تقرير: التدخل التركي في سوريا يخدم المصالح الاستراتيجية الإسرائيلية

تقرير: التدخل التركي في سوريا يخدم المصالح الاستراتيجية الإسرائيلية


07/07/2020

محمد ريان

ذكر مركز بيجين - السادات للدراسات الاستراتيجية أن الغزو التركي الأخير لسوريا لم يكن موجهاً إلى الأكراد من أجل التغيير، بل إلى «محور المقاومة».

وأضاف المركز في تقرير أنه من غير المرجح أن يستمر وقف إطلاق النار المعلن بين أنقرة وموسكو.

ولفت إلى أن المحاولات الروسية السابقة لإيجاد حل دبلوماسي في سوريا انتهت جميعها بالفشل. علاوة على ذلك، يحتاج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تحقيق انتصار كامل نيابة عن التمرد في إدلب إذا كان يرغب في البقاء في السلطة.

قتلت الغارات الجوية التركية في سوريا 9 أعضاء من حزب الله، والعديد من الميليشيات المدعومة من إيران، وعشرات من القوات السورية. ورداً على ذلك، حذرت إيران أنقرة من استهداف أناسها، مشيرة إلى أن القواعد التركية تقع في «مدى نيران» طهران.

في الوقت نفسه، من غير المرجح أن تذهب أنقرة إلى حد استفزاز روسيا بقتل الرئيس السوري بشار الأسد أو الاشتباك مع القوات الروسية بشكل مباشر.

وبالرغم من قوة تركيا العسكرية، إلا أنها لا يمكنها تحدي روسيا. ولن يسمح لها شركاؤها الأكثر نفوذاً أو قوة بحلف شمال الأطلسي باتخاذ مثل هذه الخطوات «لا أحد يريد حرباً عالمية ثالثة».

ومع ذلك، من الممكن أن يقدم الغرب وإسرائيل دعماً دبلوماسياً وربما أسلحة أو معلومات استخباراتية لأنقرة، لأنهما يشتركان في أهداف مشتركة: «تحطيم الأسد، وإثبات أن روسيا لا تزال ضعيفة نسبياً في المنطقة، وطرد إيران من سوريا».

كما أن إيران ووكلائها في وضع لا يُحسدوا عليه، حيث تركت حملة العقوبات التي قام بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اقتصاد طهران في كساد فظيع.

وفي حال استمر ترامب في السلطة، فهذا يعني أن العقوبات التي فرضها على إيران ستبقى وربما ستزداد شدة. كما أدى قتل القائد الإيراني البارز قاسم سليماني، والقائد بالحشد الشعبي أبومهدي المهندس في عملية عسكرية أمريكية، إضافة إلى إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية في طهران، والاحتجاجات الواسعة التي شهدتها، وتفشي فيروس كورونا إلى تفاقم عزلة إيران، وإعاقة اقتصادها، وإضعاف شرعية النظام في الداخل.

لا تملك إيران الأموال لمواصلة شن الحرب في سوريا. في «المناطق القريبة من الخارج»، يتم استهداف قواتها في الجنوب من قِبَل الإسرائيليين بسوريا، وفي الشمال من قِبَل الأتراك في سوريا كذلك، وفي الغرب من قِبَل الأمريكيين بالعراق، وربما قريباً في الشرق من قِبَل حركة طالبان الأفغانية، بحسب المركز.

ومن المحتمل أن يجعل الاتفاق الأمريكي مع طالبان، الحركة تعيد تركيز اهتمامها على عدوها التاريخي - إيران - وقد تضطر طهران قريباً إلى إعادة نشر المرتزقة الأفغان الشيعة من سوريا إلى أفغانستان لمحاربة طالبان والمتطرفين الآخرين هناك، مما يزيد من تقويض قدرتها على تحقيق أهدافها في سوريا.

وبغض النظر عن عدد الأفراد الذين تنقلهم إيران من العراق أو لبنان، فسوف يتم استهدافهم باستمرار، إضافة إلى ارتفاع المشاعر المعادية للنظام الإيراني في البلدين.

وهذا المزيج من التهديدات الاقتصادية والدبلوماسية والصحية - وكذلك الغزو التركي لسوريا - يصرف انتباه الإيرانيين والروس وغيرهم، الأمر الذي يعطي إسرائيل غطاء لمواصلة مهاجمة المواقع ذات الصلة بإيران في سوريا والعراق.

وبينما ينشغل الأتراك بملاحقة الأسد وحلفائه، سيكون لديهم مساحة أقل لتحقيق أهدافهم في ليبيا أو كردستان.

والأكراد، مثل تركيا وإسرائيل، مهتمون برؤية إضعاف الوجود الإيراني في سوريا والعراق.

إن طرد تركيا للاجئين السوريين من أراضيها إلى أوروبا - والذي تم قمعه حتى الآن من قِبَل الجيش والشرطة اليونانيين - من غير المرجح أن يُكسب أنقرة الكثير من التعاطف في بروكسل، حيث من المرجح أن ينقلب الأوروبيون ضد أنقرة وأن يشجعوا تقدم الحكومات اليمينية المتطرفة التي يعارضها أردوغان.

من المحتمل أن تترك تركيا الأسد في السلطة خوفاً من استفزاز روسيا أكثر من اللازم ثم المغادرة، بعد أن فشلت في تغيير هوية سوريا وكردستان بما يتماشى مع تطلعاتها العثمانية الجديدة. كما أن اقتصاد البلد المتعثر لن يسمح بالانتصار في ليبيا أيضاً.

عن "الرؤية"


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية