أيام التوتر في العراق... ذكرى مقتل سليماني تحل وسط تحدي تقويض الميليشيات

أيام التوتر في العراق... ذكرى مقتل سليماني تحل وسط تحدي تقويض الميليشيات


31/12/2020

تحلّ في غضون أيام الذكرى الأولى لمقتل قائد فيلق الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، وسط تحدٍّ عراقي بارز يتمثل في تقويض الميليشيات العراقية الموالية لإيران، والتي كان سليماني المهندس الرئيسي لها، ليس فقط في العراق ولكن في لبنان واليمن.

وفيما يُستبعد أن تُقدم إيران على فعل أحمق في حقّ الولايات المتحدة في ذكرى مقتل سليماني، 3 كانون الثاني (يناير) بغارة أمريكية داخل العراق، وذلك لترقب النظام الإيراني لتحسن في العلاقات بعد وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني (يناير) المقبل، فإنّ الأمر نفسه لا ينطبق على الميليشيات العراقية الموالية لطهران في العراق واستهداف المصالح الأمريكية في العراق.

اقرأ أيضاً: ميليشيات تهدد رئيس الوزراء العراقي في ذكرى اغتيال "سليماني" و"المهندس

وفي إشارة إلى ارتفاع مستوى الخطر ذاك، كشفت مصادر أمريكية عن تصاعد كميات السلاح الإيراني المتدفق إلى العراق خلال الفترة الماضية، مؤكدةً أنّ قادة الميليشيات العراقية عقدوا اجتماعاً مع ضباط إيرانيين من فيلق القدس.

كما أكدت المصادر أنّ التهديدات الإيرانية للمصالح الأمريكية في المنطقة جدّية، وأنّ الأوضاع في العراق باتت خطيرة جداً، خاصة مع التحركات الأخيرة التي تجريها الميليشيات، بحسب ما نقله موقع "العربية".

وكان قائد القيادة المركزية الأمريكية فرانك ماكنزي قد أعلن، في وقت سابق، أنّ تحليق قاذفات بي 52 في الشرق الأوسط يوجّه رسالة واضحة ورادعة إلى كلّ من ينوي إلحاق الأذى بالأمريكيين أو مصالحهم، لافتاً إلى أنها جاءت بهدف ردع أيّ عدوان.

في إشارة إلى ارتفاع مستوى الخطر ذاك، كشفت مصادر أمريكية عن تصاعد كميات السلاح الإيراني المتدفق إلى العراق خلال الفترة الماضية

ومن ثمّ، فإنه من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة عدة عمليات تقف خلفها تلك الميليشيات، لتوجيه رسالة إلى الولايات المتحدة، من جهة، أنّ مقتل سليماني لم يمرّ ولن تمرّ ذكراه بسلام، ومن جهة أخرى، إلى الحكومة العراقية التي تحاول تقليم أظافر تلك الميليشيات، فيما يضع تنفيذ أي عمليات جديدة تلك الحكومة في موقف حرج أمام الإدارة الأمريكية، ويظهرها بمظهر العاجز.

وكان رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي قد شدّد قبل يومين على أنّ بلاده لن تسمح للسلاح المنفلت بتهديد أمن الدولة.

وتواصل الميليشيات المسلحة تحديها للسلطة العراقية، وإصرارها على التعامل كدولة داخل الدولة، وفي ذلك الإطار، أفادت وسائل إعلام عراقية أنّ مصدراً أمنياً في قيادة شرطة نينوى أكد أنّ ميليشيات الحشد الشعبي اعتقلت 3 أشخاص في منطقة الإصلاح الزراعي، يُشتبه في حرقهم صوراً لسليماني والمهندس علّقها مسلحو الحشد في شوارع المدينة.

وأوضح مصدر لـ"العربية"، لم تسمّه، أنّ تشكيلات من الحشد شنّت حملة مداهمة وتفتيش في عموم مناطق الموصل بحثاً عن مجهولين أحرقوا صور سليماني والمهندس.

ومن جهة أخرى، أفاد المصدر ذاته أنّ عدداً من قيادات الميليشيات الموالية لإيران، من بينهم أكرم الكعبي زعيم فصيل النجباء، وهادي العامري زعيم فيلق بدر، غادروا بغداد بعد منتصف الليل بالتوقيت المحلي للعاصمة بغداد.

اقرأ أيضاً: ين مقتل سليماني وخطر الاحتجاجات.. "ضبابية المشهد" تخيم على إيران في 2021

وأضاف المصدر أنّ مواكب سيارات متعددة غادرت مجموعة الجادرية، حيث مقرّ أغلب قادة الأحزاب والميليشيات ونواب ووزراء وقيادات الحشد الشعبي، بمواكب متفرقة إلى إيران عبر الطريق البري في محافظة ديالى عبر منفذ المنذرية، وفريق آخر عبر محافظة واسط عن طريق منفذ زرباطية، وأنّ القيادات الولائية التي تسكن المنطقة الخضراء تركوها نهار الأربعاء.

تواصل الميليشيات المسلحة تحديها للسلطة العراقية وإصرارها على التعامل كدولة داخل الدولة حيث اعتقلت 3 أشخاص يُشتبه في حرقهم صوراً لسليماني

وبيّن المصدر أنّ اجتماعاً ضمّ عدداً من قيادات تلك الميليشيات بدأ بعد ساعات من استهداف مطار عدن من قبل الحوثيين، واستمرّ حتى وقت متأخر، توصلت فيه تلك القيادات إلى الخروج إلى إيران وبطريقة تمويه حتى لا ينكشف أمرهم للطيران الأمريكي المكثف في سماء العراق، وأنّ الجنرال إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، أمر تلك القيادات بمغادرة العراق خشية توجيه ضربة عسكرية من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خصوصاً بعد تطوّر الموقف في عدن.

إيران تهدّد

وفيما يتوقع أن تنفذ الميليشيات العراقية الموالية لطهران عمليات انتقامية ضدّ الأهداف الأمريكية بالتزامن مع ذكرى مقتل سليماني، واصلت إيران إرسال تهديداتها إلى الولايات المتحدة.

وهدّد قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، الرئيس الأمريكي ومسؤولين أمريكيين آخرين، بمن فيهم وزيرا الخارجية والدفاع، ورئيس المخابرات المركزية الأمريكية CIA بالقتل.

وقال قاآني خلال جلسة مغلقة للبرلمان الإيراني، في ذكرى مقتل قاسم سليماني: "لقد تلقى الأمريكيون حتى الآن صفعة الأجهزة وصفعة البرامج"، رافضاً الإدلاء بمزيد من التفاصيل في هذا الخصوص.

ونقلت وكالة "فارس" التابعة لـ"الحرس الثوري" عن نائب مدينة تبريز أحمد علي رضا بیغي قوله: إنّ قاآني أطلع النواب على جاهزية الميليشيات الموالية لإيران في المنطقة.

وقال النائب: إنّ قاآني أبلغ نواب البرلمان أنّ "زوال القوات الأمريكية بات وشيكاً، بسبب الإجراءات التي على أجندة قوات المقاومة"، في إشارة إلى ميليشيات يرعاها "الحرس الثوري".


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية