الإخوان المسلمون.. توتر بين حماس وتركيا ورهانات على التطرف

الإخوان المسلمون.. توتر بين حماس وتركيا ورهانات على التطرف


19/12/2020

تواصل جماعة الإخوان في العراق مناوراتها ومساوماتها السياسية، مدعومة من الأذرع الإيرانية، بهدف التمكن من المشهد السياسي، بينما أفادت تقارير بوجود توتر شديد في العلاقات بين حركة حماس وتركيا، بسبب أنشطة استخباراتية حمساوية أزعجت الأجهزة الأمنية التركية، في حين تتكشف كل يوم عناصر المؤامرة القطرية الرامية إلى دعم صعود الإخوان وهيمنتهم على المراكز الإسلامية في أوروبا بشكل عام، وفرنسا على وجه الخصوص، بينما تواصل الأذرع السياسية للإخوان رهانها المتطرف على التنظيمات المتشددة في شبه الجزيرة الهندية والشرق الأقصى.

إخوان العراق ومساعي الهيمنة السياسية

يحاول الإخوان في العراق التماهي مع النظام السياسي، من أجل الوصول إلى أكبر قدر ممكن من المكاسب السياسية، عن طريق المساومات، وتوظيف السيطرة على قطاع من أنصار الإسلام السنّي، لصالح عناصر الحكم المدعومة من طهران.

وفي هذا الإطار، التقى الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي، الذراع السياسي للإخوان المسلمين، رشيد العزاوي، برئيس الجمهورية، برهم صالح، في قصر السلام ببغداد، وجرى خلال اللقاء بحث المستجدات السياسية، وتهيئة مستلزمات إجراء الانتخابات المقبلة، والتي تسعى من خلالها الجماعة إلى تحقيق انتصار سياسي، يدفعها نحو مقاعد الصدارة، حيث أكّدت تقارير أنّ العزاوي، طرح اسمه كبديل عن رئيس مجلس النواب الحالي، محمد الحلبوسي، وفي سياق هذا المسعى، طالب الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي، بتعديل قانون الانتخابات الحالي، بما يتوافق مع استراتيجية الجماعة.

يحاول الإخوان في العراق التماهي مع النظام السياسي لتحقيق أكبر قدر من المكاسب السياسية

من جهة أخرى، وفي سياق تدخلات أفرع التنظيم المتعددة لرفع الضغط عن قطر، التقى الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي، السفير الكويتي في العراق، سالم الزمانان، وبحث معه تكثيف الدور الكويتي في ملف المصالحة الخليجية.

بوادر توتر بين حماس وتركيا

رصدت مصادر متعددة توتراً في العلاقات ما بين تركيا وحركة حماس، في الآونة الأخيرة، وأرجع مراقبون ذلك إلى الأنشطة غير المسموح بها، والتي تمارسها عناصر تابعة لحركة حماس في الأراضي التركية، وتسببت في غضب الأجهزة الأمنية هناك.

كانت جريدة "التايمز" اللندنية قد أشارت إلى وجود أنشطة سريّة لعناصر حمساوية في تركيا، تتبع أجهزتها الاستخباراتية، حيث كونت حماس خلية لممارسة أنشطة التجسس، وذلك لمراقبة الخصوم السياسيين للحركة في تركيا، وكتابة تقارير يومية عن تحركاتهم، وكذلك نشطت الخلية في مراقبة المشكوك في ولائهم من عناصر الحركة، وذكرت تقارير أنّ السلطات التركية فتحت تحقيقاً فور اكتشافها لتلك الأنشطة السريّة، التي رأت أنّها تمثل تهديداً للأمن القومي التركي.

الإخوان وقطر والمزيد من سقوط الأقنعة

كشف جون برنار بيناتل، المسؤول الفرنسي السابق في المخابرات الفرنسية، ما وصفه بالدور التاريخي الذي قامت به قطر، لدعم التمدّد الإخواني في فرنسا، مؤكداً أنّ الدوحة مولت ما يقرب من 500 مسجد ومئات من المنظمات التابعة للجماعة، ولفت إلى أنّ الدوحة هي "الأكثر تأثيراً ونفوذاً وسيطرة على إخوان فرنسا، ومتورطة جداً في هذا الانحراف والتطرف في فرنسا، وأنّ أردوغان قام باستغلال الجالية التركية هناك، خاصة القوميين من حزب العدالة والتنمية".

اقرأ أيضاً: من يشغّل أموال "الإخوان" في مصر وغيرها؟

وفي السياق نفسه، قالت جاكلين أوستاش، القيادية بالحزب الجمهوري الفرنسي، إنّ "ممارسات قطر تطرح التساؤلات، ولا يمكن أن نقبل ما تفعله تلك الدولة، وهي التي تحتاج إلينا، ونحن لا نحتاج إلى الأموال التى تدعم الإخوان".

من جهة أخرى، قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، في تقرير لها حول المصالحة العربية مع قطر، إنّ الدوحة قد تتخلص من بعض قادة الإخوان، في الأسابيع المقبلة، وأنّه "من المتوقع أن تكرر قطر، هذه الخطوة على غرار ما فعلته إبان الأزمة الأولى مع السعودية والإمارات، في العام 2014".

الإخوان في ماليزيا ومحاولات أسلمة الدولة

يواصل الحزب الإسلامي الماليزي(PAS) ، الذراع السياسي للإخوان المسلمين، مساعيه الرامية إلى أسلمة المملكة الاتحادية، ضمن مراحل التمكين التي تتبعها الجماعة، حيث طالب، قمر الزمان محمد، القيادي بالحزب الإسلامي، بإنشاء لجنة ملكية تختص بصندوق ادخاري للحج، كمؤسسة مملوكة للمسلمين، لمواجهة ما أسماه بالعقبات الإدارية، على الرغم من أنّ المملكة تدير شؤون الحج بسلاسة منذ عقود طويلة، ما يكشف رغبة الإخوان في السيطرة على الشعيرة المقدسة، وتوظيفها سياسياً وانتخابياً.

أرجع مراقبون توتر علاقات تركيا وحماس إلى الأنشطة غير المسموح بها للحركة في الأراضي التركية

وعلى الرغم من الطابع المدني لماليزيا، كمملكة متعددة الطوائف، استخدم الحزب الاسلامي، مفاهيم وشعارات دينية، وذلك أثناء المشاركة في الاحتفالات الخاصة بعيد ميلاد سلطان سلانجور، والذي وصفه بيان الحزب برمز السيادة الإسلامية.

من جهة أخرى، ومع تصاعد المشكلات السياسية في ولاية بيراك، وتورط الحزب الماليزي الإسلامي في إرباك المشهد، شنّت الصحف القومية الماليزية هجوماً حاداً على الحزب، الذي وصفته بالتطرف والعنصرية والفساد السياسي.

الجماعة تقود موجة التطرف في باكستان وبنغلاديش

تواصل الجماعة الإسلامية، الذراع السياسي للإخوان المسلمين، في باكستان حشد القواعد الأصولية والمتطرفة، في سياق حملات مقاطعة المنتجات الفرنسية، والتي جاءت ذريعة لاختبار قدرة الجماعة على ممارسة الضغط على النظام السياسي؛ حيث هددت بتجريد تظاهرات حاشدة في حال لم تستجب الحكومة الباكستانية لمطلبها المباشر بالمقاطعة الرسمية، وطرد السفير الفرنسي، وذلك بالتحالف مع حركة "لبيك" المتشددة، سعياً نحو إعادة التموضع في المشهد السياسي، وجذب تأييد الشارع من خلال خطاب شعبوي شديد التطرف.

توقعت مجلة "فورين بوليسي" أنّ تتخلص الدوحة من بعض قادة الإخوان في الأسابيع المقبلة

وفي بنغلاديش أصدر أمير الجماعة الإسلامية، الشيخ شفيق الرحمن، بياناً يوم الخميس الموافق 11 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، دعا فيه إلى المضي قدماً في حركة إقامة مجتمع إسلامي في البلاد، على ضوء الخريطة التي رسمها مساعد الأمين العام للجماعة الإسلامية، عبد القادر ملا، الذي قال إنّ الحكومة قتلته بطريقة مخططة وممنهجة في العام 2013.

يذكر أنّ محكمة الجرائم الدولية في بنغلاديش، وجهت إلى عبد القادر ملا، اتهامات تتعلق بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وذلك أثناء صراع الانفصال عن باكستان، والذي خلف عشرات الآلاف من القتلى، حيث شارك ضمن ميليشيات عسكرية موالية لباكستان، وأدين بالتسبب بشكل مباشر في قتلى 344 من أنصار الاستقلال، بالإضافة إلى لائحة طويلة من جرائم الحرب، تتعلق بالاغتصاب وهتك العرض وغيرها، ونفذ فيه حكم الإعدام في أواخر العام 2013.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية