هل تتحيز برامج المساعدة بالصوت مثل "سيري" ضد المرأة؟

هل تتحيز برامج المساعدة بالصوت مثل "سيري" ضد المرأة؟


26/05/2019

أعدت الأمم المتحدة تقريراً حول الأصوات الأنثوية المستخدمة في برامج المساعدة الصوتية الرقمية، وخلصت النتائج إلى أن هذا الأمر من شأنه أن يسهم في تعزيز صور نمطية سلبية مؤذية بحق المرأة.

اقرأ أيضاً: القوانين عاجزة عن حماية النساء من الإهانات الذكورية

حيث جاء في التقرير أنه تمت برمجة المساعدات الصوتيات الإناث ليظهرن "خدومات، ومتلهفات لإرضاء" المستخدم، مما يعزز فكرة "خنوع" المرأة.

والأمر الذي يثير القلق على نحو خاص، بحسب التقرير، الذي أوردته "بي بي سي"، هو طبيعة ردود المساعدات الرقميات على إهانات المستخدم والتي غالباً ما تكون ردوداً "هزيلة أو اعتذارية".

استخدام الأصوات الأنثوية يخلف انطباعاً بأن النساء مساعدات سهلة الانقياد جاهزات عند كبسة زر

ويدعو التقرير الأممي شركات التكنولوجيا إلى التوقف عن استخدام صوت الإناث ليكون الصوت التلقائي على أجهزتهم الرقمية.

وحملت الدراسة التي أجرتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عنوان "سأحمر خجلاً إن استطعت"، وهو اقتباس استعاره معدو التقرير من رد "سيري" على نعتها بوصف جنسي استفزازي.

وجاء في التقرير إن "شركات مثل آبل وأمازون، والتي يديرها فريق مهندسين غالبتهم من الذكور، صممت أنظمة المساعدة الصوتية الرقمية بحيث تجعل المساعدات الإناث يرحبن بالاعتداء اللفظية عليهن بل وحتى بالمغازلة".

اقرأ أيضاً: تركيا تتراجع في تصنيف المساواة بين الجنسين.. هذه مرتبتها

كما أضاف: "نظراً لأن أصوات معظم تطبيقات المساعدة الصوتية أنثوية، فإن ذلك يخلف انطباعاً بأن النساء مساعدات سهلة الانقياد، جاهزات عند كبسة زر واحدة أو بأمر صوتي واضح من قبيل "هاي" أو "حسناً".

وليس للمساعدة أية قوة تتجاوز ما يطلبه المستخدم الذي يعطي الأوامر، إنها تحترم الأوامر وترد على الاستفسارات بغض النظر عن لهجة هذه الأوامر أو حتى عدوانيتها.

دعا التقرير الأممي للتوقف عن استخدام صوت الإناث ليكون الصوت التلقائي على الأجهزة الرقمية

في كثير من المجتمعات، يعزز هذا التحيز القائم على أساس الجندر الصورة النمطية بأن النساء خاضعات ومتسامحات تجاه سوء المعاملة، وفقاً لـ"بي بي سي".

لم تطرح آبل صوتاً ذكورياً من (سيري) قبل عام 2013، وأصبح هذا الصوت هو الافتراضي في اللغات البريطانية والعربية والفرنسية.

ودعا التقرير مطوري البرامج لتصميم أصوات محايدة للمساعدين الصوتيين، وبرمجتهم لردع الإهانات القائمة على أساس الجندر، والتعامل مع التكنولوجيا باعتبارها غير بشرية وتتفاعل مع مستخدمين بشر.

وتجري مجموعة من اللغويين والتقنيين ومصممي الصوت تجارب على صوت رقمي بلا جنس، ومصنوع من أصوات حقيقية ويسمى  كيو (Q).

اقرأ أيضاً: هل يميز "فيسبوك" بين الجنسين؟‎

وسلط التقرير الضوء على الفجوة بين المهارات الرقمية بين الجنسين؛ ابتداء من نقص استخدام الإنترنت بين الفتيات والنساء في أجزاء من إفريقيا وجنوب آسيا، مروراً بتراجع دراسات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بين الفتيات في أوروبا.

ووفقاً للتقرير فإن الباحثين في مجال هندسة المساعدة الصوتية لا يضم إلا 12% من النساء.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية