين بنظام النوبات، قد يعانون من الاكتئاب.

وتوجد حالة صحية نفسية ترتبط على نحو مباشر بتراجع فترة النهار في فصلي الخريف والشتاء، تعرف باسم "الاضطرابات العاطفية الموسمية"، بحسب ما أوردت "بي بي سي".

ويشعر من يعانون من حالة الاضطراب العاطفي الموسمي بأعراض اكتئاب تظهر مع قصر ساعات النهار، ويتراجع هذا الشعور لحسن الحظ مع اقتراب فصل الربيع.

اقرأ أيضاً: 4 أمراض قد تفقدك القدرة على النوم ليلاً.. تعرف إليها

وتشير الفرضية الحالية إلى أن الاضطرابات العاطفية الموسمية تكون أحد آثار اضطراب ساعاتنا البيولوجية، وهو ما يحدث بشكل مباشر نتيجة تراجع فترة سطوع الشمس.

5. ضوء الشمس يحافظ على صلابة العظام

يسبب نقص فيتامين "د" ليونة وضعفاً في العظام، بالإضافة إلى تشوهات في الهيكل العظمي.

ويمكننا الحصول على فيتامين "د" الذي نحتاجه عن طريق التعرض لأشعة الشمس بشكل مباشر، ولهذا السبب يعرف أيضاً باسم "فيتامين ضوء الشمس".

بيد أن التعرض بكثرة لأشعة الشمس قد يشكل خطورة كبيرة، لذا عليك أن تحرص على استخدام المستحضرات الواقية، مع تجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة خلال الفترة الأشد حرارة في اليوم.