الإمارات وأمريكا تعلنان بدء سريان اتفاقية التعاون الدفاعي بينهما

الإمارات

الإمارات وأمريكا تعلنان بدء سريان اتفاقية التعاون الدفاعي بينهما


30/05/2019

أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، أمس، عن بدء سريان اتفاقية التعاون الدفاعي الموقعة مطلع هذا العام، والتي ستعمل على تعزيز التنسيق العسكري بين البلدين، كما ستعطي في هذا الوقت الحرج مزيداً من التقدم للشراكة العسكرية والسياسية والاقتصادية القوية التي تربطهما بالفعل، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الإماراتية "وام". وقالت الوكالة الرسمية، في بيان مقتضب، إنّ الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية تتشاركان الاهتمام العميق بضرورة تعزيز الرخاء والاستقرار في المنطقة؛ حيث ستعمل اتفاقية التعاون الدفاعي على تعزيز هذا الاهتمام؛ عبر توطيد التعاون الوثيق في المسائل الدفاعية والأمنية، ودعم الجهود التي تبذلها الدولتان للحفاظ على الأمن في منطقة الخليج.

يأتي بدء سريان اتفاقية "التعاون الدفاعي" بين الإمارات وأمريكا في وقت تشهد فيه المنطقة توترات بين طهران وواشنطن

من جانبها، ذكرت "وكالة الأنباء الفرنسية" أنّ بدء سريان اتفاقية "التعاون الدفاعي" مع الولايات المتحدة، يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة توترات بين طهران وواشنطن. ولم تقدّم الوكالة الحكومية "وام" تفاصيل إضافية عن فحوى الاتفاقية.
وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، زار العاصمة الإماراتية (أبوظبي) أمس؛ حيث أعلن أنّه من "شبه المؤكد" أنّ إيران تقف وراء الهجوم الذي استهدف أربع سفن قبالة سواحل الإمارات هذا الشهر.

مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون
وجاء الإعلان عن الاتفاقية، في وقت تستضيف المملكة العربية السعودية اليوم وغداً ثلاث قمم عربية وخليجية وإسلامية، لمناقشة التطورات في المنطقة؛ وعلى رأسها التوترات الإيرانية-الأمريكية، بحسب "وكالة الأنباء الفرنسية"، التي أضافت بأنّ الإمارات، التي لم تتّهم حتى الآن أي جهة بالوقوف خلف واقعة السفن، تجري تحقيقاً بمشاركة السعودية والنرويج وفرنسا والولايات المتحدة.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت قبل أيام أنّها تنوي بيع الإمارات والأردن والسعودية معدات عسكرية بأكثر من ثمانية مليارات دولار لمواجهة "خطر" إيران.

اقرأ أيضاً: إجراء عسكري مشترك بين الإمارات والأردن
وكان متحدث باسم الخارجية الأمريكية برر في الخامس والعشرين من الشهر الجاري الاستعجال بتنفيذ هذه الصفقة بالقول "قد يتسبب تأخير هذه الشحنة بتدهور الأنظمة والافتقاد إلى الأجزاء اللازمة، والصيانة التي يمكن أن تنعكس بهواجس كبيرة بشأن صلاحية الطيران وإمكانية التشغيل المتداخل لشركائنا الرئيسيين في خلال فترة من التقلبات الإقليمية المتزايدة. وقد تفاقمت هذه الهواجس الأمنية الوطنية بفعل أشهر عدة من التأخير في البت في هذه المتطلبات الحساسة في الكونغرس، مما دفع إلى التشكيك في موثوقيتنا كمورد للقدرات الدفاعية، وأتاح فرصاً ليستغلها خصوم الولايات المتحدة"، كما ذكرت "سي إن إن".
وأضاف المتحدث باسم الخارجية الأمريكية في بيان "تتضمن المعدات التي تم الإعلان عنها صيانة للطائرات ومعدات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع والذخائر وتوريدات أخرى. وسيزيد هذا الإجراء بشكل سريع من قدرة شركائنا على توفير دفاعهم الذاتي، وتعزيز التغييرات الأخيرة لموقف الولايات المتحدة في المنطقة لردع إيران".
طهران عرضة لضربات انتقامية أمريكية، أكثر من أي وقت مضى

زيادة الضغط على إيران
وبحديثه أمس عن أنّ استهداف الناقلات قبالة سواحل الإمارات، في وقت سابق من هذا الشهر، تمّ بألغام بحرية إيرانية، يرفع مستشار الأمن القومي الأمريكي من سقف التوتر مع إيران، وهو ما قد يجعل طهران، أكثر من أي وقت مضى، عرضة لضربات انتقامية أمريكية، بحسب صحيفة "العرب" اللندنية، كما يضعها أمام غضب قمم مكة، التي تبدأ اليوم، وسط تحركات للتوصل إلى تحالف عربي وإسلامي ضاغط ضد إيران وأنشطة الميليشيات الحليفة لها، والتي باتت تهدد الأمن القومي لدول عربية وإسلامية، وفقاً لـ"العرب".

جاء الإعلان عن الاتفاقية، في وقت تستضيف السعودية اليوم وغداً ثلاث قمم عربية وخليجية وإسلامية، لمناقشة التطورات في المنطقة

وإذا كانت بعض الدول المشاركة في هذه القمم تميل إلى تعويم موقفها والدعوة إلى التهدئة، فإنّ اتهامات بولتون لإيران بالوقوف بشكل أو بآخر وراء الهجمات ستجعل الحياد أو تعويم المواقف أمراً صعباً، خصوصاً أنّ الأمر لا يتعلق بموقف سياسي وإنما بأمن إمدادات النفط، وهو ما يمس مصالح دول الإقليم والكثير من الدول الأخرى شرقاً وغرباً، ما يعني تشدداً أقوى في المواقف داخل قمم مكة ضد الأنشطة الإيرانية حتى من المحسوبين على القرب من طهران، كما قالت "العرب" اللندنية.
حضور عسكري لدعم المنشآت والقواعد
يُذكر أنّ بولتون بدأ زيارته إلى الإمارات، يوم الإثنين الماضي، والتقى خلالها ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، الشيخ محمد بن زايد. وتطرق الجانبان إلى "الجهود الدولية والتنسيق المشترك لمواجهة التطرف والعنف والإرهاب، الذي يستهدف مقدرات الشعوب وأمنها واستقرارها وتعايشها"، وفق "وام".

اقرأ أيضاً: السعودية والإمارات تساعدان اليمن بـ60 مليون دولار

ومنذ تشديد العقوبات الأمريكية على قطاع النفط الإيراني بداية أيار (مايو) 2019، تسارعت الأحداث في المنطقة، فتعرّضت ناقلات نفط لهجمات نادرة قبالة سواحل الإمارات، وتكثّفت هجمات ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران في اليمن على السعودية، وبينها هجوم على خط أنابيب للنفط قرب الرياض بطائرات من دون طيار، كما ذكرت "الشرق الأوسط"

الإمارات تعمل على التنسيق مع الدول العربية، وفي مقدمتها الأردن، بشأن تطورات الأحداث في المنطقة

وفي خضم ذلك، عزّزت الولايات المتحدة حضورها العسكري في المنطقة وإعلانها زيادة عدد قواتها بـ1500 جندي، بعد الإسراع بنشر مجموعة حاملة طائرات هجومية وقاذفات وصواريخ باتريوت إضافية.
وقال بولتون إنّ الولايات المتحدة تجلب قدرات هندسية "للمساعدة في دعم المنشآت المرتبطة بالقواعد العسكرية الأمريكية والتابعة للشركاء".

اقرأ أيضاً: الإمارات والسودان: ولي عهد أبو ظبي يلتقي البرهان.. أهم ما ورد في اللقاء
وردت طهران بالتهديد بإغلاق مضيق هرمز؛ الذي تعبر منه يومياً 35 في المائة من إمدادات النفط العالمية التي تُنقل بحراً، في حال وقعت الحرب. ووصف بولتون، أمس، هذه الإجراءات بـ"الرادعة".
تدريبات عسكرية مشتركة بين الإمارات والأردن
وكان ولي عهد أبوظبي قال قبل أسبوع، لدى استقباله العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، في أبوظبي، إنّ الإمارات تعمل مع الدول العربية بما يضمن حرية الملاحة في المنطقة، بحسب وكالة أنباء الإمارات (وام).
وقال محمد بن زايد: "دولة الإمارات العربية المتحدة تعمل على التنسيق مع الدول العربية، وفي مقدمتها المملكة الأردنية الهاشمية، بشأن تطورات الأحداث في المنطقة، بما يصون المصالح العربية العليا، ويحفظ الأمن والاستقرار الإقليميين، ويضمن حرية الملاحة في هذه المنطقة ذات الأهمية الإستراتيجية الفائقة للعالم كله"، وفقاً لوكالة "وام" للأنباء. وأضاف أنّ الإمارات والأردن ستجريان تدريبات عسكرية مشتركة في الإمارات في المستقبل القريب.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية