أتراك غاضبون من "بيع" بلادهم لقطر.. وأردوغان: لماذا أنتم منزعجون؟

أتراك غاضبون من "بيع" بلادهم لقطر.. وأردوغان: لماذا أنتم منزعجون؟


01/12/2020

أثار إبرام تركيا مع قطر اتفاقيات ضخمة حفيظة شريحة كبيرة من الأتراك، لا سيّما  حزب الشعب الجمهوري، الذي أطلق حملة "لقد بيعت تركيا لقطر".

وهاجم النائب في حزب الشعب الجمهوري، ماهر بشارير، في لقاء تلفزيوني على قناة "خبر ترك" الاتفاقيات، وقال: إنّ "الجيش التركي تم بيعه لقطر".

وكان بشارير قد أثار ضجة بسبب تصريحاته التي انتقد فيها بيع مصنع Tank Palet التركي لإنتاج قطع غيار الدبابات إلى قطر.

وكان نائب رئيس الكتلة البرلمانية في حزب الشعب الجمهوري المعارض، إنغن أوزكوتش، قد انتقد الحكومة التركية وكيفية إدارتها لبعض مصالح البلاد، انطلاقاً من شراكة قطر الجديدة في بورصة إسطنبول.

وتساءل أوزكوتش، في مؤتمر صحفي في البرلمان أمس: كيف ربح القطريون هذه المناقصة وبأي مبرر؟ وهل شارك أحد آخر فيها؟ وهل فكرتم بمصلحة تركيا من هذه العملية؟ الجواب هو: لا، وفق ما نقلت "العربية".

وأضاف: "في علاقات المافيات والعصابات لا يوجد شيء كهذا، ستجدون أولويتهم المال والكتمان، إذا كانوا قد سيطروا على بلدنا، فإنّ المعارضة والشعب خارج هذه العملية".

شخصيات تركية معارضة تهاجم أردوغان وتتهمه ببيع تركيا وجيشها للجانب القطري

وذكّر أوزكوتش بأنّ "قطر قامت فجأة بإهداء رجب طيب أردوغان طائرة بقيمة 450 مليون دولار، واستقبلا بعضهما بعضاً في القصور، وعقدا الاتفاقيات"، وختم كلامه بالحديث عن الشركات التركية التي تم امتلاكها من قبل الأجانب، قائلاً: "بفضل حكم هؤلاء (أردوغان) فإنّ 80% من الشركات التركية خسرت ملكيتها خلال الـ 18 عاماً الماضية"، مضيفاً: "قادة الدول المتحضرة لا يهبون مؤسسات الاقتصاد والدفاع والصناعة للأجانب".

وهاجم المرشح الرئاسي السابق عن حزب الشعب الجمهوري، محرم إنجه، أردوغان، قائلاً عبر توتير: "ماذا يوجد في قطر؟ هل وجدنا منجماً في قطر؟ وما شأننا في الدوحة، فقد أضافت قصراً طائراً إلى أسطول الطائرات الرئاسية"، وفق ما نقلت صحيفة "أحوال تركية".

اقرأ أيضاً: الأتراك يتساءلون: لماذا قطر بالتحديد؟

وذكر إنجه مؤسس حركة "الوطن في ألف يوم": "قلنا قبل أعوام، ماذا يوجد في قطر، هل وجدنا معدناً هناك؟ ما شأننا بقطر؟ واستحوذت على مصنع باليت للدبابات وعدد من البنوك والموانئ، ومراكز التسوق، واستحوذت الآن على 10% من بورصة إسطنبول".

يشار إلى أنّ زعيم المعارضة التركية، كمال كيليتشدار أوغلو، انتقد بدوره تلك الصفقة، معتبراً أنها مثال آخر على يأس الحكومة في إدارة الاقتصاد.

وفي السياق، فجّر الكاتب التركي فاتح ألطايلي العديد من التساؤلات حول الاتفاقية الخاصة بإدارة المياه.

اقرأ أيضاً: المعارضة تتّهم الحكومة ببيع ممتلكات الشعب التركي إلى قطر

وتحدث ألطايلي في مقاله أمس في صحيفة "هابر ترك" التركية، الذي جاء تحت عنوان: "ليس لمن، لكن لماذا؟" عن بيع الكيانات الاقتصادية التركية والثروات الطبيعية إلى الحكومة والمستثمرين القطريين، وفق ما نقلت صحيفة "زمان" التركية.

السلطات في تركيا تفتح تحقيقاً مع البرلماني المعارض علي ماهر بشارير، على خلفية اتهامه ببيع الجيش التركي

وسأل ألطايلي حكومة أردوغان: لماذا تبيع الكيانات الاقتصادية التركية والثروات الطبيعية إلى الحكومة والمستثمرين القطريين؟

وأوضح ألطايلي أنّ الكثير من الأشياء يتمّ بيعها تدريجياً لقطر، مشيراً إلى أنّ السؤال هنا ليس "لمن تمّ بيع هذه الكيانات والثروات، ولكن لماذا بيعت؟".

وتابع ألطايلي حديثه: وهل حقاً تمّ بيع مياه تركيا؟ سواء لقطر أو لغيرها، لماذا تمنح دولة إدارة المياه فيها إلى الأجانب؟ هل لأنهم أذكى منا، وسوف يديرونها أفضل منا؟ لماذا؟

وأشار ألطايلي إلى أنّ الجميع يتساءل لماذا بالتحديد قطر، لماذا تبيع تركيا كل شيء لقطر، أليس هناك دولة أخرى؟ ولكن الجواب عن هذا السؤال غير معروف أيضاً.

بالمقابل، فتحت السلطات في تركيا تحقيقاً مع البرلماني المعارض عن حزب الشعب الجمهوري، علي ماهر بشارير، على خلفية اتهامه للحكومة ببيع الجيش التركي، بحسب ما نقلت صحيفة "زمان" التركية.

وعلقت وزارة الدفاع التركية على تصريحات بشارير، واصفة تصريحاته بأنها "إهانة للجيش التركي"، مشيرة إلى أنها بدأت إجراءاتها القانونية ضد النائب المعارض.

اقرأ أيضاً: تقارب إخواني حوثي... ما علاقة تركيا وقطر؟

من جهته، هاجم رئيس دائرة الاتصالات بالرئاسة التركية، فخر الدين ألتون، النائب بشارير قائلاً: "اللعنة على أولئك الذين يهينون جيشنا الشريف، قواتنا ليست تحت وصاية أحد، هو جيش كبير يساهم في تحويل بلدنا إلى قوة إقليمية فاعلة".

أردوغان يدافع عن اتفاقياته مع قطر بالقول إنّ قطر تأتي في المرتبة الـ17 من حيث الاستثمارات في تركيا

وفي تعليقه على الهجمة التي أطلقتها شريحة كبيرة من الشعب التركي على الاتفاقيات مع قطر، علّق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالقول: "هل يعلم السيد كمال كليتشدار أوغلو بأنه بعد الاتفاق مع قطر أصبحت حصة صندوق الأصول التركي في بورصة إسطنبول 80.6% ؟".

وأضاف: إنّ "الهيئة القطرية ذاتها تمتلك 10.3% من بورصة لندن، والتي تُعد واحدة من أكبر البورصات في العالم، كما أنّ لديها استثمارات تزيد عن 400 مليار دولار في أكثر من 40 دولة، بما في ذلك ألمانيا وإنجلترا والولايات المتحدة، وبسبب هذه الاستثمارات لم يقل أحد بالعالم إنّ قطر استولت علينا، بل على العكس كانوا راضين عن ذلك".

اقرأ أيضاً: ماذا علقت المعارضة التركية عن شراكة قطر ببورصة اسطنبول؟

وأشار الرئيس التركي إلى أنّ حكومته تطمح لجذب المستثمرين المحليين والدوليين إلى تركيا من خلال إجراء الإصلاحات الاقتصادية والقانونية اللازمة.

ولفت أردوغان إلى أنّ هولندا تأتي بالمرتبة الأولى بين الدول التي لديها استثمارات مباشرة في تركيا، وتليها الولايات المتحدة.

وأوضح الرئيس التركي في ردّه على حملة حزب الشعب الجمهوري، بأنّ قطر تأتي في المرتبة الـ17 من حيث الاستثمارات في تركيا.

اقرأ أيضاً: قطر والإخوان: كيف حلّ التنظيم نفسه في دولة تدعمه وترعاه؟

وتابع: "يخرج علينا حزب الشعب الجمهوري وبعض وسائل الإعلام ليتحدثوا عن شراكة هيئة قطر للاستثمار في بورصة إسطنبول، مع العلم بأنّ البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية من عام 2015 إلى 2019 كان لديه الحصة ذاتها في بورصة إسطنبول".

وأشار أردوغان إلى أنّ لبورصة نازداك الأمريكية شراكة مع بورصة إسطنبول بنسبة 7% حتى عام 2018، متسائلاً: "لماذا لم تقولوا في حينها إنّ تركيا أصبحت مباعة لأمريكا وأوروبا؟".

اقرأ أيضاً: أمير قطر يزور تركيا... لماذا؟

وأضاف: إنّ هذا النوع من الاستثمارات مؤشر على الثقة بتركيا واقتصادها، متسائلاً: "لماذا أنتم منزعجون من ذلك؟".

وقد أبرمت تركيا وقطر، الخميس الماضي، 10 اتفاقيات في مجالات مختلفة، وتضمنت الاتفاقيات إنشاء لجنة اقتصادية وتجارية مشتركة، والتعاون في مجال إدارة المياه، وتعزيز التعاون الاقتصادي والمالي، والتعاون في مجالات الأسرة والمرأة والخدمات الاجتماعية.

وقال صندوق الثروة السيادي في تركيا أمس، حسبما نقلت الأناضول، إنه باع 10% من أسهم بورصة إسطنبول إلى جهاز قطر للاستثمار مقابل 200 مليون دولار، بموجب اتفاق وقّعه الجانبان الأسبوع الماضي.

وأضاف الصندوق في بيان: إنه سيظلّ يحتفظ بحصة قدرها 80.6% من أسهم بورصة إسطنبول



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية