أردوغان يمد يده إلى القارة الهندية... هل يؤجج الصراع في كشمير؟

أردوغان يمد يده إلى القارة الهندية... هل يؤجج الصراع في كشمير؟


18/10/2020

امتدت يد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى القارة الهندية، مستغلاً بعض الخلافات الطائفية لتأجيج الصراع كعادته في الكثير من الأماكن.

صحيفة "هندوستان تايمز" اليومية الهندية واسعة الانتشار اتهمت الرئيس التركي أردوغان بالسعي لتأجيج الصراع والاحتراب الداخلي في الهند استغلالاً للانقسامات العرقية بإقليم كشمير.

ونشرت الصحيفة تقريراً مطولاً لفتت فيه إلى أنّ الاستخبارات التركية الخارجية تطور علاقاتها مع "قيادات دينية متطرفة" في إقليم كشمير المتنازع عليه بين الهند وباكستان، زاعمة أنّ الاستخبارات الهندية وثقت اتصال مقربين من أردوغان وأفراد عائلته بالقيادات الكشميرية "المتطرفة" تحت ستار أنشطة الإغاثة والمنظمات غير الحكومية، وفق ما نقلت صحيفة زمان التركية.

 

هندوستان تايمز تتهم أردوغان بالسعي لتأجيج الصراع والاحتراب الداخلي في الهند مستغلاً الانقسامات العرقية بكشمير

ووصفت الصحيفة الهندية تركيا بـ"العدو الثاني"، فيما يتعلق بإقليم كشمير وتداعياته، بعد باكستان، وذلك بسبب تقديمها الدعم المعلوماتي والإعلامي للمتطرفين الكشميريين عبر منصات ووسائل إعلام تشيع التطرّف وتؤجج مشاعر مسلمي الهند، وخاصة في إقليم كشمير، وطالبت الشعب الهندي بالحذر والحيطة تجاه الأطماع التركية والتكاتف مع قيادة الدولة في مواجهة المخطط التركي الرامي إلى زعزعة استقرار الهند بل إلى إحراقها، على حدّ تعبيرها.

وأكدت هندوستان تايمز أنّ أجندة أردوغان السياسية تجاه الهند تأتي في إطار استراتيجية أوسع لتمديد هيمنة تركيا اقتصادياً وسياسياً على منطقة جنوب آسيا، متخذة من التكتلات السكانية المسلمة معبراً لها للوصول إلى هذا الهدف الذي يتمثل في زعزعة الاستقرار من خلال بثّ الفتنة الداخلية في مجتمعات الهند التي تعايش فيها المسلمون وغير المسلمين لعقود طويلة في سلام، في ظل معادلة "حرية العقيدة... الوطن للجميع". 

يُذكر أنّ إقليم كشمير بات موضع خلاف، تطوّر مع مرور الوقت إلى صراعات مسلحة بين الهند وباكستان منذ عام 1947، رغم صدور قرار التقسيم الذي أعطى الإقليم ما يشبه الحكم الذاتي، لكنّ الهند أصدرت في آب (أغسطس) 2019 تعديلاً دستورياً ألغى وضعية الحكم الذاتي لإقليم كشمير ووضع الإقليم تحت الإدارة الهندية المباشرة، الأمر الذي أغضب باكستان التي حصلت على دعم تركيا في هذا الصدد.

 

الاستخبارات الهندية توثق اتصال مقرّبين من أردوغان بالقيادات الكشميرية "المتطرفة" تحت ستار أنشطة الإغاثة والتبادل الثقافي

أردوغان بدأ يتحدث في عام 2019 عن قضية إقليم كشمير في محافل دولية، ثم أجرى زيارة إلى باكستان في شباط (فبراير) 2020، وقال في خطاب ألقاه أمام البرلمان الباكستاني: "إنّ قضية كشمير تنطوي على أهمية كبيرة للأتراك بنفس قدر أهميتها لباكستان... لقد ساعدتمونا في معركة الاستقلال، والآن نساعدكم في نضالكم"، وفق تعبيره.

وكشفت دراسة أجراها مركز مناهضة التطرف الأوروبي في ستوكهولم أنّ الاستخبارات التركية تستخدم أسلوب المنح الدراسية وتبادل الزيارات الخاصة بالجمعيات الخيرية والأهلية كستار لأنشطتها الرامية إلى اختراق مجتمعات مسلمي كشمير من الهنود، لإبعاد شبهة التورط الرسمي لتركيا في إثارة الفتنة. وتقوم جمعيات خيرية تركية ومنظمات إغاثية غير حكومية بتمويل دراسة الهنود المسلمين القادمين من كشمير في تركيا.

وتأتي منظمة الشباب التركي (TÜGVA) تحت إدارة بلال أردوغان، نجل الرئيس، في مقدمة المنظمات المدنية التركية التي تشرف على برنامج المنح التعليمية التركية المقدمة لمسلمي إقليم كشمير الهنود.

دراسة مركز مناهضة التطرف الأوروبي ألقت الضوء على اعتقال 12 جاسوساً تركياً يعملون تحت غطاء من السفارة التركية في نيودلهي، عام 2018، مذكرة بأنّ الادعاء العام الهندي طلب بعد الحادثة من نظيره التركي تزويده بمعلومات عن حقيقة عمل هؤلاء الأشخاص على الأراضي الهندية وحقيقة ارتباطاتهم بالسفارة التركية.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية