أمريكا تكشف الحيل التي تستخدمها إيران لتمويل أعمالها الإرهابية في العالم

أمريكا تكشف الحيل التي تستخدمها إيران لتمويل أعمالها الإرهابية في العالم


26/09/2020

فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على عدة مسؤولين وكيانات إيرانية بسبب اتهامها بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وأنشطة مالية غير مشروعة لتمويل الإرهاب، شملت فرض عقوبات على قاضٍ قالت إنه ضالع في قضية المصارع الإيراني الذي أعدم مؤخراً.

وكشف تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية عن الأنشطة غير المشروعة والحيل التي تستخدمها إيران لتمويل أعمالها الإرهابية في العالم، ممّا يهدد سلامة وأمن النظام المالي الدولي، وفق ما نقلت شبكة الحرّة.

ويستخدم النظام الإيراني الشركات الوهمية وأنواعاً أخرى من الكيانات التي تبدو شرعية لنقل الأموال إلى الكيانات الإرهابية في الدول الأخرى، وفق التقرير.

وأشار التقرير الأمريكي إلى أنّ فيلق القدس، ذراع الحرس الثوري الخارجي، أنشأ شبكة من الشركات لاستغلال سوق صرف العملات في عدد من الدول لشراء وتحويل مئات الملايين بالدولار، وقامت هذه الشبكة بتزوير الوثائق وإخفاء سلوكها وراء أعمال مشروعة، ممّا دفع أمريكا لوضع 9 كيانات على علاقة بهذا النشاط على قوائم الإرهاب.

اقرأ أيضاً: إيران: إفلاس الإصلاحيين وتوحش الحرس الثوري

وفي مخطط آخر، استخدم فيلق القدس مؤسسة دينية ظاهرياً، منظمة إعادة إعمار الأضرحة المقدّسة في العراق، لتحويل ملايين الدولارات لتعزيز مصالح الحرس الثوري الإيراني في العراق، كما كانت بمثابة قاعدة ساعدت المخابرات الإيرانية في شحن الأسلحة والذخيرة للميليشيات العراقية الموالية لها.

 

فيلق القدس أنشأ شبكة من الشركات لاستغلال سوق صرف العملات في عدد من الدول لشراء وتحويل مئات الملايين بالدولار

 

وبحسب التقرير، سرق مسؤولو الحرس الثوري أموال هذه المنظمة وتبرعات العامة المخصصة لبناء الأضرحة لتمويل أعمالهم الإرهابية، لذلك وضعت واشنطن في آذار (مارس) الماضي 9 أشخاص على قوائم الإرهاب على صلة بهذه المنظمة، لوقف هذه الطريقة.

وأضاف التقرير الأمريكي إلى أنه يتمّ تسهيل مخططات التمويل غير المشروع لفيلق القدس على أعلى مستويات الحكومة الإيرانية، بما في ذلك البنك المركزي الإيراني.

وأكد أنه منذ عام 2016 على الأقل، تلقى الحرس الثوري الغالبية العظمى من عملته الأجنبية من البنك المركزي العراقي، وعمل كبار مسؤولي البنك المركزي العراقي مباشرة مع فيلق القدس لتسهيل عملية تحويل الأموال للحرس الثوري.

وفي عام 2017 أشرف الحرس الثوري على تحويل عشرات الملايين من اليورو إلى إيران من البنك المركزي العراقي، وفي أيار (مايو) 2018 كشفت وزارة الخزانة الأمريكية أنّ محافظ البنك المركز الإيراني آنذاك، ولي الله سيف، ومساعد مدير القسم الدولي في البنك المركزي العراقي تآمرا مع الحرس الثوري الإيراني لإخفاء حركة الأموال بشكل غير قانوني لمصلحة حزب الله.

 

فيلق القدس يستخدم منظمة إعادة إعمار الأضرحة المقدسة في العراق، لتحويل ملايين الدولارات لتعزيز مصالح الحرس الثوري

 

وتضمّنت الخطة أيضاً اختيار رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لبنك البلاد الإسلامي في العراق للعمل كوسيط، ممّا مكّن من تحويل الأموال إلى حزب الله.  

وأكد التقرير أنّ هذا المخطط من قبل الحرس الثوري الإيراني لم يؤجّج الإرهاب فحسب، بل قوّض أيضاً نزاهة النظام المالي في العراق، وبالتالي النمو الاقتصادي والتنمية في العراق، لذلك في مايو 2018 وضعت الولايات المتحدة 4 أفراد وكياناً مرتبطاً بهذا النشاط على قوائم الإرهاب.

اقرأ أيضاً: الحرس الثوري يستعد لحكم إيران

كما قام البنك المركزي الإيراني بالتنسيق مع صندوق التنمية الوطنية الإيراني لتزويد الحرس الثوري الإيراني بمئات الملايين من الدولارات في شكل مدفوعات نقدية، لذلك وضعت واشنطن الصندوق والبنك المركزي الإيراني على قوائم الإرهاب في أيلول (سبتمبر) 2018.

 

الحرس الثوري تلقى الغالبية العظمى من عملته الأجنبية من البنك المركزي العراقي، وعمل كبار مسؤولي البنك العراقي مع فيلق القدس

بالإضافة إلى كلّ ذلك حرم النظام الشعب الإيراني من عائدات النفط، وتمّ استخدامها لتمويل المنظمات الإرهابية الموالية له، ففي أيلول (سبتمبر) 2019 كشفت وزارة الخزانة عن شبكة شحن نفط كبيرة كان يديرها ويدعمها مالياً الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، وكان يشرف عليها مسؤول كبير في الحرس الثوري الإيراني ووزير البترول الإيراني السابق رستم قاسمي، تمّ استخدامها لنقل نفط بملايين الدولارات إلى نظام الأسد وحزب الله.

ولم تقتصر جهود فيلق القدس لاستغلال النظام المالي الدولي على استخدام الشركات والمنظمات لتمويل أعماله الخبيثة، بل وصلت إلى حدّ طباعة وتزييف العملات، كما حدث في 2017، عندما قام بشراء معدات من ألمانيا استخدمها في تزييف العملة اليمنية لدعم جماعة الحوثي وإطالة أمد الصراع، وفقاً لتقرير الخارجية الأمريكية.

ووجد تقرير لفريق من الخبراء التابع للأمم المتحدة في اليمن في 2019 أنّ الإيرانيين يستخدمون وسطاء لشحن الوقود بشكل غير قانوني إلى الحوثيين، وتمويل جهودهم الحربية وإدامة الصراع في اليمن.

 

النظام الإيراني يحرم شعبه من عائدات النفط، وينقل نفط بملايين الدولارات إلى نظام الأسد وحزب الله

 

كما تلعب الخطوط الجوية التجارية الإيرانية، ولا سيّما شركة "ماهان إير"، دوراً رئيسياً في نقل عملاء الحرس الثوري والأسلحة والمعدات والأموال التي تغذّي الصراعات الإقليمية، وبسبب هذا الدور المهم للشركة، دبّر الحرس الثوري مؤامرة واسعة للتحايل على العقوبات الأمريكية، التي تحظر تصدير قطع غيار الطائرات لهذه الشركة.  

تضمّنت الخطة سلسلة من الشركات كواجهة، وبعد التحقيق في هذا النشاط، وضعت الخزانة الأمريكية 9 أفراد وكيانات على قوائم الإرهاب في أيار (مايو) 2018.

الخارجية الأمريكية: إيران اشترت معدات من ألمانيا لتزييف العملة اليمنية لدعم جماعة الحوثي باليمن وإطالة أمد الصراع

وكانت واشنطن قد وضعت شركة "ماهان إير" على قوائم الإرهاب في عام 2011، لتقديمها الدعم للحرس الثوري، وقد أوقفت العديد من البلدان في أوروبا والشرق الأوسط رحلات الشركة في السنوات الأخيرة بسبب مخاوف بشأن أنشطتها.  

بالإضافة إلى كل ذلك، فشلت طهران باستمرار في تنفيذ المعايير الدولية لمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، على النحو الذي حددته مجموعة العمل المالي، وفشل النظام الإيراني في الوفاء بالتزاماته، لذلك حددت مجموعة العمل المالي إيران على أنها عالية المخاطر وغير متعاونة، ودعت أعضاء مجموعة العمل المالي إلى اتخاذ خطوات لحماية النظام المالي الدولي من المخاطر الناشئة من إيران.

من عام 2016 حتى شباط (فبراير) 2020، علقت مجموعة العمل المالي دعوتها لاتخاذ تدابير مضادة ضد إيران رداً على التزام سياسي رفيع المستوى من الحكومة الإيرانية بتنفيذ بعض الإصلاحات في خطة عمل من 10 خطوات، ولكن فشل النظام في تنفيذ 9 من بنود الخطة، ممّا دفع مجموعة العمل الدولية إلى فرض تدابير مضادة للنظام المالي في إيران.

 

الولايات المتحدة تفرض عقوبات على القاضي سيد محمود سادتي والقاضي محمد سلطاني ومحكمة شيراز الثورية وسجون عادل أباد وأرومية ووكيل أباد

 

وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في بيان نشرته وكالة "رويترز": إنّ الولايات المتحدة فرضت عقوبات على القاضي سيد محمود سادتي والقاضي محمد سلطاني والفرع الأوّل من محكمة شيراز الثورية وسجون عادل أباد وأرومية ووكيل أباد.

وقال الممثل الأمريكي الخاص لإيران وفنزويلا إليوت أبرامز: إنّ العقوبات استهدفت قاضياً حكم بالإعدام على المصارع الإيراني نويد أفكاري.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية