شقيق الفلسطيني المقتول بتركيا: فرغوا أحشاءه وقطعوا لسانه.. ونقاضيهم دولياً

شقيق الفلسطيني المقتول بتركيا: فرغوا أحشاءه وقطعوا لسانه.. ونقاضيهم دولياً


19/05/2019

هاجر الدسوقي

قال زكريا مبارك، شقيق الفلسطيني المقتول في تركيا، زكي مبارك حسن، إنه بصدد مقاضاة أنقرة أمام ثلاث جهات دولية، في مقدمتها الأمم المتحدة الأسبوع المقبل عن الجريمة البشعة بحق أخيه.

وفند زكريا مبارك، خلال مقابلة مطولة مع "العين الإخبارية"، الدلائل التي تثبت كذب الرواية التركية بشأن مقتل شقيقه، موضحًا أن جسد "زكي" أكبر دليل على تعذيبه وقتله، بالإضافة إلى تقرير الطب الشرعي الذي أكد أن الوفاة لم تكن نتيجة انتحار شقيقه.

وكشف أن أنقرة أفرغت جسد "زكي" من أعضائه الداخلية أثناء عملية التشريح، في محاولة فاشلة لإخفاء آثار التعذيب، ما دفعه إلى أن يسافر بجثمان شقيقه إلى العاصمة المصرية سعيًا للوقوف على أسباب الوفاة الحقيقية.

وفتح زكريا الباب أمام إمكانية أن تكون حماس وراء الزج باسم أخيه في تهمة الجاسوسية، من خلال تقارير مَغلوطة قدمت للنظام التركي، موضحًا استحالة معاينة جثمان أخيه داخل غزة خوفًا من تدخل حماس لصالح نظام أردوغان.

واعتبر شقيق القتيل أن الإعلام التركي وقناة الجزيرة القطرية كانتا وراء مقتل شقيقه بسبب تضخيمهم للاتهامات التي وجهتها أنقرة لشقيقه دون أي إثبات، متحديًا أن يكون لدى تركيا أي اعتراف أو تسجيل صوتي يثبت جاسوسية شقيقه "زكي".

وشدد على أن أسرة "زكي مبارك" لن تقبل إلا بالقصاص، ولن تسامح أردوغان حتى لو اعتذر أمام العالم.

وفيما يلي نص الحوار:

بداية، قد لا يعرف الكثيرون من هو شقيقك زكي مبارك؟
شقيقي "زكي يوسف مبارك" حسن (55 عاما) فلسطيني حاصل على الدكتوراه في العلوم السياسية وعميد متقاعد في المخابرات العامة الفلسطينية، كان يقيم في بلغاريا وأسس شركة أغذية هناك بعد تقاعده، وذلك قبل أن يفكر في الذهاب إلى تركيا 30 مارس/آذار الماضي.

"زكي" متزوج ولديه أبناء في مراحل دراسية مختلفة، كان يحلم أن يوفر لهم حياة كريمة بطريقة شرعية.. لم يفكر أبدًا في الحرام كونه إنسانا متدينا بطبعه.

لماذا فكر شقيقك في الذهاب إلى تركيا؟
"زكي" كانت لديه رغبة في أن يذهب إلى تركيا لعدم وجود الأجواء الإسلامية في بلغاريا سواء في أداء المناسك أو حتى خلال شهر رمضان، كان بطبيعته متدينا، كل من عرفه عرف عنه تدينه الشديد حتى أنه رغب أن يجعل بناته يعشن في جو إسلامي بعيدًا عن الجو الأوروبي، رغم أن بلغاريا وفرت لنا جميعًا سبل الحياة قبل أن يكتشف أن الواقع مغاير تماما لخطب أردوغان وخداعه للناس باسم الدين.

وكيف سارت رحلة ذهابه وإقامته بتركيا بعد ذلك؟
أخبرني بقرار الذهاب إلى تركيا وأنه سيحاول تأسيس فرع للشركة هناك، واتفقنا على أن أبقى أنا في بلغاريا أتابع عمل الشركة الأم هناك. مازلت أذكر أول مرة ذهب فيها لتركيا والتقى أصدقاءه هناك، بالمناسبة هم معروفون وكان دائما يلتقط الصور معهم وينشر صوره عبر حسابه على الفيسبوك، وأثناء هذه المرة قدم على الإقامة، ثم عاد إلى بلغاريا، بعدها رجع مجددًا إلى تركيا وكانوا وافقوا له على الإقامة.

كيف كان يرى شقيقك تركيا، وهل استمرت هذه الرؤية بعد إقامته بها؟

أخي حصل على الإقامة في تركيا على جواز سفره الفلسطيني وليس البلغاري، ظنًا منه أن تركيا تحترم الفلسطينيين وتدعمهم. لم يتوقع نهائيًا أن تركيا ممكن تقدم على هذا العمل معه أو تظلمه. مازلت أذكر أنني أخبرته على الهاتف: أنت تحب الأتراك يا زكي اعتبرها فترة نقاهة.. رد علي: نقاهة عند "كفار قريش"! شعرت حينها أن شقيقي يتعرض لضغط كبير جدًا.

يروج النظام التركي دائما أنه يدعم القضية الفلسطينية، ما رأيك؟
العالم يعتقد أن تركيا كانت تساعد الشعب الفلسطيني وتسانده، لكن الحقيقة تركيا تعمل لصالح النظام فقط وأرودغان تحديدًا لا يعمل لصالح تركيا. هناك كثيرون يكرهون أردوغان ويعلمون أنه يتاجر بالعالم بأكمله حتى بالأتراك أنفسهم ولنا دليل في موقفه بقضية سفينة مرمرة (هاجمتها إسرائيل في 2010).. لم يفعل حيالها شيئا.

في رأيي، أردوغان ليس سوى لعبة في أيدي الصهاينة يقومون بتوجيهه وهو بدوره يضحك على المتدينين الذين يصدقون أي شيء فيعتقدون أنه يدافع عنهم وهو في الحقيقة يبيع دماءهم.

أتساءل ماذا قدم أردوغان لفلسطين؟ لا شيء. هو عراب صفقة القرن.. لم أكن أتابع شيئا عن نظامه لكن بعد مقتل أخي عرفت حقائق كثيرة عن تركيا وأردوغان.

كيف مرت عليك لحظة معرفتك بمقتل شقيقك وإعلان النظام التركي انتحاره؟
صادمة ومفجعة. الإعلام التركي والجزيرة القطرية تبنوا رواية انتحار "زكي" وأنه مات مشنوقًا، بينما التقرير الطبي الصادر من تركيا نفسها لم يرد به ذكر مسألة الشنق أبدًا.

ماذا جاء في التقرير الطبي التركي؟
التقرير الطبي مجنون، حيث بدا الطبيب الشرعي التركي لديه نوع من الإنسانية ورفض أن يكتب شيئا غير حقيقي وأن "زكي" مات منتحرًا، فكتب في أعلاه أن الوفاة طبيعية وبعدها أفاد بوجود عدة جروح أدت للوفاة وفي نهاية التقرير خلص إلى أن سبب الوفاة لا يمكن تحديده.

وأي احتمال من الثلاثة ترجحه أنت بعدما شاهدت جسد شقيقك؟
رغم أنه مستحيل لشخص أن يحدد سبب الوفاة خاصة بعد احتفاظ النظام التركي بالجثمان لمدة 16 يومًا دون حفظه بطريقة صحيحة بهدف إخفاء معالم التعذيب، لكن سبحان الله معالم الضرب والتكسير كلها مازالت موجودة.

ثانيًا عندما عاينت جسد "زكي" وجدت تضخما في دماغه وكسرا في حاجبه.. كان مقيد الأيدي وقدماه متكسرة.

لم نسمع في أي دولة في العالم عن تشريح الجسد بالكامل، لكنهم فعلوها حتى يخفوا آثار التعذيب ولا يُعرف سبب الوفاة. أفرغوا جميع أحشائه الداخلية حتى لسانه وحنجرته.. جريمة وحشية. تخيلي حتى أظافره تم تشريحها لا أعرف ما إذا كانوا أفرغوا عظامه أيضًا أم ماذا؟!

ما هو الدليل في تكذيب الرواية التركية بشأن انتحار شقيقك؟
هناك دلائل كثيرة سواء وجود الكاميرات على مدار الساعة داخل السجون التركية أو منع دخول أدوات من شأنها تهديد حياة السجناء، لكن الأهم هو جسد "زكي"، جثمان الشهيد نفسه شاهد على أنه مات تحت وطأة التعذيب وهذا يظهر لأي طبيب يستطيع أن يقوم بمعاينة ظاهرية خاصة أنه لا يوجد إمكانية للتشريح مجددًا بعد تفريغه من الأعضاء بشكل كامل وحشوه بالقطن. كل هذا وثقته وسأعرض هذه الصور في المحافل الدولية.

في رأيك لماذا أقدمت تركيا على تعذيب شقيقك وقتله؟
بعد اتهام أخي بالجاسوسية، والتي بالمناسبة لست بصدد تبرئته منها لأن الأمن التركي نفسه يعرف أنه بريء ومظلوم، أصبح الأتراك في حرج أمام الرأي العام التركي والعالم والشعب الفلسطيني بسبب الافتراء على شقيقي، لذا منعتهم عنجهيتهم من التراجع وفكروا إما أن يعترف زكي أو يموت.

لو كان لديهم ذرة من الإسلام أو الأخلاق لاعتذروا عن اتهامه حتى من باب التغطية على افترائهم لكن للأسف لم يفعلوا بل العكس. أنا متاكد أن الإعلام التركي والجزيرة هما السبب الرئيسي في قتله بعد تضخيم الموضوع، دون دليل. لم يخرجوا علينا باعترافات لزكي مثلا.. أتحدى تركيا أن تخرج لزكي اعترافا أو تسجيلا صوتيا كونه ليس له أي علاقة بكل الاتهامات الموجهة له.

ولكن من وراء هذه الافتراءات واتهام شقيقك بالجاسوسية؟
كل بلد فيها الخير وفيها الشر، ممكن ناس ظلمته وكتبت عنه تقارير للأمن التركي لكن كان على الأمن أن يتأكد. ممكن فعلًا ناس شوهت وكتبت عنه تقارير كونه كان رجل أمن سابقا.

أتصور وجود ناس تكرهه لنجاحاته كونه حاصلا على دكتوراه في العلوم السياسية وله علاقات طيبة كثيرة، فضلًا عن أنه عميد متقاعد، ممكن الناس تخاف منه وممكن الناس تريد أذيته في الماضي مثل حماس.

ولماذا حماس ترغب في أذى شقيقك؟
"زكي" كان لديه مشاكل كبيرة جدًا مع حماس وكان هاربا من غزة بعدما حكمت عليه حماس بالإعدام إثر اشتباك مسلح معها. ممكن أرادوا تشويهه.

قلت إنه لو كان لديهم ذرة من الإسلام لاعتذروا.. هل تقبل أن يعتذر النظام التركي الآن؟

كان ممكن نقبل الاعتذار قبل أن يقتلوه لكن الآن أصبح الدم بالدم وصدق الله إذ يقول "ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب".. من قتلوه يقتلوا ويعدموا. وبالمناسبة إذا خرج أردوغان للعالم كله وقدم اعتذارا فليس هناك أي مسامحة.. اعتذارهم لا يلزمنا الآن بعدما قتلوا شقيقي ظلما وعذبوه بطريقة وحشية لا يتحملها ولا يقبلها أي إنسان أو جهة.

ما هي التحركات التي أنتم بصدد اتخاذها الآن لاسترداد حق "زكي"؟
سأذهب من هنا إلى الأمم المتحدة في جنيف ثم محكمة الجنايات بفرنسا وبعدها سأذهب إلى لاهاي (المحكمة الجنائية الدولية). أنا متأكد أنهم سيدينون تركيا إدانة كاملة.. سأجول العالم كله كي أسترد حق شقيقي.. أنا أقف وحدي لكن ربنا معي. جميعهم كبار والمؤامرة كبيرة لكن ربنا أكبر منهم.

متى تعود بجثمان شقيقك إلى غزة؟
حضرت إلى مصر حتى أتمكن من الحصول على معاينة طبية موثقة لتقديمها مع باقي الوثائق في المقاضاة الدولية، وبعدها أدفن "زكي" عند أمه وأبيه رحمة الله عليهما، والحمد لله حضر أبناؤه أمس من أوروبا وودعوه قبل أن نغادر إلى غزة، وهو الأمر المرجح أن يكون السبت المقبل.

هل ستقومون بتشريح جثمان شقيقك في غزة؟
مستحيل أن يتم التشريح أو المعاينة لأن حماس تابعة لتركيا التي ستطلب منها غلق الموضوع، هذا بخلاف أن غزة كما تعلمون غير خاضعة للسلطة الفلسطينية.

عن "العين" الإخبارية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية