خلافات بين الحوثيين قد تتحول إلى صراعٍ مسلّح

عصفت الصراعات بصفوف ميليشيات الحوثي، بشكل غير مسبوق، بعد اغتيال الرئيس السابق علي عبد الله صالح، والهزائم المتتالية التي تتكبدها الميليشيات الموالية لإيران على مختلف جبهات القتال.

وطفت الصراعات بين جماعة الحوثيين إلى السطح، للمرة الأولى، بانشقاق محمد سالم عزان، أول أمين عام لتنظيم "الشباب المؤمن"، وإهدار دمه بفتوى من بدر الدين الحوثي، وفق ما أوردت شبكة "سكاي نيوز".

حوثيو صنعاء يشتكون ويتذمرون من هيمنة وسيطرة القيادات المنتمية لمحافظة صعدة

ولإحكام قبضته على الجماعة، تخلص عبد الملك الحوثي، من أبرز قادتها العسكريين والسياسيين، أمثال الرجل الثاني في الجماعة آنذاك، صالح هبرة، الذي توارى عن الأنظار أواخر عام 2014، كما تخلص كذلك من قائد معارك الحوثيين في الحروب الستة، عبد الله الرزامي، الذي تشير بعض المصادر إلى أنّه قتل.

ومع بروز الخلافات في جماعة الحوثي المدعومة من إيران، برز صراع بين ما يعرف بجناحي ميليشيات الحوثي "صنعاء وصعدة".

مراقبون يتوقعون أن تتحول الخلافات بين الحوثيين أنفسهم إلى مواجهات مسلحة قريباً

وهو صراع يتفرّع عن آخر قديم بين العائلات، التي تشكّل أركان الجماعة الحوثية، وبات يتخذ شكلاً يعتمد على المناطق المسيطَر عليها.

وتسود حالة من التذمر بين أوساط القيادات المنتمية إلى محافظتي صنعاء وذمار، جراء هيمنة وسيطرة القيادات المنتمية لمحافظة صعدة، التي يثق بها عبد الملك الحوثي.     

ومع اغتيال الرئيس علي عبد الله صالح، ومحاولة الميليشيات الموالية لإيران تقاسم غنائم حزبه من مناصب ونفوذ، صبّ ذلك المزيد من الزيت على نيران الصراع "الحوثي الحوثي".

وظهر جلياً مع تبادل الاتهامات عن الخسائر العسكرية المتتالية في عدد من جبهات القتال، ما عزّز من حدة الصراعات، التي يتوقع مراقبون أن تتحول إلى مواجهات مفتوحة بين أجنحة الجماعة الحوثية قريباً، خاصة مع تفاقم الخلاف بين رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي صالح الصماد، ورئيس ما يسمى باللجان الثورية، محمد علي الحوثي.

وتشير تقارير إلى رغبة الصماد في بقاء الوضع السياسي الحالي على ما كان عليه أثناء فترة شراكته مع حزب المؤتمر الشعبي العام، بينما يسعى محمد علي الحوثي إلى إعادة اللجان الثورية للحكم، بالآلية نفسها التي طبقتها الميليشيات الموالية لإيران في العام الأول من الانقلاب.