العراق: حريق مستشفى الحسين يشعل مظاهرات "ذي قار" مجدداً ضد الفساد

العراق: حريق مستشفى الحسين يشعل مظاهرات "ذي قار" مجدداً ضد الفساد


15/07/2021

أعادت كارثة حريق مستشفى الحسين التعليمي في محافظة ذي قار المتظاهرين إلى الشارع، وبالخيام إلى مواضعها السابقة في الميدان، معلنة فشل النظام في احتواء أزمات المحافظة التي تفتقر إلى الخدمات والأمن، وأخيراً القدرة على حماية مرضى المستشفى وذويهم.

وأعلنت وزارة الصحة العراقية، في بيان صحفي أمس، الحصيلة الرسمية لضحايا حريق مستشفى الحسين التعليمي في محافظة ذي قار، الذي اندلع في 12 الشهر الحالي، وذكرت أنّ مجموعهم بلغ " 60شهيداً، بينهم 21 جثة مجهولة الهوية".

وكانت مديرية صحة ذي قار أعلنت في وقت سابق، أنّ الحريق "ناجم عن عدم التعامل الصحيح مع عبوات الأوكسجين".

 الحادثة سبقتها في نيسان الماضي حادثة مشابهة ببغداد لقي فيها 27 شخصاً على الأقل حتفهم

من سخرية القدر أن تكون الكارثة الجديدة التي تشهدها المحافظة الواقعة جنوب بغداد حريقاً في مستشفى مخصص لعزل مصابي فيروس كورونا، بعد شهرين من تعيين رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، طبيباً ومسؤولاً سابقاً في دوائر المحافظة الصحية، محافظاً في محاولة لامتصاص غضب المتظاهرين من أهالي المحافظة.

كارثة حريق مستشفى الحسين التعليمي في محافظة ذي قار أعاد المتظاهرين إلى الشارع

واللافت أنّ الحادثة ليست الأولى من نوعها، فقد سبقتها في نيسان (إبريل) الماضي حادثة مشابهة في بغداد، قدّم على إثرها وزير الصحة استقالته، ولقي فيها27  شخصاً، على الأقل، حتفهم وأصيب أكثر من 30 آخرين، بعد أن اندلع حريق ضخم بوحدة للعناية المركّزة مخصّصة لعلاج مرضى كوفيد-19 في مستشفى ابن الخطيب بمنطقة جسر ديالي بالعاصمة العراقية بعد انفجار صهريج أكسجين.

إقرأ أيضاً: العراق: حصيلة ضحايا مستشفى الحسين بالناصرية... والكشف عن المسببات

وفيما كانت بغداد تعاني في نيسان (إبريل) الماضي من أثر الفاجعة، كانت ذي قار أيضا تعاني الأزمات، ويتساءل مواطنوها عن مدى قدرة المحافظ الجديد أحمد الخفاجي على معالجة أزمات المحافظة التي لم تنقطع فيها التظاهرات تقريباً منذ احتجاجات تشرين الأول (أكتوبر) 2019، والتي دفعت الثمن باغتيال الكثير من أبنائها على أيدي الميليشيات المسلحة.

وكان محافظ ذي قار السابق قد استقال في 26 شباط (فبراير) الماضي، إثر احتجاجات شعبية تشكو العوز، في ظل انقطاع المياه والكهرباء وتردي الأوضاع المعيشية على نحو يفوق غيرها من المناطق العراقية.

وجاء الخفاجي محملاً بطموحات كبيرة، فقال وقت اختياره إنه يملك خطة لإدارة المحافظة بمشاركة متخصصين وعلى عدة مستويات؛ أولها "العاجل والطارئ لمعالجة الأزمات الطارئة، هناك مشكلة في المياه وشحها في بعض مدن الناصرية وستكون لها الأولوية، وكذلك الارتقاء بالخدمات البلدية من حيث تنظيف المدن، إضافة إلى تأسيس غرفة عمليات للكهرباء سيتم تشكيلها من خبراء ومختصين، ومنعقدة على مدار 24 ساعة لمعالجة واقع الكهرباء على وجه السرعة".

  لم تنجح وعود الكاظمي بتهدئة الشارع العراقي ونصب المئات من أهالي المحافظة خيام الاعتصام وسط الناصرية

أمّا المستوى الثاني، فقد أشار إلى أنه يتمثل في "حزمة من المشاريع سترى النور قريباً، إضافة إلى الخطة الاستراتيجية بعيدة المدى، وهذه في المستوى الثالث، فالمحافظة رُصدت لها أموال كبيرة للعام الجاري، وستتم ترجمة هذه الأموال على شكل مشاريع تغطي حاجة المواطن في جميع مدن المحافظة"، بحسب ما نقله موقع "إندبندنت" عربية.

تشتعل الاحتجاجات بسبب الفساد في العراق

وفي شأن قضايا المختطفين في المحافظة، أكد أنّ "هذا الملف له أولوية كبرى، وسنعيد التحقيق ودراسة الملفات المتعلقة بهم، ونعيد دراسة ما تم التوصل إليه في الفترة السابقة".

ومع تلك الوعود، هدأت المظاهرات لكنها لم تنقطع، بل استمرت من حين إلى آخر، وكان آخرها قبل يومين من فاجعة المستشفى التي أعادت ليس فقط التظاهرات بل الخيام أيضاً، في مؤشر على ارتفاع الغضب الشعبي، وفي وقت حرج للغاية يستعد فيه العراق لانتخابات مبكرة في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، التحدي الأبرز فيها هو الأمن.

إقرأ أيضاً: الكاظمي مطالباً أمريكا وإيران: صفوا حساباتكم بعيداً عن العراق

وكان الأمن العراقي قد فضّ تظاهرة للخريجين أمام مبنى ديوان محافظة ذي قار في 11 تموز (يوليو) الجاري، اعتراضاً على عدم إيجاد فرص عمل.

وعقب أيام، عادت التظاهرات الغاضبة وغابت قوى الفض، في محاولة لاستيعاب غضب الشارع الذي فقد 60 شخصاً في حريق مستشفى الحسين المروع، والمخصص لعزل مصابي فيروس كورونا.

وقالت وزارة الصحة العراقية أمس إنّه "بعد اتمام إجراءات الدفاع المدني والطب العدلي في المحافظة، فإنّ مجموع شهداء حادثة مستشفى الحسين، بلغ 60  شهيداً، بينهم 21 جثة مجهولة الهوية".

وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قد تعهد "بعدم التسامح" مع الفاسدين أو "المتلاعبين بأرواح العراقيين"، مؤكداً الحاجة إلى "إطلاق عملية إصلاح إداري شامل في العراق"، وذلك عقب الحريق الذي شهدته مستشفى الحسين.

وأضاف أنه أمر بتشكيل لجنة "عالية المستوى" للتحقيق بحادثة مستشفى الحسين في الناصرية، مؤكداً أنّ اللجنة ستعلن نتائجها "خلال أسبوع"، وأنّ "المقصر والمتلاعب سيحاسب"، مؤكداً الحاجة إلى "إطلاق عملية إصلاح إداري شامل" في البلاد، تبدأ بـ"فصل العمل الإداري عن النفوذ السياسي"، ملوحاً بوجود "هدف سياسي" خلف "قتل العراقي لأخيه".

ولم تنجح وعود الكاظمي في تهدئة الشارع العراقي، وبحسب ما أورده "مرصد مينا" نقلاً عن مصادر في الحراك العراقي، لم يسمّها، فإنّ "المئات من أهالي المحافظة نصبوا خيام الاعتصام في ساحة الحبوبي وسط الناصرية، احتجاجاً على سوء الإدارة والفساد التي تشهدها مؤسسات الدولة في المحافظة".

واعتبرت المصادر أنه "بسبب سوء الإدارة والفساد وغياب العقاب والرقابة، قتل المرضى في مستشفى الحسين التعليمي"، مشيرة إلى أنّ الحراك الشعبي أعاد نصب الخيام كرسالة جديدة على أنّ الوضع السائد سابقاً في المحافظة يجب أن يتغير جذرياً".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية