الفرنسيون يردون على أردوغان... إلى ماذا دعوا؟

الفرنسيون يردون على أردوغان... إلى ماذا دعوا؟


05/11/2020

وقّع آلاف المواطنين في فرنسا على عريضة يطالبون فيها بمقاطعة المنتجات التركية، رداً على سياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لتجمع العريضة الإلكترونية التي نشرت على موقع change.org أكثر من 12 ألف شخص حتى أمس.

العريضة هاجمت سياسات الرئيس أردوغان الخارجية، ومساعيه لتعزيز العلاقات مع منظمات مصنفة في الكثير من الدول تنظيمات إرهابية، وفق صحيفة "زمان" التركية.

كما تأتي الحملة رداً على حملة أطلقها أردوغان لمقاطعة المنتجات الفرنسية، بسبب تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول الإسلام، وقال حينها أردوغان إنّ ماكرون يحتاج إلى فحص قواه العقلية، واستدعت باريس سفيرها في تركيا رداً على ذلك.

آلاف الفرنسيين يوقعون على عريضة إلكترونية لمقاطعة المنتجات التركية لضرب موارد أردوغان المالية

وقال مطلقو الحملة في بيان: "يستخدم رجب طيب أردوغان صراعه مع الرئيس ماكرون ملوحاً بالإسلاموفوبيا لإلهاء شعبه عن الصعوبات الاقتصادية الشديدة التي تمرّ بها تركيا وانخفاض قيمة الليرة التركية يوماً بعد يوم.

وكان الرئيس أردوغان قد أثار بالفعل الكراهية ضد الفرنسيين والأوروبيين، داعياً إلى العنف ضدهم، "إذا استمرت أوروبا على هذا الطريق، فلن يتمكن أيّ أوروبي في أيّ جزء من العالم من السير في الشوارع بسلام. أوروبا سوف تعاني".

كما جاء أيضاً في البيان: "في مواجهة هذه الأعمال العدائية وكمواطنين فرنسيين، من واجبنا الرد. يجب أن يكون رد فعلنا حازماً وفعالاً. إذا عمل الإرهابيون بتمويل من تركيا، فالأمر متروك لنا لضرب موارد أردوغان المالية، حتى لا يكون قادراً على قطع رؤوسنا".

ودعا الرئيس أردوغان أواخر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية بسبب الرسوم المسيئة للرسول، عليه السلام، التي نشرتها مجلة شارلي إيبدو الفرنسية، وهجوم الرئيس إيمانويل ماكرون على الإسلام وقوله إنه دين في أزمة.

كما جاء في بيان حملة المقاطة: "بالتوقيع على هذه العريضة، نؤكد أننا لا ندعم سياسة أردوغان الخارجية، ونتعهد بعدم شراء منتجات صنعت في تركيا، حتى تتوقف عن تحريض المسلمين على كراهية المسيحيين".

حملة المقاطعة: أردوغان يستخدم صراعه مع ماكرون ملوحاً بالإسلاموفوبيا لإلهاء شعبه عن الأزمات الاقتصادية

وقد حظرت أو حدّت كل من السعودية وأرمينيا واليونان من بيع منتجات تركية.

وتشير البيانات الاقتصادية إلى أنّ صادرات تركيا إلى فرنسا خلال الأعوام الـ5 الأخيرة أكبر من وارداتها، وذلك بالرغم من التوترات المتصاعدة بين البلدين في الأشهر الأخيرة.

وكالة بلومبرغ المتخصصة في الشؤون الاقتصادية تقول إنّ واردات تركيا من فرنسا تشهد تراجعاً ملحوظاً في السنوات الـ3 الأخيرة، بينما سجلت الصادرات التركية إلى فرنسا خلال عام 2019 أعلى معدل لها في السنوات الـ5 الأخيرة.

وأكدت الوكالة في تقريرها أنّ الميزان التجاري بين البلدين في السنوات الأخيرة يميل لصالح تركيا.

التقارير الرسمية الصادرة عن هيئة الإحصاء التركية تتحدث عن بلوغ واردات تركيا من فرنسا خلال عام 2013 نحو 8.6 مليارات دولار، بينما تراجعت بحلول عام 2019 إلى 6.7 مليارات دولار.

في حين سجلت واردات تركيا من فرنسا خلال الأشهر الـ8 الأولى من العام الجاري المزيد من التراجع، لتصبح 3.8 مليارات دولار، مقارنة بـ4.3 مليارات دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي.

وبحسب تقارير وزارة التجارة التركية، فإنّ السيارات تأتي على رأس المنتجات الأكثر استيراداً من فرنسا إلى تركيا، حيث بلغ حجم واردات تركيا من السيارات الفرنسية خلال عام 2019 نحو 1.8 مليار دولار.

الصفحة الرئيسية