شهادات تؤكد استهداف الحوثيين للصحفيين اليمنيين العتمي وزوجته... وإدانات رسمية ونقابية

شهادات تؤكد استهداف الحوثيين للصحفيين اليمنيين العتمي وزوجته... وإدانات رسمية ونقابية


10/11/2021

قُتلت صحفية يمنية حامل في شهرها الـ9 في مدينة عدن الجنوبية أمس، وهي في طريقها إلى المستشفى لتضع مولودها، برفقة زوجها الذي أصيب بجروح، إثر انفجار عبوة ناسفة مثبتة بسيارتهما، وفق وكالة "رويترز".

وقال المسؤول في القوات الموالية للحكومة المعترف بها دولياً لوكالة "فرانس برس": إنّ "عبوة ناسفة زُرعت في سيارة الصحفي محمود العتمي، المتعاون مع شبكة العربية، انفجرت عندما كان ينقل زوجته رشا عبد الله البالغة من العمر 27 عاماً، والتي تعمل صحفية في قناة العين، إلى المستشفى لتضع جنينها".

ولم تتضح على الفور الجهة التي تقف خلف الهجوم، لكنّ العتمي اتّهم الحوثيين الإرهابيين الذين يسيطرون على مناطق شاسعة في شمال وغرب اليمن بالوقوف خلف التفجير، وقال: "كانوا يبحثون عن عنوان منزلي بحسب ما وصلني من معلومات".

الصحفية اليمنية الراحلة رشا الحرازي وزوجها محمود العتمي

هذا، وتوالت شهادات المقرّبين والصحفيين بأنّ ميليشيات الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، وراء الحادث الإرهابي الذي طال أسرة الإعلامي التهامي النازح في العاصمة عدن محمود العتمي، وأسفر عن الحادث مقتل زوجته.

 

عبوة ناسفة زُرعت في سيارة الصحفي محمود العتمي، وقتلت زوجته رشا عبد الله البالغة من العمر 27 عاماً، والتي تعمل في قناة العين

 

وعبر محادثات نشرها صحفيون مقرّبون من العتمي، أنّ ميليشيات الحوثي أجرت بحثاً وتحرياً في مسقط رأس محمود، وقامت بجمع كافة البيانات عن مكان إقامته وأسرته وكل تحركاته، بعد أن نزح من محافظة الحديدة.

وأكد الصحفي السياسي نبيل الصوفي، في منشور، ‏أنه قبل أسابيع تلقى محمود العتمي أنشط إعلاميي الحديدة النازحين في عدن، تهديدات حوثية بتصفيته وإعلاميي محافظته.

لكنه لم يكن يتوقع أن تُنفذ بهذه القذارة، وظنها اغتيالات شخصية، لا أن يُفجّر إعلامي هو وزوجته بعبوة ناسفة.

ونشر الصحفي بسيم الجناني محادثة "واتس آب" بينه وبين العتمي بتاريخ 6 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وكتب: شهادة لله وللتاريخ، تواصل معي الزميل محمود العتمي، وأبلغني أنّ الحوثيين استدعوا بعض الإعلاميين في الحديدة لأخذ معلومات منهم عن عنوان سكنه ونوع سيارته في عدن، ونصحته بمغادرة عدن.

 

العتمي اتّهم المتمردين الحوثيين الإرهابيين الذين يسيطرون على مناطق شاسعة في شمال وغرب اليمن بالوقوف خلف التفجير

 

وأضاف: منعه من ذلك أنّ زوجته على وشك أن تضع جنينها الثاني، وينتظر بعد أن تضع الجنين ويغادر، فتمّ استهدافهم اليوم بعبوة ناسفة زُرعت في سيارته.

وأكد أنه سبق أن اختطف الحوثيون شقيق محمود للضغط عليه، وتمّ اختطاف عدد من الإعلاميين كذلك في الحديدة بسبب تواصلهم مع محمود.

اقرأ أيضاً: مجلس الأمن يفرض عقوبات على 3 قادة حوثيين

وقال الصحفي إياد الشعيبي: إنّ العتمي اشتكى مراراً من مراقبة مكالماته الهاتفية، وكتب: "منذ قرابة شهرين كنت أجري اتصالاً هاتفياً مع الزميل محمود العتمي، وفجأة اختفى صوته، وأخذ شخص آخر يحدثني بكلام غير مفهوم، فصلت الخط، واتصلت به من جديد وأخبرته بذلك، قال: نعم، "يفعلون ذلك باستمرار"، يقصد يراقبون مكالماته".

وأكد الشعيبي أنّ بصمات الحوثي في هذه الجريمة قائمة، مع وضع باقي الاحتمالات مفتوحة، داعياً أمن عدن لتوفير حماية للعتمي.

وكشف مسؤول في السلطة المحلية بمحافظة الحديدة عن أنّ الحوثيين استدعوا بعض الإعلاميين في المحافظة؛ لأخذ معلومات عن عنوان وسكن ونوع سيارة العتمي بعدن الشهر الماضي.

 

صحفيون مقرّبون من العتمي يؤكدون أنّ ميليشيات الحوثي أجرت بحثاً وتحرياً في مسقط رأس محمود، وقامت بجمع بيانات عن مكان إقامته وأسرته وكلّ تحركاته

 

وقال وليد القديمي، وكيل أول في محافظة الحديدة: إنّ محمود العتمي مرصود ضمن كشف لأبناء تهامة، تسعى ميليشيا الإرهاب والانقلاب الحوثية إلى تصفيتهم في الساحل وعدن لخلط الأوراق، على حدّ قوله.

من جهتها، دانت وزارة الإعلام والثقافة والسياحة اليمنية ما وصفتها بـ "الجريمة النكراء"، التي استهدفت الصحفي محمود العتمي وأسرته.

وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني: إنّ "العملية الإرهابية الجبانة تندرج ضمن محاولات ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران؛ لإرباك جهود الحكومة لتطبيع الأوضاع، وزعزعة الأمن والاستقرار في العاصمة المؤقتة عدن".

ودعا الوزير اليمني "الأجهزة الأمنية في العاصمة المؤقتة عدن إلى سرعة الكشف عن منفذي الجريمة، وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم الرادع".

وطالب الإرياني "المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأمريكي ومنظمات حقوق الإنسان وحماية الصحفيين بإدانة هذه الجريمة الإرهابية النكراء، وكلّ الجرائم التي ترتكبها ميليشيا الحوثي بحق الصحفيين، والعمل على إدراج الميليشيا في قوائم الإرهاب، وملاحقة ومحاكمة قياداتها في المحاكم الدولية".

 

وزارة الإعلام والثقافة والسياحة اليمنية دانت ما وصفتها بـ "الجريمة النكراء"، التي استهدفت الصحفي محمود العتمي وأسرته

 

بدورها، دانت نقابة الصحفيين اليمنية استهداف العتمي، معتبرة ما حدث "سابقة غير معهودة ومستهجنة"، مبدية خشيتها من أن تكون مؤشراً خطيراً لمرحلة جديدة وعنيفة تستهدف الصحفيين في اليمن بهذه الوسائل التي وصفتها بـ "الرخيصة والجبانة، في ظل إفلات قتلة الصحفيين ومنتهكيهم من العقاب والمساءلة".

اقرأ أيضاً: نسخة جنوبية عن "حزب الله" في اليمن: تداعيات التحسينات في الطائرات المسيرة الحوثية

ودعت نقابة الصحفيين المنظمات المحلية والدولية المعنية بحرّية الرأي والتعبير، وفي مقدمتها الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب، للتضامن مع الصحفيين اليمنيين، ومواصلة الجهود لتوفير بيئة آمنة للصحافة والصحفيين في اليمن.

هذا، وكشفت مصادر صحفية لموقع "يمن نيوز" أنّ محافظ العاصمة عدن أحمد حامد لملس وجّه بنقل المصاب الإعلامي محمود العتمي إلى مستشفى خاص.

وأكد أمين عام المجلس الانتقالي أنه سيتحمّل كافة تكاليف العلاج ، كما أنه أمر بوضع حراسة مشددة للعتمي، مؤكداً أنه سيتم نقله إلى الخارج، إن قرر الأطباء ذلك.

وقد قُتل العديد من الصحفيين اليمنيين منذ بداية النزاع الدائر في اليمن، من بينهم نبيل القعيطي الذي كان يتعاون مع وكالة "فرانس برس" قبل اغتياله في عدن في 2020، وعبد الله القادري الذي قُتل في قصف في وسط البلاد عام 2018.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية