محور تركيا قطر: هل يفقد نفوذه في السودان وليبيا؟‎

محور تركيا قطر: هل يفقد نفوذه في السودان وليبيا؟‎


26/05/2019

يفقد محور أنقرة الدوحة الداعم لتنظيمات الإسلام السياسي نفوذه بشكل متسارع في المنطقة، وبخاصة في الدول التي يسعى أبناؤها إلى التغيير والتخلص من حكم الإسلاميين والمتشددين، كما في السودان وليبيا.

ويرى محللون أن محور قطر تركيا يواجه خطر فقدان النفوذ في دول تشهد أزمات حاليا وتدخلات إقليمية، مثل السودان وليبيا، وذلك لصالح محور خصميهما السعودية والإمارات.

في ليبيا، تدعم الدوحة وأنقرة حكومة الوفاق الوطني والتي تتخذ من طرابلس مقراً، بينما تدعم الرياض وأبو ظبي المشير خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق ليبيا الذي يشن هجوماً منذ مطلع أبريل للسيطرة على طرابلس.

وبعد أن كانت الأمور تتجه في ليبيا الى عقد "الملتقى الوطني" في 14 أبريل للبحث في "خارطة طريق" تخرج البلاد من الفوضى، شن المشير خليفة حفتر هجوما لا يزال مستمرا في اتجاه طرابلس، ما أطاح بالمؤتمر، وسلط الضوء على سباق التسلح بين الطرفين الليبيين الرئيسيين.

وقال موفد الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة الأربعاء من نيويورك إن "ما بين ست الى عشر دول تتدخل بشكل دائم في المشكلة الليبية" وتقوم بإدخال السلاح والمال وتقدم المشورة العسكرية لهذا البلد.

وأسفرت المعارك الدائرة بين قوات حكومة الوفاق وقوات حفتر عن مقتل 510 أشخاص على الأقل، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

ويتّهم حفتر كلاًّ من تركيا وقطر بتزويد خصومه بالأسلحة.

وقال سلامة إنّ ليبيا المترامية المساحة والغنية بالنفط هي "مثال على التدخّل الأجنبي في نزاعات محلية".

ويعتبر الأستاذ في جامعة باريس-8 ماتيو غيدير المتخصص بأحوال العالم العربي أنّ "انخراط المملكة العربية السعودية والإمارات في ليبيا، وتقاربهما مع السودان، قد يحدّان من نفوذ قطر ويزيدان من عزلتها" في المنطقة.

وتراقب الدوحة، حليفة الخرطوم منذ زمن طويل، بصمت معبّر تطورات الأوضاع في السودان حيث يخوض الجيش الذي يتولى السلطة منذ إطاحته بالرئيس عمر البشير في 11 أبريل مفاوضات شاقّة مع قادة الاحتجاج الشعبي.

وتلقى البشير الذي تولّى السلطة في 1989 إثر انقلاب دعمه الإسلاميون، لمدة طويلة مساعدات اقتصادية من قطر. بينما شكل السودان خلال حكم البشير نقطة انطلاق لتركيا للسعي لتعزيز وجودها في القارة الإفريقية.

ويقول الأستاذ في جامعة كينغز كولدج في لندن أندرياس كريغ إنّ "الدوحة فقدت إثر الثورة نفوذها في السودان".

ويضيف أنّ الرجل القوي الجديد في السودان، الفريق عبد الفتاح البرهان، "تربطه علاقات وثيقة بأبو ظبي أكثر من الدوحة".

ووصل إلى جدة مساء الخميس نائب رئيس المجلس الانتقالي السوداني الفريق أول محمد حمدان دقلو، بحسب ما ذكر المجلس، من دون أن يعرف بعد هدف الزيارة.

وكانت الإمارات والسعودية أعلنتا في 21 أبريل الماضي، بعد عشرة أيام على الإطاحة بالبشير، تقديم دعم مالي قيمته ثلاثة مليارات دولار للسودان.

وفي السنوات الأخيرة حصل تقارب بين أبو ظبي والرياض، أكبر منافستين للدوحة، والقادة العسكريين السودانيين.

وأرسلت الخرطوم مئات الجنود للانضمام إلى قوات التحالف الذي تقوده الرياض في اليمن منذ 2015 لدعم القوات الموالية للحكومة المعترف بها دولياً في مواجهة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.

ويقول الأستاذ في جامعة باريس-8 ماتيو غيدير المتخصص بأحوال العالم العربي إنّه "يوجد حالياً في السودان صراع على السلطة والنفوذ بين العسكريين الذين يفضّلون المعسكر القطري-التركي، وأولئك الذين يميلون أكثر إلى التحالف مع المعسكر السعودي-الإماراتي".

ويشكل دعم الحركات الإسلامية، لا سيما جماعة الإخوان المسلمين، أحد أبرز أسباب الخلاف بين قطر وجارتيها الخليجيتين. في يونيو 2017، قطعت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر فجأة علاقاتها مع الدولة الصغيرة الغنية بالغاز، بسبب دعمها للجماعات المتطرفة.

عن "أحوال" التركية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية