أحداث تاريخية عاشتها الأمة العربية والإسلامية في شهر رمضان

شهر رمضان

أحداث تاريخية عاشتها الأمة العربية والإسلامية في شهر رمضان


13/05/2019

لم يكن شهر رمضان المبارك عبر التاريخ العربي والإسلامي شهر خمول، أو حركة تقتصر على نشاط الأسواق والاهتمام بالطعام والشراب فقط، بقدر ما شكل أحداثاً مهمةً ومميزة تركت آثارها في الحضارة العربية الإسلامية قديماً وحديثاً، تمثل معظمها في معارك سياسيةٍ وعسكريةٍ وفكرية، غيّرت من واقع العرب والمسلمين، وحصلت على مدى قرون، حيث تجلى معظمها في أيامٍ مختلفةٍ من رمضان.

شهد شهر رمضان المبارك أحداثاً مهمةً عسكرية وسياسية تركت آثارها على الحضارة العربية الإسلامية قديماً وحديثاً

وهذه بعضٌ من تلك الأحداث المهمة:
أولاً:
مقتل الإمام علي بن أبي طالب، استشهد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في السابع عشر من شهر رمضان لعام 661م، وذلك بعد احتدام الخلاف بين علي ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص حول الخلافة، فتآمر الخوارج عليهم، وانتدبوا عبد الرحمن بن ملجم، والرك بن عبد الله التميمي، وعمرو بن بكير، فاجتمع هؤلاء بمكة وتعاهدوا على قتل الثلاثة، لأنهم وجدوا أنّ حل مشكلات المسلمين يكمن في القضاء على الثلاثة، فقتل عبد الرحمن بن ملجم الإمام علي بسيفٍ مسموم، وفشل الآخران في قتل معاوية وعمرو. وكانت تلك بداية ظهور ملامح الدولة الأموية.

اقرأ أيضاً: الإمارات تشارك اليمنيين إفطارهم بشهر رمضان

ثانياً: الهروب بالدولة الأموية، في 15 رمضان من عام 756م، عبر عبد الرحمن الداخل المعروف بـ (صقر قريش) البحر إلى الأندلس ليؤسس دولة إسلامية قوية وهي الدولة الأموية. وقبل ذلك، كان استطاع الهروب إلى أفريقيا من بطش العباسيين، الذين عملوا على إفناء الأمويين وإبادتهم. الداخل هرب فعلياً ببقايا أمجاد الأمويين ودولتهم، ليعيد تأسيسها في الأندلس، التي صارت فيما بعد حاضرة العرب والمسلمين في العلوم والحضارة والتقدم، مؤجلاً بذلك نهاية الأمويين إلى عدة قرون، قبل أن تصبح السلطة مطمعاً لحكام الأندلس ودويلاتهم، فيعود مشهد هجوم العباسيين على السلطة ليتكرر، وتنهار الأندلس، وينتهي ما بناه الداخل بسقوط الأندلس من جديد، في يد الإسبان.

اقرأ أيضاً: الهند في رمضان.. كيف يبدو الصيام هناك؟
ثالثاً:
معركة حطين، تعد هذه المعركة، التي وقعت في السادس والعشرين من رمضان، عام 1188م، في منطقةٍ بين الناصرة وطبريا، حدثاً تاريخياً للعرب والمسلمين، إذ بانتصارهم فيها، تحت قيادة صلاح الدين الأيوبي، تم إنهاء وجود (الصليبيين) في المشرق العربي نهائياً في حينه، وعُدت المعركةُ فاصلة، لإنهائها قرناً كاملاً من احتلال الصليبيين وغزواتهم للقدس ومناطق عديدةٍ أخرى من بلاد الشام، كما إنها عبرت في حينه عن وحدة العرب والمسلمين، التي عمل عليها صلاح الدين الأيوبي سنوات، لتكون السبب الأساسي لانتصارهم على أعدائهم فيما بعدُ خلال تلك المعركة.

أعاد صلاح الدين الأيوبي الأرض العربية وطرد الصليبيين من المشرق في رمضان

رابعاً: معركة عين جالوت، هي إحدى أبرز المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي؛ ووقعت في الخامس والعشرين من شهر رمضان في 1260م، على أرضٍ بين مدينتي نابلس وبيسان الفلسطينيتين، حيث تمكن جيش المسلمين بقيادة القائد المملوكي قطز، من إلحاق أول هزيمةٍ بجيش المغول الذي كان تحت قيادة كتبغا. تلك المعركة، كانت بالغة الأهمية لأسبابٍ عديدة، من أهمها أنّ المغول الذين عاثوا فساداً في العالم العربي والإسلامي، واحتلوا بغداد فيما سبق، وقتلوا خليفتها المستعصم، ثم أحرقوا معالمها ومكتباتها، تم أخيراً إيقافهم عن طغيانهم، وكان من أهم ما نتج عن تلك المعركة، تحرير دمشق، ومساحاتٍ واسعة من أرض سوريا آنذاك.

كانت معركة عين جالوت بداية انحسار سطوة المغول وعودة المسلمين

خامساً: حرب أكتوبر، هي آخر الحروب التقليدية بين الدول العربية والاحتلال الصهيوني، ووقعت في العاشر من رمضان لعام 1973، حيث قادتها مصر وسوريا، إلى جانب دعمٍ لوجستيٍ من الأردن ودول الخليج العربي. وتعد تلك الحرب، الرد العربي، على هزيمة 1967، التي خسر فيها العرب بقيادة مصر، مزيداً من أراضيهم في سيناء والجولان، إضافةً إلى الضفة الغربية في فلسطين، حيث حاول الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، الاستعداد لحربٍ جديدة بعد تلك الهزيمة المدوية، لكنه مات قبل أن يخوضها.

معركة عين جالوت التي تمت في الخامس والعشرين من رمضان شكلت الهزيمة الأولى للمغول في المشرق العربي الإسلامي

وخلال حكم خليفته، الرئيس أنور السادات، قررت كل من مصر وسوريا شن هجومٍ مفاجئ على الاحتلال الصهيوني، وتم اختيار العاشر من رمضان، حيث يظن الاحتلال أنّ العرب لا يحاربون في شهر الصيام، لكن القوات المصرية أبدعت باختراقها التحصينات الصهيونية (خط بارليف) والتوغل في سيناء، بينما استطاعت القوات السورية دخول الجولان المحتل، مما حطم أسطورة الجيش الصهيوني وقوته التي قيل أنها لا تقهر، ورغم ذلك، انتهت تلك الحرب بتوقيع اتفاقيات وقف إطلاق النار بين جميع الأطراف، ولم تحقق النتائج المرجوة، غير أنها شكلت مثالاً على قدرة العرب على مواجهة الاحتلال إن شاؤوا.

في أكتوبر حارب العرب وكانوا يستطيعون هزيمة الاحتلال الصهيوني

سادساً: حظر النفط الخليجي، في الخامس عشر من رمضان لعام 1973، قامت كل من دول السعودية والإمارات والكويت وقطر والبحرين، بالتضامن مع مصر وسوريا في حربها ضد الاحتلال الصهيوني، فأعلنت حظر تصدير النفط إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وقد أدى هذا القرار مباشرةً، إلى توليد ضغطٍ كبير على أسعار النفط في السوق العالمية، كما أدى إلى احتمالات ركود صناعية ممكنة، في أمريكا، كما استغلت السعودية الفرصة لتأميم شركة أرامكو، والسيطرة على النفط في بلادها، وهو ما فعلته باقي الدول الخليجية النفطية آنذاك، إلى حين النهاية المخيبة للحرب، بتوقيع اتفاقيات وقف إطلاق النار بين مصر والاحتلال.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية