بعد وفاة المحامية إبرو تيمتيك... هل تعيد تركيا النظر بملف حقوق الإنسان؟

بعد وفاة المحامية إبرو تيمتيك... هل تعيد تركيا النظر بملف حقوق الإنسان؟


29/08/2020

أطلقت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع وطاردت مئات المشيعين واعتقلت 4 أشخاص أثناء مراسم دفن المحامية إيبرو تيمتيك المسجونة، والتي توفيت بعد إضراب طويل عن الطعام دام 238 يوماً احتجاجاً على الحكم بإدانتها بتهم مرتبطة بالإرهاب.

وقال أصدقاء تيمتيك (42 عاماً): إنّها كانت تزن 30 كلغ فقط وقت وفاتها أول من أمس، ما أثار تنديداً كبيراً من أحزاب المعارضة في تركيا ونقابات المحامين الدولية والاتحاد الأوروبي، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس".

 

الشرطة التركية تطلق الغاز المسيل للدموع وتطارد مئات المشيعين وتعتقل 4 أشخاص أثناء مراسم دفن المحامية إيبرو تيمتيك

وهتف المشيعون: "تيمتيك خالدة"، و"الدولة القاتلة مسؤولة"، بعد أن وضعوا رداء المحاماة الخاص بها وزهوراً على قبرها.

وهدّدت الشرطة المسلحة بدروع مكافحة الشغب بمهاجمة المشيعين إذا لم يتوقفوا عن ترديد الشعارات وطاردتهم بعد مراسم الدفن.

 من جهته، أكّد الاتحاد الأوروبي أنّ وفاة تيمتيك تكشف "أوجه القصور الخطيرة" في النظام القضائي التركي.

وقال الناطق باسم الاتحاد بيتر ستانو في بروكسل: إنّ "إضراب إيبرو تيمتيك عن الطعام للحصول على محاكمة عادلة ونتيجته المأساوية توضح بألم حاجة السلطات التركية العاجلة لمعالجة وضع حقوق الإنسان في البلاد".

وكانت المحامية وزميلها أيتاك أونسال المضرب عن الطعام في السجن أيضاً، عضوين في رابطة المحامين المعاصرين المتخصصة بالدفاع عن القضايا الحساسة سياسياً.

وتتهم السلطات التركية هذه الجمعية بالارتباط بالمنظمة الماركسية اللينينية المتشددة "جبهة حزب التحرير الشعبي الثوري" التي نفذت اعتداءات، وتعتبرها أنقرة وحلفاؤها الغربيون "إرهابية".

وأعلنت جبهة التحرير الشعبي الثوري مسؤوليتها عن عدد من الهجمات الدامية في تركيا، من ضمنها تفجير انتحاري استهدف السفارة الأمريكية في أنقرة في 2013 وأسفر عن مقتل حارس أمن تركي.

والعام الماضي، دانت محكمة تركية 18 محامياً، من بينهم تيمتيك، بتهم "تأسيس وإدارة منظمة إرهابية" و"الانتماء إلى منظمة إرهابية".

وحكم على تيمتيك، الموقوفة منذ أيلول (سبتمبر) 2018، بالسجن 13 عاماً بعد إدانتها، وقد بدأت في شباط (فبراير) إضراباً عن الطعام للمطالبة بمحاكمة عادلة.

وكانت تيمتيك محتجزة في سجن سيليفري، وهو مجمّع سجون ومحاكم ضخم على أطراف إسطنبول.

 

الشرطة التركية تطلق الغاز المسيل للدموع وتطارد مئات المشيعين وتعتقل 4 أشخاص أثناء مراسم دفن المحامية إيبرو تيمتيك

ورفضت محكمة في إسطنبول الشهر الماضي الإفراج عن المحامية تيمتيك، على الرغم من تقرير طبي يؤكد أنّ حالتها الصحية لا تسمح لها بالبقاء في السجن.

وقال مقربون من تيمتيك: إنها لم تكن تتناول سوى مياهٍ محلاة وفيتامينات خلال إضرابها عن الطعام، ولم يكن وزنها يتجاوز 30 كلغ عند وفاتها.

وأعرب مجلس النقابات والجمعيات القانونية في أوروبا، الذي يمثل النقابات في 45 دولة أوروبية، عن "صدمته"، في رسالة إلى الرئيس رجب طيب أردوغان.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية