كيف ساهمت السعودية والإمارات في مساعدة السودان؟

كيف ساهمت السعودية والإمارات في مساعدة السودان؟


22/04/2019

تتوالى المواقف السعودية والإماراتية الداعمة للسودان، لتجاوز الفترة الانتقالية، بعد عزل الرئيس السابق، عمر البشير، حتى تحقيق الاستقرار والأمن المجتمعي من كافة جوانبه؛ حيث أعلنت السعودية والإمارات، أمس، تقديم دعم مالي قيمته ثلاثة مليارات دولار للسودان، تحوّل منها 500 مليون دولار إلى البنك المركزي السوداني، كوديعة، قبل أن ترسل معونات غذائية وطبية ومنتجات نفطية، بقيمة مليارين ونصف المليار دولار، حسبما أوردت وكالتا الأنباء السعودية والإماراتية.

قدمت السعودية والإمارات 3 مليارات دولار لإنقاذ اقتصاد السودان

وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس): إنّ المعونات تهدف إلى "دعم موقف السودان المالي وتخفيف الضغوط على العملة المحلية، وتحقيق الاستقرار في سعر الصرف"، كما تهدف إلى مساعدة السودانيين الذين يعانون من شحّ في المواد الغذائية والطبية.

وتعدّ هذه المعونة هي أول دعم كبير معلن من دول خليجية إلى السودان، خلال العقد الماضي، كما تعد، وفق ما قالت وكالة "رويترز" للأنباء، بمثابة "إنقاذ للمجلس العسكري والاقتصاد السوداني".

السعودية والإمارات تقدمان ثلاثة مليارات دولار دعماً لموقف السودان المالي وتخفيف الضغوط على شعبه

بدوره، أشاد رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، بالعلاقات المتميزة بين السودان والسعودية والإمارات، والروابط الأزلية التي تربط بين شعوبها، وذلك وفقاً لبيان نقلته "سبوتنيك"، عن إعلام المجلس العسكري الانتقالي.

وأيدت السعودية والإمارات، في بيان لهما، بعد أيام من عزل عمر البشير، قرارات المجلس العسكري الانتقالي، وطالبتا بالحفاظ على "الاستقرار" و"الانتقال السلمي" للسلطة، وبعد أسابيع من الصمت حيال التطورات السياسية السودانية.

والسودان شريك رئيس في التحالف العسكري الذي تقوده الرياض وأبو ظبي ضدّ الحوثيين في اليمن، ويقاتل آلاف الجنود السودانيين في صفوف قوات هذا التحالف، الذي بدأ عملياته في آذار (مارس) 2015.

ويرتبط رئيس المجلس العسكري في السودان، عبد الفتاح البرهان، ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو، بعلاقات قوية مع الجانبين السعودي والإماراتي؛ بسبب قيادتهما القوات السودانية المشاركة في عمليات التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، وفق ما أوردت "بي بي سي".

يشهد السودان اضطرابات في خضم عملية انتقال السلطة بعد عزل الرئيس عمر البشير

وكانت الولايات المتحدة قد رفعت، في شهر تشرين الأول (أكتوبر) 2017، بعض العقوبات التجارية والاقتصادية عن السودان، لكنّه ما يزال على قائمة الدول التي تعدّها واشنطن "راعية للإرهاب".

وقال البرهان: إنّ المجلس العسكري سيوفد لجنة إلى العاصمة الأمريكية، واشنطن، لبحث رفع السودان من القائمة، لكنّ واشنطن قالت إنها لن تقبل ذلك طالما استمر الجيش في السلطة.

وعلى مدى الأعوام القليلة الماضية، زادت الحكومة السودانية، التي تمرّ بضائقة مالية، طباعة النقد المحلي لتغطية الكلفة الباهظة لدعم الوقود والقمح والأدوية، ما رفع التضخم السنوي إلى 73%، وهوى بقيمة العملة المحلية مقابل الدولار.

على الصعيد السياسي؛ تفاقم الخلاف بين المجلس العسكري والمتظاهرين، الذين يرفضون اضطلاعه بإدارة شؤون البلاد خلال الفترة الانتقالية، ويطالبونه بتسليم السلطة فوراً لحكومة مدنية.

وما يزال الاعتصام أمام مقرّ القوات المسلحة الرئيس في العاصمة الخرطوم قائماً، رغم المحاولات التي جرت لفضّه، كما تزايدت أعداد المتظاهرين خلال الأسبوع الجاري.

وقال رئيس المجلس العسكري لقناة التلفزة الرسمية: إنّ المجلس يبحث في تلبية طلب المعارضة تشكيل لجنة مشتركة بين المدنيين والعسكريين، لإدارة شؤون البلاد خلال الفترة الانتقالية.

وأردف قائلاً: "دور المجلس العسكري هو دور مكمل للانتفاضة وللثورة المباركة، والمجلس ملتزم بتسليم السلطة للشعب".

ويشهد السودان اضطرابات في خضم عملية انتقال السلطة بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير.

وبعد تظاهرات استمرت أربعة أشهر، أطاح الجيش السوداني، بتاريخ 11 نيسان (أبريل) الجاري، بالرئيس عمر البشير (75 عاماً)، الذي حكم البلاد طوال 30 عاماً، وشكل "مجلساً عسكرياً انتقالياً"، سيتولى السلطة لعامين.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية