إخوان الجزائر ورقة تركية في معركة مستمرة ضد ماكرون

إخوان الجزائر ورقة تركية في معركة مستمرة ضد ماكرون


25/11/2020

تحولت الأحزاب المنتمية الى الإسلام السياسي في العالم العربي والاسلامي ومن بينها الجزائر الى ذراع لخدمة الأجندات التركية بحجة الدفاع عن الإسلام او بحجج الدفاع عن السيادة الوطنية من الضغوط الفرنسية.
وفي هذا الصدد هاجم عبدالرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، أكبر الأحزاب الإسلامية في الجزائر، بشدة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قائلا أن الجزائر تتجه نحو معالم "الدولة الفاشلة إذا لم يتم الاستدراك فورا".
وياتي هذا التصريح بعد ان قال ماكرون بأنه يدعم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الذي وصفه بـ" الشجاع" لإنجاح " الانتقال" في بلاده.
وكتب مقري في منشور عبر صفحته على  موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك الاثنين " ظننا أن الحراك حررنا إلى الأبد وأنه سيجسد الإرادة الشعبية وسيادتنا النهائية على بلدنا، فإذا به تتعمق أزماتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتزيد عليها مخاطر ثقافية لم تكن في الحسبان، لم تسلم منها حتى المؤسسات السيادية".
وأضاف"وفي ظل كل هذا تصبح حالة الغموض الشديد بخصوص المستقبل هي السائدة. عند الوصول إلى هذا الوضع تكشف فرنسا أطماعها علانية وبشكل مباشر للتدخل في شؤوننا وإلحاقنا لعمقها الاستراتيجي في غياب تام للمقاومة الرسمية".

وتابع "حين تصبح الدولة فاشلة، لا قدر الله، إما تلحق بالمستعمر الطامع قطعة واحدة، دون الحاجة لوجود عساكر له نحاربهم على أرضنا، أو تُجزّءُ البلادُ لتتداعى عليها الأمم قطعة قطعة".
وقال أنه لم يكن للرئيس الفرنسي الجرأة للحديث عن دعم الرئيس الجزائري "في شأن سياسي داخلي لو لم تكن الدولة الجزائرية في وضع سيء لا يسمح لها بالرد عليه".
وأوضح مقري أن ماكرون " يتصرف بذهنية استعمارية فجة، فيعتبر الجزائر غير قادرة على قيادة نفسها بنفسها، فلا بد لها من الحماية، وهو حينما يتحدث عن دعم الرئيس يَدعمه ضد من؟ هل يدعمه ضد شعبه الذي رفض الدستور؟، أم يدعمه ضد من يعارضه بكل شرعية على مستوى الطبقة السياسية؟".
وأشار مقري إلى أن فرنسا هي سبب بلاء الجزائر بـ"عبث أتباعها، والذين ربطوا مصالحهم بمصالحها، بمقدراتنا لأجلها؟ لقد تجاوز هذا الرئيس المستخف بنا وبمقدساتنا حدوده، وهو حينما يسيء للرئيس بإعلان دعمه له للنجاح في الانتقال، يسيء لنا جميعا كجزائريين".
وقال أن "الأغلبية داخل المجتمع ( الجزائري) لا تزال تقاوم النوايا الاستعمارية السيئة، بيد أنه ذكر أن الخطر اليوم أصبح يأتي من داخل الدولة".
وطالب مقري من سمّاهم "الوطنيين من داخل الدولة والمجتمع وأصحاب الضمائر الحية، للتحرك حماية للبلد كما فعل أسلافهم في مواجهة الاستعمار".
لكن خطاب مقري لا يمكن فصله عن الصراع الفرنسي التركي في المنطقة والذي تصاعد عقب ملف الرسوم المسيئة للنبي وما تبعها من عمليات ارهابية شهدتها فرنسا.
وأصبحت التنظيمات الإسلامية التي تحظى بغطاء تركي تساند السياسات التركية في استهداف فرنسا وقيمها ليس من اجل الدفاع عن الإسلام كما يدعي مسوقوها ولكن للحفاظ على الهيمنة التركية في المتوسط والمنطقة العربية ككل.

وكانت الأحزاب الإسلامية الاخوانية في العالمين العربي والإسلامي دعت الى مقاطعة المنتجات الفرنسية بحجة الدفاع عن النبي محمد لكنها فيما يبدو انخرطت في الأجندات التركية وصراعها داخل عدد من الساحات والفرع الجزائري ليس بعيدا عن هذه التجاذبات.
لكن ما يلاحظ في المثال الجزائري ان الاحزاب الاخوانية استدعت قيم السيادة الوطنية في مواجهة فرنسا في وقت تتهم فيه تلك الاحزاب بانتهاك السيادة من خلال فتح المجال للهيمنة التركية.
كما استحضرت هذه الاحزاب الفترة الاستعمارية لدغدغة مشاعر الجزائريين لكنها في المقابل احرجت الدولة الجزائرية بالتقليل من شانها كما أحرجت الرئيس تبون بعد ان اظهرته وكانه خاضع للضغوط الفرنسية وهو ما يشير الى صدام قريب بين السلطات الجزائرية وحزب مقري.
وبالتالي فان عبد الرزاق مقري وحزبه ارادا ضرب عصفورين بحجر اولا الطعن في قدرة الرئيس الجزائري على حماية السيادة الوطنية ودعم تركيا في خلافها مع فرنسا.

لكن الاخطر في كلام مقري هو دعوته لمن وصفهم بالوطنيين من داخل الدولة لمواجهة التدخلات الفرنسية في الشؤون الداخلية للجزائر وهو بالتالي يشكك في قدرة الرئيس تبون على حماية السيادة الوطنية.
والاحزاب الاخوانية الجزائرية تعرضت لانتقادات داخلية وخارجية بسبب دعمها للمشروع التركي بالرغم من ان الجزائر من اكثر الدول المتضررة من تدخلات انقرة خاصة في ليبيا عبر نقل الارهابيين والمرتزقة.
كما ان اخوان الجزائر تضرروا بدورهم كبقية افرع التنظيم من الحملة التي تشنها الحكومة الفرنسية لكبح جماح التطرف عبر استهداف الجمعيات الداعمة للفكر الاخواني.

عن "ميدل إيست أونلاين"


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية