اليمنيات يدفعن ثمن إرهاب الحوثيين... أحداث وإحصائيات جديدة

اليمنيات يدفعن ثمن إرهاب الحوثيين... أحداث وإحصائيات جديدة


27/06/2021

لم تترك ميليشيا الحوثي الانقلابية شريحة في المجتمع اليمني دون أن يطالها الأذى والإجرام، وقد تجاوز إرهاب الانقلابيين كافة الخطوط الحمراء بعد الكشف عن اختطاف المئات من النساء وتعرضهن للتعذيب والقتل والاغتصاب على أيدي قادة من الميليشيات الموالية لايران.

ومثلت المرأة اليمنية الهدف الأكبر بالنسبة إلى الجماعة الانقلابية، محاولة تجنيدهن واستغلالهن في المعارك أو ضد المعارضين لها من أبناء المناطق الخاضعة تحت سيطرتها، بالإضافة إلى جرائم الاختطاف التي عادة ما تنتهي بحصول الميليشيات على الأموال مقابل الإفراج عنهن.

وقد شكّل الفيديو الذي نشره مدير مديرية أسلم المُعيّن من قبل ميليشيات الحوثي الشيخ معابر البدوي صدمة على المستويين؛ المحلي والدولي، لما فيه من معلومات خطيرة حول انتهاكات الميليشيات الحوثية الإرهابية بحق النساء، واختطافهن وتعذيبهن والتنكيل بهن، وفق ما أوردت "العربية" في شهر حزيران (يونيو) من العام الماضي.

وفي سياق متصل، أُشهرت أمس في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن رابطة حماية المعنفات والناجيات من سجون ميليشيات الحوثي، والتي تضم عدداً من الناشطات والناجيات من قبضة ميليشيا الحوثي الإرهابية.

وأكدت رئيسة الرابطة نورا الجروي، في تصريح صحفي نقله موقع "اليمن العربي"، أنّ تأسيس هذه الرابطة جاء في إطار تصعيد ملف الناجيات حقوقياً وإنسانياً في المحافل الدولية، وفرض عقوبات على ميليشيات الحوثي الإرهابية التي ترتكب أبشع الانتهاكات والجرائم بحق النساء في اليمن.

 

الفيديو الذي نشره الشيخ معابر البدوي شكّل صدمة على المستوى المحلي والدولي، لما فيه من معلومات خطيرة حول انتهاكات الميليشيات الحوثية الإرهابية بحق النساء

 

وتحدّث عدد من المختطفات الناجيات من سجون الميليشيا عن الانتهاكات والجرائم التي تعرضن لها في سجون الحوثيين، والظروف والمعاناة التي يواجهنها بعد الاعتقال.

إلى ذلك، طالب وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بإدانة الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران في معتقلاتها غير القانونية، وتقديم المسؤولين عنها للمحاسبة باعتبارها جرائم حرب وجرائم مرتكبة ضد الإنسانية.

واستذكر الإرياني في بيان، بمناسبة اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب، عشرات الآلاف من النساء والسياسيين والصحفيين والناشطين وأسرى الجيش في المعتقلات غير القانونية التابعة لميليشيا الحوثي، والذين يتعرضون بشكل يومي لصنوف التعذيب النفسي والجسدي، انتقاماً من مواقفهم المناهضة والرافضة للميليشيا، وفق ما أوردت وكالة سبأ الرسمية.

اقرأ أيضاً: تحالف دعم الشرعية يحبط هجمات جديدة لميليشيات الحوثي الإرهابية

وأوضح أنّ الناجين من معتقلات ميليشيا الحوثي الإرهابية سجلوا شهاداتهم عن فصول التعذيب الوحشي الذي تعرضوا له خلال فترات اعتقالهم، والطرق والأساليب التي تنتهجها الميليشيا في تعذيب المعتقلين من السياسيين والإعلاميين المناهضين لها، وقصص العشرات من المعتقلين الذين لفظوا أنفاسهم تحت التعذيب.

وشدد وزير الإعلام اليمني على أنّ جرائم التعذيب التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي الإرهابية في معتقلاتها لم تسلم منها حتى النساء اللاتي تعرضن لتعذيب نفسي وجسدي وتحرش في سجون خاصة.

وفي الإطار ذاته بدأت الميليشيات الحوثية الإرهابية بتدريب فرقة نسائية أمنية جديدة للإشراف على ملابس النساء خلال مناسبات الأفراح في صالات الأفراح وحتى في المنازل التي تقام فيها الأفراح.

 

إشهار رابطة حماية المعنفات والناجيات من سجون ميليشيات الحوثي، والتي تضم عدداً من الناشطات الناجيات من قبضة الميليشيا الإرهابية.

 

وذكرت مصادر محلية في صنعاء، نقل عنها موقع مأرب بريس، أنّ المليشيات أسست وحدة أمنية نسوية بمُسمّى كتيبة "البتول" النسائية، لتكون مرادفة لشرطة الآداب في بعض الدول العربية، وفقاً لتبرير الميليشيا الحوثية لإنشاء هذه الكتيبة.

وأفادت المصادر أنه تم إسناد مهمة تدريب هذه الفرقة لأم عقيل الشامي وأم محمد جحاف، وقد بدأت بتدريب 100 امرأة أغلبهن من محافظتي صنعاء وحجة.

ويجري تدريب هذه الكتيبة في أحد المعسكرات التابعة للشرطة النسائية غرب الإدارة العامة للمرور بقلب العاصمة صنعاء، والقريبة من الإدارة العامة للجوازات والتموين العسكري في شارع تعز.

وتتدرب الكتيبة النسائية الحوثية على إطلاق النار من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة في دورة يتوقع أن تستمر 6 أشهر، إضافة إلى التدريب على طريقة التعامل مع النساء في صالات الأفراح.

 

اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان المدعومة من الأمم المتحدة توثق مقتل وإصابة 2617 امرأة وطفلة خلال الفترة من 2015 حتى نهاية 2020

 

وتملك الميليشيات الحوثية الكثير من الكتائب النسائية التي يتم توظيفها في ممارسة حالة قمع فتاكة في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات ضد قطاعات عريضة من السكان، عبر التوسع في استهداف النساء.

وأكثر هذه الكتائب النسائية الحوثية شهرة هي ما تُسمى "الزينبيات"، وهي عبارة عن كتائب نسائية مدربة تدريبات عالية تتولى تنفيذ عمليات الاقتحامات والاعتقالات وفض الاحتجاجات والتجسس والإيقاع بالخصوم ورصد الآراء وملاحقة الناشطات في الجلسات الخاصة وأماكن العمل الحكومية والخاصة وغيرها.

ويضم هذا الجهاز مجاميع نسائية يتمتعن بولاء مطلق للحوثيين وأفكارهم، والنساء اللاتي يقدن هذه المجاميع يتم اختيارهن على أسس سلالية، وأخريات ممّن يؤمنّ بالفكر العقائدي للميليشيات.

وتتبع هذه المجاميع ما يُسمى بجهاز "الأمن الوقائي" المرتبط بزعيم الميليشيات عبد الملك الحوثي شخصياً، وهي لا تخضع لسلطة وزارة الداخلية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها، وذلك رغم أنهن ينفذن بعض المهام الأمنية التي هي من اختصاص أجهزة الأمن.

ويصل عدد الزينبيات إلى أكثر من 4000 امرأة، تلقين تدريباتهن بدورات عسكرية على أيدي خبراء وخبيرات من إيران ولبنان والعراق، في صعدة وصنعاء وذمار وعمران.

 

الإرياني: الناجيات من معتقلات ميليشيا الحوثي الإرهابية سجلن شهاداتهن عن فصول التعذيب الوحشي الذي تعرضن له خلال فترات اعتقالهن

 

القوة النسائية الحوثية تضم 10 كتائب وفرق وتشكيلات رئيسية، فإلى جانب "الزينبيات"، هناك مجموعة "الهيئة النسائية"، وفرقة "الوقائيات الاستخباراتية"، إلى جانب 8 أقسام وفصائل تخصصية، البعض منها تخضع لإشراف زوجات وبنات وشقيقات قيادات حوثية، والبعض الآخر تحت إشراف قيادات نسائية تنتمي لسلالة زعيم الميليشيات.

وفي السياق ذاته، كشف تقرير حديث صادر عن اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان المدعومة من الأمم المتحدة، سقوط أكثر من 2000 امرأة وطفلة ضحايا بنيران ميليشيا الحوثي.  

ووفقاً للتقرير، وصل "حفريات" نسخة منه، وثقت اللجنة مقتل وإصابة 2617 امرأة وطفلة خلال الفترة من 2015 حتى نهاية 2020، إثر القصف العشوائي الذي استهدف الأحياء السكنية في عدد من المحافظات اليمنية.

اقرأ أيضاً: هل تغير الموقف الأمريكي من ميليشيات الحوثي الإرهابية؟

وأوضح التقرير، الذي تم إطلاقه في العاصمة المؤقتة عدن في 8 آذار (مارس) الماضي بحضور 30 منظمة معنية بحقوق الإنسان محلية ودولية، أنّ اللجنة انتهت من الرصد والتحقيق بمقتل 528 امرأة وإصابة 805، إضافة إلى مقتل 512 طفلة وإصابة 772 أخرى.  

وتصدرت محافظة تعز القائمة بعدد 678 امرأة ضحية، تلتها محافظات الحديدة والجوف والضالع.

وحسب اللجنة الوطنية، فقد انتهت من التحقيق في حالة 726 امرأة تعرضن للتهجير القسري من مناطقهن تحت السلاح والإكراه، وهو الأمر الذي أدى إلى تعرضهن مع أطفالهن أثناء الخروج لأشكال مختلفة من المخاطر المرتبطة بانعدام الأمن.  

وذكر التقرير أنه تم التحقيق في سقوط 109 نساء نتيجة انفجار الألغام التي زرعتها الميليشيات الحوثية، بينها 40 قتيلة و69 إصاباتهن خطيرة سببت لأغلبهن إعاقات دائمة وتشوهات مختلفة، وذلك في محافظات تعز والجوف والحديدة والبيضاء والضالع وعدن ولحج ومأرب وصعدة.

وأوضحت أنّ أمانة العاصمة المختطفة صنعاء الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية جاءت في المرتبة الأولى بعدد 31 حالة، مبينة أنّ الميليشيا الحوثية تمارس الاعتقال والإخفاء والتعذيب وتحتجز أغلب النساء في فروع الأمن وأماكن احتجاز سرّية أخرى، بينما نسبة ضئيلة في السجون المركزية.

 

الميليشيات الحوثية الإرهابية تبدأ بتدريب فرقة نسائية أمنية جديدة للإشراف على ملابس النساء خلال مناسبات الأفراح

 

وكشفت أنّ ميليشيا الحوثي أنشأت ملحقاً سرّياً بجوار السجن المركزي في أمانة العاصمة صنعاء لإخفاء النساء، وتتواجد فيه حالياً 50 امرأة مخفية، بحسب إفادات 4 من الضحايا الناجيات.

اللجنة، بحسب التقرير الصادر عنها، حققت في 4 وقائع اغتصاب ضد النساء على خلفية نشاطهن ومواقف أسرهن السياسية والفكرية، تصدرت القائمة أمانة العاصمة ومحافظة ذمار، وهما تقعان تحت سيطرة الميليشيات الانقلابية المدعومة إيرانياً.

وسجلت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان وفاة 15 امرأة، بسبب الحصار الذي يفرضه الحوثيون منذ أعوام على مديريات محافظة تعز وفترات طويلة على مديريات مختلفة في محافظتي الحديدة والضالع.

من جهتها، وجهت الحكومة اليمنية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة نداء إلى هيئة الأمم المتحدة لشؤون المرأة حول ما تعانيه المرأة اليمنية من انتهاكات من قبل ميليشيا الحوثي الانقلابية.

اقرأ أيضاً: الحوثيون يشيعون قتلاهم... والمعارك مستمرة في محافظتي مأرب والجوف

وقال وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني الدكتور أحمد بن مبارك، في شكوى أرسلها للمديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة لشؤون المرأة: إنّ المرأة اليمنية تحملت وحدها مسؤولية تأمين الغذاء والماء والدواء لأبنائها في ظل سرقة ميليشيا الحوثي للمساعدات الإنسانية وتوظيفها لخدمة آلة الحرب.

وأضاف أنّ "المرأة اليمنية تعاني بقسوة بسبب سلب الحوثيين لأولادها من المدارس وتجنيدهم بالقوة في الصفوف الأمامية ليكونوا وقوداً لحربهم ضد أبناء الشعب اليمني".

إلى ذلك أكدت رابطة أمهات المختطفين أنّ أسباب الاختطافات الحوثية للنساء تفاوتت من حالة إلى أخرى، ففي حين تم اعتقال البعض من أوساط تظاهرات سلمية مطالبة بتحسين الوضع المعيشي، تم اختطاف أخريات بسبب مناهضتهن للانقلاب الحوثي والانتماء السياسي.

وأشارت الرابطة، في بيان لها نشر عبر موقعها الالكتروني، إلى أنّ بعض الاختطافات الحوثية التي طالت النساء كانت أثناء الانتقال بين المحافظات الخاضعة لسيطرة الانقلابيين إلى تلك الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية.

وتعرضت النساء المختطفات في معتقلات الانقلابيين لانتهاكات بشعة، تنوعت ما بين العنف اللفظي والتهديد بالاعتداء الجنسي عليهن، والعنف الجسدي وحرمانهن من التواصل مع ذويهن لإبلاغهم بتعرضهن للاحتجاز، وفقاً للبيان.

اقرأ أيضاً: ميليشيا الحوثي الإرهابية: ماذا بعد ألف استهداف؟

وأشارت إلى أنّ الميليشيا استغلت اختطاف النساء للابتزاز المادي، فقد كانت ترفض الإفراج عنهن إلا بعد دفع مبالغ مالية كبيرة، وأخذ التعهدات عليهن بعدم المشاركة في أي فعالية مستقبلاً.

إضافة إلى ذلك، تعرضت النساء الموقوفات في النقاط المستحدثة على مداخل المحافظات للاحتجاز ومنعهن من السفر وتركهن في العراء أو مناطق غير مأهولة بالسكان.

وتسببت الانتهاكات الحوثية بتعريض حياة النساء المختطفات للخطر، وذلك بعد أن قامت الميليشيا بتلفيق تهم كيدية بعضها تصل إلى الدعارة، بهدف عزلهن عن المجتمع وإطالة أمد احتجازهن.

وذكرت الرابطة، التي التقت بعدد من المفرج عنهن أو بعض أقاربهن، أنّ الأساليب الحوثية والمعاملة القاسية بحق النساء تسببت في تراجع هامش الحريات ومزيد من تمزق النسيج الاجتماعي، مؤكدة أنّ الميليشيا الإرهابية تواصل انتهاك العادات والتقاليد الاجتماعية المحافظة في المجتمع اليمني.

يُذكر أنّ أسوأ ما أفرزته الحرب الحوثية على النساء هو إحساسهن بالخوف وعدم شعورهن بالأمان، فالخوف على حياتهن وأطفالهن وأزواجهن وأهاليهن من تداعيات الحرب وتأثيراتها اليومية، والاعتداء على الحياة والسلامة الجسدية، عناء يومي ومأساة إنسانية تتجرّعها المرأة في اليمن كل يوم.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية