مذكرات الشيخ محمد بن راشد في مقال بريطاني: هكذا تحققت معجزة الإمارات

مذكرات الشيخ محمد بن راشد في مقال بريطاني: هكذا تحققت معجزة الإمارات


07/05/2019

وصف الكاتب البريطاني ثيموتي أردن مذكرات نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بأنّها تتسم بصراحة معهودة بشكل غير عادي وبصورة مفعمة بالبهجة، مشيراً إلى أنّ الكتاب يتوزع على 50 فصلاً، ليكون بمثابة فصل لكل عام من الخدمة يرجع بتاريخه إلى أول تعيين رسمي له كوزير للدفاع عام 1968، ويلقي الكتاب نظرة جديدة على حياة المؤلف ومبادئه وإنجازاته.

اقرأ أيضاً: كتاب يعاين الإبداع والابتكار في فكر الشيخ محمد بن راشد
المذكرات، التي صدرت العام الماضي، حملت عنوان "قصتي: 50 قصة في خمسين عاماً" احتلت ركناً في مجلة (Business Matters)، وهي مجلة الأعمال الرائدة في المملكة المتحدة، كما أفادت صحيفة "البيان"، حيث بيّن أردن أنه "في غضون 50 عاماً فقط، أصبحت مدينة دبي والإمارات قوة اقتصادية عالمية".
مذكرات الشيخ محمد بن راشد

عندما شاهد مطار هيثرو
وأضاف: كان لأكبر مطار في المملكة المتحدة والأكثر ازدحاماً في العالم في ذلك الوقت، انطباع دائم من شأنه، من نواحٍ كثيرة، تشكيل مستقبل دبي وتحويل الإمارات إلى قوة اقتصادية. ويوضح سموّه في مذكراته: كان المطار كأنه مستعمرة نمل، يكتظّ بأعداد هائلة من الناس، يمشون بسرعة للحاق برحلاتهم. وكانوا يقفون في صفوف طويلة لدخول لندن أو الخروج منها. كان منظر المطار مذهلاً ومهيباً، منظراً يعبّر عن قوة لندن وعن ضخامة حركتها الاقتصادية. كان يكفي أن ترى المطار لتحترم هذه الدولة.

كان الشيخ محمد بن راشد أصغر وزير في العالم في ذلك الوقت، إذ كان يبلغ من العمر 22 عاماً

وحتى عندما كان طفلاً، أدرك سموّه أنّ نجاح دبي طويل الأجل يكمن في جعلها وجهة عالمية. وأدرك كذلك أنه لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال مطار مثل مطار هيثرو. المطار هو الوجه الأول لبلد يواجه أي زائر، موضحاً، أنه يعكس قوة البلد واقتصاده ووضعه.
كما يعكس رغبة ملايين الأشخاص في زيارة المدينة. واليوم، يستقبل مطار دبي الدولي، ما يقرب من 90 مليون مسافر سنوياً بزيادة 10 ملايين مسافر عن مطار هيثرو، وقد أشرف سموّه على تحوّله شخصياً.
ويصف أردن الكتاب، بأنّه أيضاً سرد مؤثر لصعود دبي السريع غير المسبوق إلى النجاح - النتيجة، كما تعلمنا، عزم سمو الشيخ محمد بن راشد، الثابت على متابعة رؤيته لما يمكن أن يكون، حتى لو كان هذا الهدف قد يبدو مستحيلاً.
المستحيل هو الاختيار
يقول الشيخ محمد: "المستحيل هو الاختيار، ويفتح العالم أبوابه لأولئك الذين يعرفون ما يريدون حقاً". لا جدال في هذه الفلسفة، يقول أردن. فقد كانت هذه القناعة هي التي دفعته إلى تحويل دبي من ميناء تجاري صغير ونشط إلى مركز اقتصادي دولي.

اقرأ أيضاً: محمد بن راشد: عرضت على صدام الانتقال لدبي لتجنب الحرب‎
وكانت هذه القيادة الحكيمة التي أظهرها مؤسسو دولة الإمارات، بمن في ذلك والده الشيخ راشد وأول رئيس لها "والد الأمة"، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراهما، "هي المسؤولة عن التحول المشهود لهذه الأمة الفتية".
وكانت إحدى المهام الرسمية لسمو نائب رئيس الدولة، بناء قدرة دفاعية لدولة الإمارات الناشئة، حيث اعتبرت القدرة على ردع التهديدات الأجنبية، وضمان الاستقرار الداخلي أولوية قصوى لفترة الحكومة الخمسية الأولى.
وكان سموه أصغر وزير في العالم في ذلك الوقت، إذ كان يبلغ من العمر 22 عاماً، ولكنه أظهر أخلاقيات العمل الدؤوب لإنشاء قوات مسلحة من الطراز العالمي.
ويفيد أردن بأنّ الشيخ محمد بن راشد، شرع في إنشاء أحدث مرافق الترفيه والمراكز التجارية الضخمة ومشاريع البنية التحتية الضخمة في دبي، يشمل ذلك ميناء جبل علي ومركز دبي التجاري العالمي؛ حيث يجذب الأخير أكثر من 3 ملايين رجل أعمال سنوياً إلى أكثر من 500 حدث عالمي.
أنشأ شركة طيران الإمارات لتسهيل العبور من وإلى دبي

شركة طيران الإمارات
كما أنشأ شركة طيران الإمارات لتسهيل العبور من وإلى دبي، وبنى أول منطقة حرة من نوعها في ميناء جبل علي، حيث يمكن للشركات الدولية أن تتمتع بملكية كاملة بينما تتلقى إعفاءات جمركية لجميع السلع التي تستوردها.

لا شك في أنّ رئيس وزراء غربياً سوف يخرج من الطائرة في دبي ويقول: "هذا ما أريده لمستقبل بلدي!"

ومن الوهلة الأولى، يبدو أنّ هذه الخطوة غير بديهية لأنها حرمت دبي من إيرادات جمركية مهمة، لكن الخطة طويلة الأجل لتطوير الاستثمار الداخلي وزيادة التجارة في الإمارات كلها قد جنت ثمارها. فالميناء الآن موطن لأكثر من 7000 شركة بصفقات تجارية سنوية يبلغ مجموعها أكثر من 87 مليار دولار.
وسيتم ربطه قريباً بشركات الطيران في دبي من خلال تطوير منطقة "دبي الجنوب" الاقتصادية الجديدة، الأمر الذي يمثل ممراً لوجستياً فائق السرعة، بحيث يمكن نقل الشحن البحري كحمولة جوية في غضون بضع ساعات.
ويواصل الكاتب: يعتقد الشيخ محمد بن راشد، أنّ دولة الإمارات، باعتبارها دولة إسلامية تقدمية، هي "الدولة الوحيدة التي أظهرت كيف يمكن للنتيجة أن تنجح عندما يتفق العرب ويعملون معاً لبناء مستقبل مشترك لشعوبهم".
وبفضل هذه الرغبة الدائمة في التفكير الكبير، أظهرت الإمارات للعالم ما هو ممكن. ويختتم أردن مقاله: في السنوات المقبلة، لا شك في أنّ رئيس وزراء غربياً سوف يخرج من الطائرة في دبي ويقول في سره: "هذا ما أريده لمستقبل بلدي!".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية