العراق يعتزم بناء المدينة الإبراهيمية... ما علاقة بابا الفاتيكان؟

العراق يعتزم بناء المدينة الإبراهيمية... ما علاقة بابا الفاتيكان؟


11/09/2021

تعتزم الحكومة العراقية بناء المدينة الإبراهيمية بجوار أور، كما أعلن عن ذلك عامر عبد الرزاق مدير آثار محافظة ذي قار، وذلك بعد زيارة بابا الفاتيكان لها في شهر آذار (مارس) الماضي. 

ومن المتوقع أن تساهم الخطوة في إنعاش السياحة الدينية في العراق، إذ باتت الأضواء مسلطة حول العالم على مدينة أور التاريخية العراقية لأهميتها الروحية والأثرية، الواقعة في محافظة ذي قار جنوبي البلاد.

كانت أور من أهم محطات الزيارة البابوية التاريخية للعراق، وقد أقام فيها صلاة الأديان "من أجل أبناء وبنات إبراهيم"، بمشاركة أتباع مختلف الديانات والطوائف العراقية

وعلى وقع ذلك، تسعى السلطات العراقية للنهوض بالمدينة وتطوير بناها التحتية، بما يليق بمكانتها، وبما يسهم في الارتقاء بالواقع الأثري والسياحي العام لبلاد الرافدين، الزاخرة بالمواقع التاريخية التي تعبّر عن العمق الحضاري العراقي ، بحسب ما أورده موقع "سكاي نيوز".

وكانت أور من أهم محطات الزيارة البابوية التاريخية للعراق، وقد أقام فيها صلاة الأديان "من أجل أبناء وبنات إبراهيم"، بمشاركة أتباع مختلف الديانات والطوائف العراقية، تأكيداً على قيم السلام والتعايش والتسامح والأخوة الإنسانية، لا سيّما أنّ تلك الصلاة، وما حملته من معانٍ ورسالات، تمّت في مهد الديانة الإبراهيمية.

وتُعدّ أور، بحسب مختلف الديانات السماوية، مسقط رأس النبي إبراهيم، وهو بمثابة الأب الروحي لتلك الديانات التوحيدية.

وقال عبد الرزاق  في حوار مع موقع "سكاي نيوز": "بعد زيارة الحبر الأعظم قداسة البابا للعراق ولمدينة أور، التي أقام فيها أول صلاة إبراهيمية، مؤكداً أنه قد أتى حاجاً إليها، فهذا إقرار بطبيعة الحال من أعلى سلطة مسيحية بالعالم في الفاتيكان أنه قد ولد هنا النبي إبراهيم، وأنّ أور محط الحج المسيحي الأكبر".

وأضاف: "وقد كان لزيارة البابا وقعها الإيجابي الكبير على العراق، في مختلف الصعد سياسياً واقتصادياً ودبلوماسياً، وهكذا بادرت الحكومة العراقية لطرح مشروع قرار 38 الذي يعنى بتطوير مدينة أور وتأهيلها".

وقال: "أكد وزير الحج المسيحي في زيارته الأخيرة للعراق أنّ الفاتيكان يعتزم تنظيم رحلات حج جماعية كبرى لأور في المستقبل القريب، وهذا تطور لافت ومهم ينعكس بشكل إيجابي على العراق، خاصة على الصعيد الاقتصادي، وتنشيط حركة السياحة".

وأردف مدير عام آثار ذي قار: "نأمل أن يتم رصد المزيد من الأموال اللازمة لإقامة مشروع المدينة الإبراهيمية محاذية لمدينة أور، وقد تم رصد 19 مليار دينار عراقي لتنفيذه لحدّ الآن، وهي ستكون عبارة عن مدينة تضم مختلف المشاريع الحكومية والاستثمارية، كالفنادق والمراكز السياحية والترفيهية، فضلاً عن المتاجر والأسواق العصرية والتراثية وغيرها من مرافق خدمية، وهناك مواطن مسيحي عراقي تبرع ببناء كنيسة ومسجد ومركز لحوار الأديان في المدينة الإبراهيمية، وقد رحبنا بذلك بطبيعة الحال.

تُعدّ أور، بحسب مختلف الديانات السماوية، مسقط رأس النبي إبراهيم، وهو بمثابة الأب الروحي لتلك الديانات التوحيدية.

واستطرد: "الموافقات النهائية صدرت واكتملت الإجراءات، والأمانة العامة لمجلس الوزراء في تنسيق متواصل مع مختلف الوزارات المعنية بالمشروع، كالكهرباء والمالية والبلديات والنقل وغيرها، وتم تحديد موقع المدينة الإبراهيمية التي سيبدأ العمل على بنائها خلال أيام قليلة جداً".

وعن توقيت الانتهاء من المشروع يقول المسؤول العراقي: "العمل مفتوح المدة مبدئياً، وهو سينجز على مراحل، وقد وعدتنا الحكومة بتخصيص التمويل اللازم للمشروع، خلال ميزانية العام المقبل أيضاً، ونحن منفتحون على الشركات العالمية الرصينة للإسهام والمشاركة في تشييد وتمويل هذا الصرح المهم، الذي يحمل أبعاداً ثقافية وروحية عالمية".

وتابع عبد الرزاق: "نسعى خصوصاً لاستقطاب الشركات الخليجية للمشاركة، لما تتمتع به دول الخليج العربية من تجارب ناجحة خاصة في مجال الارتقاء بقطاع السياحة، ونهدف هنا خاصة لنقل التجربة الإماراتية والاستفادة منها في مجال الصعود الاقتصادي الكبير، وتطوير صناعة السياحة واستقطاب ملايين السياح الأجانب حول العالم، ونحن على ثقة من أنّ أشقاءنا في دولة الإمارات لن يبخلوا علينا بالدعم والمشورة والإسناد".

ويضيف المسؤول العراقي: "هذا المشروع التاريخي يندرج بالطبع في سياق التوجه الجديد المعتمد لدى الحكومة العراقية لتنويع مصادر الدخل، والتوجه نحو الاقتصادات البديلة، وفي مقدمها تطوير قطاع السياحة والآثار".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية