تركيا تُجري عمليات تبديل للمُرتزقة في ليبيا للإيهام بسحبهم

تركيا تُجري عمليات تبديل للمُرتزقة في ليبيا للإيهام بسحبهم


27/01/2021

تُشير معلومات موثوقة إلى أنّ الاستخبارات التركية لا تنوي أبداً سحب المرتزقة السوريين من ليبيا، بل تقوم بعمليات تبديل لعناصر المرتزقة من الفصائل الموالية لتركيا في ليبيا بشكل متواصل ومكثف، وذلك للإيهام بعودتهم إلى شمال سوريا، بينما يتم في الواقع تبديلهم بمقاتلين آخرين.
يأتي ذلك بينما حثّت الرئاسة المشتركة لمجموعة العمل الأمنية المعنية بليبيا، على تسريع تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار بين ميليشيات حكومة الوفاق الليبية في طرابلس والجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
جاء ذلك خلال اجتماع عقدته قبل أيام البعثة الأممية لدى ليبيا مع اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، ومجموعة العمل المعنية بالشؤون الأمنية بليبيا، والتي تضم كلا من الاتحاد الإفريقي وفرنسا وإيطاليا وتركيا والمملكة المتحدة.
ووفق بيان للبعثة، "حثت الرئاسة المشتركة القادة السياسيين الليبيين على اتخاذ جميع التدابير اللازمة لتسريع تنفيذ وقف إطلاق النار" والذي يعتبر سحب المرتزقة أحد أهم بنوده.
مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، كشفت بأن دفعة جديدة من مرتزقة أنقرة في ليبيا، من المرتقب عودتهم إلى الأراضي السورية أو التركية، حيث جرى إبلاغ نحو 150 مقاتلا من المرتزقة بالتجهيز لعودتهم. 
بالمقابل، تستعد فرق أخرى من المرتزقة في سوريا للتوجه إلى ليبيا في عمليات تبديل للعناصر، وذلك على الرغم من تصاعد أزمة تواجه تدفق هؤلاء المقاتلين بسبب المستحقات المادية للمرتزقة، حيث تتصدر هذه القضية الواجهة عبر اقتطاع وتأخير متواصل بتسليمهم إياها والمتاجرة بها من قبل قيادات تلك الفصائل.

وأوضح المرصد أن “المقاتلين الذين عادوا لم يتحصلوا إلا على ربع مستحقاتهم الشهرية المتفق عليها، حيث تقاضوا فقط 500 دولار أميركي في الشهر بدلا من 2000 دولار، كما أنهم لم يتقاضوا رواتب منذ أكثر من 5 أشهر”. 
ووفقا لمصادر المرصد السوري فإن عودة المقاتلين من هناك لها شروط من حيث الوضع الصحي والأمني.
وهناك تحديات أخرى، حيث يقوم بعض المرتزقة بالفرار من المقرات والمعسكرات إلى الداخل الليبي ومنهم من يحاول إلى الآن الوصول إلى أوروبا عبر بوابة إيطاليا، وذلك بسبب عدم السماح لهم بالعودة إلى سوريا وعدم إعطاءهم رواتبهم الشهرية، في ظل الاقتطاع المستمر منها حين تسليمهم إياها.
وقالت مصادر المرصد السوري إن عملية تسليم الرواتب تكون حصرا بعد انتهاء العقود والعودة إلى سورية، وتتكفل الحكومة التركية بمصاريف الطعام والطبابة العسكرية للمقاتلين الموالية لها هناك، بينما ما تبقى يكون على نفقة المرتزقة.
وكانت أول عودة للمقاتلين من ليبيا في منتصف نوفمبر الماضي، بدفعة بلغت 40 شخصا. 
وقال المرصد “لم تكن عودتهم طبيعية في ظل توقف عمليات العودة، حيث عمدوا إلى دفع رشوة لأطباء في ليبيا مقابل كتابة تقرير تفيد بأن وضعهم الصحي سيء ويستوجب عودتهم، وبلغت قيمة الرشوة التي دفعت نحو 500 دولار أميركي عن المقاتل الواحد، ثم قاموا بتقديم هذه التقارير الطبية لقاداتهم ليوافقوا على عودتهم، وهو ما حصل بالفعل، إذ جرى نقلهم إلى تركيا في بداية الأمر، ومن ثم إلى سوريا”.

عن "أحوال" تركية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية