بعد حظر بريطانيا حركة حماس.. التنظيم الدولي للإخوان يترقب؟

بعد حظر بريطانيا حركة حماس.. التنظيم الدولي للإخوان يترقب؟


21/11/2021

أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية، بريتي باتيل، حظر حركة "حماس"، وتصنيفها "إرهابية" فيما أطلقت عليه "حملة جديدة على معاداة السامية".

وقالت وزيرة الداخلية البريطانية في تصريحات صحفية، الجمعة، إنّ أي شخص يؤيد حركة حماس "بشكل متهور" أو يرتب اجتماعات لدعمها أو يدعو الناس لتأييدها أو يعتبر عضواً فيها، سيواجه عقوبة بالسجن عشر سنوات بموجب القوانين الجديدة التي سيتم سنها في البرلمان، حسب وكالة "بلومبرغ" للأنباء.

وذكرت صحيفة "الغارديان" The Guardian البريطانية، في وقت سابق، الجمعة، أنّ أنصار حماس سيواجهون السجن إلى ما يصل إلى 14 عاماً بموجب القرار الذي ستعلنه باتيل اليوم.

من جانبها أسفت حركة "حماس" لإعلانها "تنظيماً إرهابياً" في لندن، وتهديد كل من يناصرها بعقوبة السجن، قائلةً إنّ "بريطانيا تستمر في غيّها القديم"، وبدلاً من "الاعتذار وتصحيح خطيئتها التاريخية بحق الشعب الفلسطيني، سواء في وعد بلفور المشؤوم أو الانتداب البريطاني الذي سلّم الأرض الفلسطينية للحركة الصهيونية، تناصر المعتدين على حساب الضحايا"، وأضافت في بيان أنّ "مقاومة الاحتلال، وبكل الوسائل المتاحة، بما فيها المقاومة المسلحة، حقٌّ مكفول للشعوب تحت الاحتلال في القانون الدولي، فالاحتلال هو الإرهاب".

أسباب القرار

يرى كثير من الخبراء أنّ من أسباب صدور هذا القانون الظروف الأمنية التي أعقبت حادث ليفربول الإرهابي الأيام الماضية، والتي ثبت أنّ إسلامويين متطرفين وراءها لهم علاقة بجماعة الإخوان.

فهمي: وفق قانون الإرهاب سيحظر ممارسة أي نشاط خدمي، أو تطوعي، أو جمع أموال، أو عقد لقاءات، أو اتصالات، أو حتى رفع أعلام حماس، أو فتح مقرات للحركة

يقول الأمين العام لهيئة المجتمعات المسلمة، د.محمد البشاري، إنّ "جماعة الإخوان وتنظيمها الدولي يحاولون ترويج أنّ دولاً عربية وراء القرار البريطاني وهذا اتهام خاطئ، حيث يحاولون الابتعاد عن حقيقة أنّ الصراع الحاصل بين شقي الإخوان، أي جبهة إبراهيم منير ومحمود حسين، وارتباط قادة حماس بمجموعة تركيا وإسطنبول له علاقة مباشرة بالقرار البريطاني".

اقرأ أيضاً: بعد حظرها.. الكشف عن نشاطات حركة حماس في بريطانيا

وبيّن البشاري في تصريحه لـ"حفريات" أنّ "ذلك سيكون له تأثير سواء على حماس أو على جماعة الإخوان المسلمين التي تعتبر أحد مصادر تمويل الحركة، التي لها استثمارات كبيرة في بريطانيا، حيث بموجب هذا القانون أصبحت حماس غير مشروعة ويمنع التعامل معها، وهذا ما سيؤثر على الجمعيات الإسلامية العاملة في بريطانيا، التي تقدم مساعدات لحماس، حيث يمكن أن يؤدي ذلك لتقييد عملها ومصادرة حساباتها البنكية".

ويرى مراقبون أنّ ضغوط اللوبي اليهودي، بالتزامن مع النشاطات الأخيرة ومنها مسيرات قام بها أعضاء الحركة، كانت سبباً كبيراً أيضا في صدور القانون، الذي سبق اعتماده في دول كثيرة في الاتحاد الأوروبي، وجاء هذه المرة في بريطانيا على كل الحركة وليس على جناحها العسكري (كتائب عز الدين القسّام).

اقرأ أيضاً: بريطانيا تحظر حماس: هل يكون تمهيداً لتفكيك تنظيم الإخوان المسلمين

هذا وكان مصدر فلسطيني مطلع، أكد وفق صحيفة "اليوم السابع" المصرية أنّ قيادات التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المتواجدة بتركيا أرسلت دعماً مالياً لحركة حماس يقدر بعدة ملايين من الدولارات، وأنّ حماس تسلمت المبلغ بالفعل بواسطة المسؤول المالي للحركة ويدعى عصام الدعليس، وأن تنظيم الإخوان في تركيا دائم التعاون مع قادة الحركة.

أديب: القانون هو بداية تحول في الموقف البريطاني من جماعة الإخوان، التي تقع في القلب منها حركة حماس

من جهته، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور طارق فهمي، في صفحته بموقع التواصل فيسبوك، أنّ حظر حماس "توجه جيد من الحكومة البريطانية للتعامل مع الخطر الذي تمثله التنظيمات الإرهابية، وأنّه سيكون للقرار البريطاني تأثيرات وتداعيات على سائر التنظيمات الأخرى بما فيها تنظيم الإخوان باعتبار حماس جزءاً من كل (التنظيم الدولي)"، لافتا إلى أنّ "الحكومة البريطانية ستقوم بفتح ملف نشاط الإخوان في البلاد خلال الفترة المقبلة".

التأثير على التنظيم الدولي

وسيمنح القانون السلطات البريطانية الحق في ملاحقة مناصري الحركة وعناصرها، ومصادرة أموالهم وأي أصول لها وقياداتها في عموم بريطانيا، وكذلك كل من يثبت دعمه لحركة حماس سيتم توجيه اتهامات له بـ"تمويل الإرهاب"، كما أنّ القرار سيمنع الأعضاء والمناصرين للحركة من دخول بريطانيا.

على جانب آخر ستبقي بدائل حركة حماس في التعامل مقيدة ومحدودة، وهي رسالة أولية لحركة حماس سيتم توظيفها إسرائيلياً وأمريكياً، وسيكون لها انعكاسات خطيرة على ما يجري في القطاع ومشروع الإعمار وتدخل المؤسسات المانحة للعمل مع حماس، وقد يؤدي لردود فعل على توجهات الحركة في الداخل والإقليم بالكامل.

وسيكون لما سبق تداعيات على جماعة الاخوان الأم وفروعها في الإقليم خاصة في الأردن وتونس وهو ما يجب وضعه في الاعتبار وفق طارق فهمي.

اقرأ أيضاً: بريطانيا توجه نصيحة لمواطنيها تتعلق بلبنان.. ما هي؟

يرى الكاتب والباحث منير أديب أنّ "القانون هو بداية تحول في الموقف البريطاني من جماعة الإخوان، التي تقع في القلب منها حركة حماس"، موضحاً في حديثه لـ"حفريات" أنّ "تأثير القرار ينبع من أنّه سيجعل بريطانيا تراجع أنشطة الحركة، وهو الأمر الذي قد يطال بالطبع قضية الجمعيات التابعة لجماعة الإخوان في بريطانيا، والتي ستكون محل مراقبة حثيثة".

أنشطة الحركة والجمعيات التابعة لجماعة الإخوان في بريطانيا ستكون محل مراقبة حثيثة

من جانبه، يرى فهمي في منشوره على صفحته الشخصية أنّ "القانون البريطاني سوّى بين جناحي الحركة (العسكري والسياسي) وأنّ الاتهام موجه في الأساس للمستوي السياسي، الذي يمارس أنشطته داخل بريطانيا، وفي حال التثبت فانّ تهمة التعامل من قلب المقيمين على الأراضي البريطانية، ووفق قانون الإرهاب سيحظر ممارسة أي نشاط خدمي، أو تطوعي، أو جمع أموال، أو عقد لقاءات، أو اتصالات، أو حتى رفع أعلام حماس، أو فتح مقرات للحركة".

ورغم أنّ حركة حماس طورت أساليب عملها في أوروبا وأمريكا، حيث اهتمت أكثر بالفضاء الإلكتروني حال الجماعة الأم، ونقلت استثماراتها إلى أمريكا الجنوبية، إلا أنّ ارتباط عملها باتحاد المنظمات الإسلامية، والمجلس الأوروبي ليس من السهل الانفصام عنه، إلا أنّ القانون سيجبر كل المنظمات الداعمة على توقيف أنشطتها في بريطانيا.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية