لهذه الأسباب قد تغير بريطانيا سياستها نحو جماعة الإخوان

لهذه الأسباب قد تغير بريطانيا سياستها نحو جماعة الإخوان


10/01/2018

رغم المساعي الأخيرة للتضييق على جماعة الإخوان المسلمين في بريطانيا، وإغلاق بعض مؤسساتهم، إلّا أنّهم ما زالوا يستخدمون جمعيات ومؤسسات، تعطيهم نفوذاً وحجماً أكبر من حقيقتهم.

تيم كولنز: الإخوان جماعة متشددة تدعو للعنف وتجربتهم في مصر أثبتت ذلك

وقال مؤسس منظمة نيو سينشري لمكافحة الإرهاب، الكولونيل تيم كولنز: "إذا نظرنا إلى إيديولوجيا الأخوان، وبطبيعة الحال؛ لم يقتصر تأثيرهم على مصر والمناطق العربية والإسلامية، بل وصل مفعولهم إلى الدول الغربية".
وأكّد كولنز، خلال مداخلة بمجلس اللوردات البريطاني: أنّ "جماعة الإخوان استغلت منظمات وجمعيات خيرية، تم تسجيلها في الغرب لتمويل أعمالهم ونشاطاتهم السياسية، وغيرها من الأنشطة"، مشيراً إلى أنّ الإخوان المسلمين، كتنظيم، يستطيع أن يلعب بعقول بعض المواطنين المسلمين المقيمين في الغرب، وتحويلهم إلى أشخاص خطيرين، ومستعدين للقيام بأعمال تضرّ بأوطانهم، كما يمكن أن يقدموا الدعم للمجرمين المستعدين للقيام بأعمال خطيرة ضدّ أوطانهم الجديدة في الغرب، معتبراً أنّ الإخوان تنظيم سري، له أجنداته الخفية، التي لا تتطابق مع ما يدّعيه في خطابه للغرب.


 الكولونيل تيم كولنزوأضاف الخبير البريطاني في مكافحة الارهاب، "قيم الإخوان المسلمين تدعم التشدد والأعمال الإرهابية، ولا تتطابق، بطبيعة الحال، مع القيم في الغرب، ولا يحترمون حقوق الإنسان، والقوانين الاجتماعية، والحريات، ولا يهتمون بقيم التسامح".

وأوضح كولنز، أنّ الإخوان يفسرون القرآن بحسب رغباتهم ومصالحهم السياسية، بما يخدم تنظيمهم، بعيداً عن قيم الإسلام السمح.
مؤكدّاً أنّ تنظيم الإخوان يسعى لإبعاد قيم العلمانية، وتبني مفهوم ديني بحت؛ ففي مصر، وبعد سقوط نظام حسني مبارك، قالوا: "إنّ القرآن هو دستورنا". أما في تونس، وحسب تقدير كولنز، فقد كان رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، مختلفاً قليلاً عن جماعة الإخوان في مصر، "إلا أنّه علينا ألا نأخذ الأمور بما يعلنه الإخوان، في تونس أو مصر؛ بل علينا أن ننظر في إيديولوجيتهم المتشددة".

واستند مؤسس منظمة نيو سينشري لمكافحة الإرهاب، الكولونيل تيم كولنز، في تصريحاته، إلى تقارير متعددة، أهمّها: تقرير السير جون جينكينز، سفير بريطانيا السابق في الرياض، الذي أكّد فيه تورّط الإخوان في أعمال متشددة، وبيّن كيف سعت جماعة الإخوان لإقامة دولتها دون احترام المكونات الأخرى، لافتاً إلى أنّ التقرير تضمن وثائق تؤكّد أنّ الإخوان لم يكونوا جماعة تحظى بالموثوقية، فالإخوان يستخدمون لغتين لمخاطبة الآخرين؛ فكتاباتهم وخطابهم للغرب باللغة الإنكليزية، يختلفان بشكل كبير عن خطابهم لجمهورهم باللغة العربية.

جماعة الإخوان المسلمين لا يحترمون حقوق الإنسان ولا الحريات ولا يهتمون بقيم التسامح

وهدفت الحلقة النقاشية في مجلس اللوردات البريطاني، إلى الوقوف على حجم الدور القطري والتركي في دعم الأجندة المتشددة، التي تتبناها جماعة الإخوان، وحجم الدعم الذي تقدمانه لها.

بهذا الشأن، تحدث الكولونيل تيم كولنز، عن الدور التركي، وإلى أيّ مدى استغلّ الرئيس، رجب طيب أردوغان، تأخر أمريكا في إدراج الإخوان على قوائم الإرهاب، فقام بدعمهم، ومساعدتهم، على التوسع في العالمين العربي والغربي.

الإخوان يحاولون التأثير في عقول المسلمين المقيمين في الغرب وتحويلهم إلى أشخاص خطيرين

وأشار كولنز إلى أنّ أردوغان يستقبل في تركيا أعداداً كبيرة من الإخوان المسلمين، من أغلب الدول العربية، ويرفض إعادتهم إلى دولهم رغم مطالبة دولهم بهم، وفي الوقت نفسه، وبشكلٍ متناقضٍ تماماً، يطلب أردوغان من أميركا، أن تسلمه غولن على أساس أنه "إرهابي"، ويبدي استياءه من أنّ الجانب الأمريكي لم يستجب له.


أما فيما يتعلق بقطر، واستقبالها للإخوان، واستضافتها لأحد أبرز وجوه الإخوان يوسف القرضاوي، الذي يدعو إلى التشدّد، ويحثّ على الجهاد والعمليات الانتحارية ضدّ الأعداء، فقد اتهم كولنز بتمويل جماعة الإخوان، مشيراً الى أنّ أحد أكبر ما يعانيه الغرب الآن، هو كيفية منع تمويل الإرهاب؛ حيث إنّه وصل إلى الإخوان في أوروبا 165 مليون يورو.

أردوغان يدعم الإخوان المسلمين ويساعدهم على التوسع في العالمين العربي والغرب

ولقيت المداخلة اهتماماً بالغاً، في ظلّ تصاعد المواقف التي تطالب الحكومة باتخاذ إجراءات حاسمة ضدّ الإخوان والمتشددين، الذين استغلوا سياسة التسامح، واستقبال بريطانيا لهم كلاجئين سياسيين، ومواطنين فرّوا من تضييق النظام لهم، ليمارسوا الفوضى داخل بريطانيا، بعد أن انتبه قادة الأنظمة في بلدانهم إلى أهدافهم، فقطعوا عليهم الطريق.

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية