أديب يعتذر عن تشكيل الحكومة... فهل وصل لبنان "إلى جهنم"؟

أديب يعتذر عن تشكيل الحكومة... فهل وصل لبنان "إلى جهنم"؟


26/09/2020

أعلن رئيس الوزراء المكلف الدبلوماسي مصطفى أديب اعتذاره عن تشكيل الحكومة بعد خلاف متحجّر مع الكتل الشيعية، ما ينذر بفشل المبادرة الفرنسية لمساعدة لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 آب (أغسطس) الماضي، حيث ربطت باريس بين تقديم المساعدات وتشكيل الحكومة.

ولا يُعدّ إعلان أديب فشله في مهمّة تشكيل حكومة تكنوقراط مفاجئاً، فقد ضجّت الساحة اللبنانية على مدار الأسبوعين الماضيين بأخبار خلافات الرئيس المكلف مع حركة أمل الشيعية وحزب الله اللتين تمسّكتا بتسمية وزير المالية، فيما رغب أديب في فكّ سيطرة تلك الفصائل على تلك الحقيبة السيادية، وخاصة أنّ الدستور اللبناني لا يحدّد حقائب بعينها لأيّ طائفة من الطوائف.

مهّد ميشيل عون لإعلان فشل الحكومة بقوله الإثنين الماضي: إنّ التشكيل يواجه صعوبة بالغة، وقال: إنّ لبنان "ذاهب إلى جهنم" إذا فشل في تشكيل حكومته

وكان الرئيس اللبناني ميشيل عون قد مهّد لإعلان فشل الحكومة بقوله الإثنين الماضي: إنّ التشكيل يواجه صعوبة بالغة، وقال: إنّ لبنان "ذاهب إلى جهنم"، إذا فشل في تشكيل حكومته.

وجاء إعلان أديب اليوم ليضاعف حدّة تأزم الموقف اللبناني، في وقت صرّح فيه رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري: نقول إلى أولئك الذين يصفقون اليوم لسقوط مبادرة الرئيس الفرنسي: إنكم ستعضّون أصابعكم ندماً، بحسب ما أوردته وكالة أنباء "رويترز".

في غضون ذلك، قال أديب في بيان متلفز مقتضب عقب اجتماعه مع عون: إنني أعتذر عن متابعة مهمّة تشكيل الحكومة"، بعد مساع كثيرة مع الأطراف المختلفة في البلاد ووسط خلافات على توزيع حقائب وزارية، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وقد تمّ تكليف مصطفى أديب في نهاية آب (أغسطس) الماضي بتشكيل حكومة جديدة خلفاً لحكومة حسان دياب التي استقالت على خلفية الانفجار الذي هزّ مرفأ بيروت في 4 آب (أغسطس) الماضي.

ولا يحرم عرقلة تشكيل حكومة لبنان من المساعدات الفرنسية فقط، بل من المساعدات الدولية أيضاً، فقد توّلت باريس إقامة مؤتمر للمانحين عقب انفجار المرفأ وربط المشاركون فيه تقديم المساعدات بتحقيق إصلاحات سياسية، كما يُنذر بتجدّد الغضب في الشارع، والذي بدأ حراكه منذ تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، ضدّ النخبة السياسية الحاكمة، تحت شعار: "كلّن يعني كلّن". 

الصفحة الرئيسية