قطر تواصل افتعال الأزمات لجذب الأضواء

الإمارات وقطر

قطر تواصل افتعال الأزمات لجذب الأضواء


16/01/2018

تُواصل قطر افتعال أزمة جديدة بعد اعتراض طائراتها العسكرية أمس، طائرتين مدنيتين إماراتيتين. ويأتي هذا بعد أن تراكمت من حولها الملفات منذ إعلانِ دول التحالف العربي مقاطعتها بسبب ما وصفته بـ "دعم قطر وتمويلها الإرهاب والتدخل في شؤون الدول العربية"، إضافة لاحتضان جماعة الإخوان المسلمين، التي تصنفها بعض الدول "إرهابية"؛ حيث حاولت الجماعة استثمار "الربيع العربي" لخدمة مصالحها وتمرير مصالح وسياسات قطر.

تسرع عدائي

المتابع للأحداث والوقائع السياسية منذ بدء المقاطعة في 5 حزيران (يونيو) 2017، يلحظ التصرفات الخارجية والسياسية لدولة قطر من خلال دعمها الحركات المتشددة والرجعية إعلامياً ولوجستياً.

وبالعودة للخلف قليلاً، نجد تصرفاتٍ كثيرة، غير مبررة أمام العالم الحديث؛ إذ إنّ أول خطوةٍ اتخذتها دولة قطر منذ بدء المقاطعة، اتسمت بالتعنت؛ حيث سارعت لمصافحة إيران، للإيهام أنّها بديلٌ عن العلاقات مع الأشقاء في الخليج، وذلك رغم التدخلاتِ العسكرية والسياسية السلبية لها، في اليمن ولبنان والعراق، وأطماعها الاقتصادية، ومحاولتها مهاجمة العالم العربي من خلال شعاراتٍ فاقعة جاوز عمرها 35 عاماً حتى اليوم، أطلقتها تجاه فلسطين مثلاً، ولم يتحقق منها ولو حرفٌ واحد.

أول خطوةٍ اتخذتها دولة قطر منذ بدء المقاطعة، اتسمت بالتعنت، حيث سارعت لمصافحة إيران وتركيا سياسياً وعسكرياً

ولم تتوقف دولة قطر عند هذا الحد؛ حيث سارعت كذلك لعقد تحالف عسكري وصوتي مع تركيا، فمن ناحية، قام أردوغان بالتدخل صوتياً، معلناً وقوفه مع دولة قطر من خلال لهجة عدائية تجاه دول الخليج، مترجماً خطاباته العدائية هذه، إلى قاعدة عسكرية بجنودٍ أتراك، أصبح مقرها أرض دولة قطر.

ولم تنس دولة قطر، افتعال أزمة في موسم الحج وتسييس الطقس الإسلامي الأهم، رغم عرض العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز بتاريخ 17 آب (أغسطس) الماضي رعاية واستضافة الحجاج القطريين.

وكانت قطر، حولت المقاطعة إلى "حصار" في وسائل إعلامها، سواء قناة الجزيرة، أو ما تبقى من مواقع إلكترونية كثيرة تابعة لأذرعها الصحافية، وهاجمت بقدر ما استطاعت، دول الإمارات والسعودية ومصر والبحرين، رغم أنّ دعم مؤسساتها الإعلامية للإخوان المسلمين والجماعات المتشددة، كان واحداً من أبرز أسباب المقاطعة.

 

شكاوى وادعاءات

وما إن دخلت الأزمة الخليجية، أبواب آب (أوغسطس) 2017، حتى بدأت دولة قطر بتوجيه الشكاوى إلى كل جهة في العالم، فقامت بتاريخ 9 آب (أغسطس) بتقديم شكوى أمام المنظمة الدولية للطيران المدني "إيكاو" ضد المملكة العربية السعودية؛ لأنها لم تفتح المجال الجوي أمام الطائرات المدنية القطرية، كما توجهت في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام نفسه، بشكوى إلى منظمة التجارة العالمية، بحجة أنها تطلب "الحوار والمفاوضات وتطلب دفوعاً قانونية للمقاطعة" بحسب ما قاله آنذاك مندوب قطر لدى المنظمة العالمية، علي الوليد آل ثاني، في خطوةٍ متأخرة قياساً بالإجراءات المتعنتة التي ردت بها قطر منذ الأسبوع الأول لإعلان المقاطعة.

وتشكو قطر، للمنظمات العالمية والأمم المتحدة، وتشكو لتركيا وإيران، وتحاول شيطنة من ينتقدها أو يطالبها بمراجعة سياساتها، كأنها لا تستطيع تحمل فاتورة طموحاتها الإمبراطورية، وتدخلها في الشؤون الخارجية للدول بما يفوق دورها الطبيعي وحجمها الطبيعي، وكلما انطفأت من حولها الأضواء، وتكشفت أدوارها في تونس وليبيا وسوريا واليمن، تقوم بقرصنة ما، منها الفعل الأخير، باعتراض طائراتٍ مدنية إماراتية، مستوفية لشروط وتصاريح التحليق والهبوط، وهي لا تمس بأمن أحد.

تحاول قطر ادعاء المظلومية، وتتصرف بتعنت محاولةً استفزاز دول عربية حتى تبقى بارزةً في الساحة الدولية

أيضاً، يأتي هذا الحدث، بعد ادعاء قطر احتجاز الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني -أحد أفراد الأسرة الحاكمة في قطر- في أبو ظبي، رغم أنه عارض بصراحة مواقف لقطر تجاه أزمتها مع أشقائها في دول الخليج العربي.

وبشكلٍ عام، تحاول قطر ادعاء المظلومية، وتتصرف بتعنت، محاولةً استفزاز دول عربية، كدولة الإمارات العربية المتحدة، لتبقى قطر بارزةً في الساحة الدولية، وكأنها لا تتقن التواجد إلا من خلال الصراع والتدخل ورعاية جماعاتٍ متشددة، تستخدمها كأوراق ضغطٍ في الدول العربية، وذلك بعد إهمال الساحة الدولية لادعائها بشأن قيام طائرة نقل جوي عسكرية إماراتية قادمة من المجال الجوي لدولة الإمارات ومتجهة إلى البحرين، باختراق مجالها الجوي في 3 كانون الثاني (يناير) الجاري.

التساؤل المطروح اليوم، على طاولةِ الأزمة الخليجية، يتعلق بادعاء دولة قطر أنها في خطر، واستنجادها بتركيا وإيران، صاحبتي الأطماع والمصالح والشعارات الرنانة بالثورات واستعادة مجد عثمان البائد، كما أنها تقود حملات التشويه الإعلامية ولا تتقصى الموضوعية تزامناً مع حملاتٍ تلميع لاستعادة الأضواء، فأين تتجه دولة قطر اليوم؟ ولماذا تصر على التواجد سياسياً، من خلال عدم قبول النقد، والنزاع مع الجيران والأشقاء؟

الصفحة الرئيسية