مجلس الأمن يفرض عقوبات على 3 قادة حوثيين

مجلس الأمن يفرض عقوبات على 3 قادة حوثيين


10/11/2021

أدرجت لجنة العقوبات في مجلس الأمن (3) من قيادات ميليشيا الحوثي الإرهابية على قائمة العقوبات الأممية؛ وهم: صالح مسفر الشاعر، ويوسف المداني، ومحمد عبد الكريم الغماري.

وفي أيار (مايو) الماضي فرضت الولايات المتحدة عقوبات على اثنين من هذه القيادات العسكرية الحوثية، هما المداني والغماري، وهما المسؤولان العسكريان الحوثيان اللذان يقودان هجوم الحركة المتحالفة مع إيران للسيطرة على مدينة مأرب.

لجنة العقوبات في مجلس الأمن تدرج صالح الشاعر ويوسف المداني ومحمد عبد الكريم الغماري على قائمة العقوبات

تتمثل مهمّة صالح مسفر الشاعر، وكنيته "أبو ياسر"، بعملية السطو على منازل الخصوم السياسيين ونهبها ومصادرتها لصالح قياداتها.

ويعود ريع عمليات النهب تلك مباشرة لزعيم الميليشيا عبد الملك الحوثي، وهو المطلوب رقم (35) ضمن قائمة الـ 40 إرهابياً حوثياً، المطلوبة لتحالف دعم الشرعية، ورُصد مكافأة (5) ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.

وأوكل زعيم الميليشيا إلى الشاعر مهمّة ما سُمي "الحارس القضائي"، الذي عمل بموجبه على اقتحام وحصر ونهب منازل وممتلكات وأموال القيادات السياسية المناهضة للميليشيا الحوثية، ونهب من خلاله مليارات الدولارات تخص أكثر من (100) شركة في القطاع الخاص فقط، وعقارات تعود لأكثر من (1250) يمنياً مناوئاً للميليشيا.

وبحسب تقرير لجنة خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن، المرفوع إلى مجلس الأمن الدولي، فإنه كشف عن شبكة ضالعة في تحويل الأموال التي يتم السطو عليها من ممتلكات المعارضين لحكم الميليشيا من سياسيين وبرلمانيين ورجال أعمال وتجار وشركات خاصة.

الشاعر هو المسؤول عن عملية السطو على منازل الخصوم السياسيين ونهبها ومصادرتها لصالح قياداته

وأشار التقرير إلى أنّ الجهة الضالعة في هذه الشبكة المعنية بالبسط على أموال وممتلكات المعارضين، هي اللواء صالح الشاعر الذي كان تاجر سلاح بارزاً، ويرتبط بصلات وثيقة مع زعيم الميليشيا عبد الملك الحوثي، مؤكداً أنّ للشاعر، وهو لواء حوثي مسؤول عن اللوجستيات، دوراً أساسياً أيضاً في تحويل الأموال التي يتمّ نزعها بطريقة غير قانونية من معارضين للحوثيين.

وقد عُيّن الشاعر رئيساً لهيئة الدعم اللوجستي برتبة لواء في قوات الحوثيين، وعُيّن أيضاً حارساً قضائياً على الأموال والأصول التي يتمّ السطو عليها من ممتلكات المعارضين، وقبلها تمّ تعيينه في أيلول (سبتمبر) 2017 مديراً لدائرة المشتريات العسكرية، ضمن وزارة دفاع الحوثيين.

وأظهر التقرير عدداً من المؤسسات التي سطا عليها الشاعر عبر شبكته الكبيرة، أبرزها مؤسسة الصالح التي كانت مملوكة لأحمد علي نجل الرئيس اليمني الراحل.

وبسط الشاعر سيطرته على "شركة يمن أرمورد" المملوكة لأحمد علي صالح الرحبي، وهي شركة معنية بتوفير الأمن لعدد من وكالات الأمم المتحدة.

المداني كان له دور بارز في اجتياح العاصمة صنعاء أواخر 2014، وكان قائد المجاميع الحوثية التي اقتحمت دار الرئاسة وحاصرت منزل هادي

ومن المؤسسات الخاصة التي فرض الشاعر سيطرة الميليشيا عليها، جامعة تونتك الدولية للتكنولوجيا، التي يملكها أحد أبناء رشاد العليمي، الذي يعمل حالياً مستشاراً للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

وفي قطاع الاتصالات، فرضت الميليشيا عبر ذراعها الشاعر سيطرتها على "سبأ فون" كبرى شركات الهاتف النقال في اليمن المملوكة لأسرة الأحمر، بمن فيهم الشيخ حميد الأحمر.

وبسط الشاعر السيطرة على مؤسسة اليتيم، المملوكة لحميد زياد، وحدد التقرير الأموال التي سطت عليها شبكة الشاعر بأنها التحويلات من منظمة "إنقاذ الطفولة".

أمّا يوسف المداني، فيرتبط بعلاقة مصاهرة مع زعيم الحوثيين، ويعتبر "عمّه" نظراً لزواجه من ابنة شقيقه، ويُعدّ المداني القائد الميداني الأول داخل الجماعة.

ويأتي يوسف حسن إسماعيل المداني، المكنى "أبو جبريل"، في المرتبة الثانية على رأس قيادة ميليشيا الحوثي بعد زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي، رغم أنّ الأخير كان أحد جنوده في حروب صعدة الـ6 للحوثيين ضد الحكومة (2004-2009م)، وطمح إلى تولي قيادة الحركة بدلاً منه، باعتباره الأحقّ، عقب مقتل عمّه مؤسس الجماعة.

وقد وضع تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية يوسف المداني في المرتبة الـ8 ضمن قائمة الـ 40 إرهابياً حوثياً، ورصد (20) مليون دولار لمن يدلي بأيّ معلومات تُفضي إلى القبض عليه، أو تحديد مكان تواجده.

الغماري شغل رئيس أركان الميليشيا الحوثية، وهو المطلوب رقم (16) على لائحة تحالف دعم الشرعية في قائمة الإرهابيين الحوثيين

ولعب المداني دوراً بارزاً في اجتياح العاصمة صنعاء أواخر العام 2014، فقد كان قائد المجاميع الحوثية التي اقتحمت دار الرئاسة، وحاصرت منزل الرئيس عبد ربه منصور هادي، وفرضت الجماعة -قبل استكمالها الانقلاب على السلطة الشرعية-، تعيينه ممثلاً لها في اللجنة الأمنية العليا، إلى جانب أخيه طه المداني الذي لقي مصرعه في غارة للتحالف العربي، وتحفظت الميليشيا على خبر مقتله لأكثر من عام حفاظاً على معنويات مقاتليها.

وتشير معلومات إلى أنّ يوسف المداني هو همزة الوصل الرئيسة بين ميليشيا الحوثي والحرس الثوري الإيراني  وحزب الله، وقد تولى عملية التواصل والإشراف على تدريب عناصرهم هناك، واستقدام خبراء ومدربين إيرانيين ومن حزب الله إلى اليمن، بجانب إشرافه الكامل على العمليات اللوجستية للدعم المقدّم للحوثيين.

وتولى عقب اجتياحهم صنعاء عملية الإفراج عن الإيرانيين المقبوض عليهم لدى السلطات اليمنية، في عمليات موثقة لتهريب الأسلحة، وآخرها سفينة جيهان 1 و2.

وقد وُلد يوسف المداني عام 1977م في مديرية مستبأ بمحافظة حجة، وهو الأوسط من بين إخوانه الـ10 وأكثرهم تطلعاً للسلطة والقيادة، والتحق بالمدارس العامّة منتصف الثمانينيات، لكنّه فشل في الدراسة، ممّا دفع والده إلى إرساله مع شقيقه طه إلى صعدة للدراسة الدينية عند المرجعية الحوثية مجد الدين المؤيدي.

بعد بضعة أشهر ترك مدرسة المؤيدي، ليلتحق بكتائب الشباب المؤمن التي شرع في تأسيسها آنذاك حسين الحوثي في جبال مران، وسرعان ما أصبح يوسف الفتى المدلل لمؤسس جماعة الحوثيين، فأرسله عام 2002 إلى إيران عبر سوريا حيث تلقى تدريباً مكثفاً في معسكرات الحرس الثوري، وقد مكث هناك ما يقارب العام، وبعد عودته زوّجه مؤسس الحوثية بابنته، قبل اندلاع الحرب الأولى بأشهر قليلة، وفق معلومات نشرها الباحث اليمني الدكتور رياض الغيلي.

شارك عمّه حسين الحوثي في الحرب الأولى عام 2004م، وكان على رأس قائمة المطلوبين للدولة حينها، وعندما حوصر قائد المتمردين تمكّن يوسف المداني من الفرار والنجاة بنفسه، ليقتل في ذلك الوقت مؤسس الحوثية.

ووفق المعلومات المتوفرة، فإنّ يوسف المداني كان يعتقد أنه الأولى والأجدر بقيادة الحركة الحوثية وخلافة عمّه؛ لأنه عمل على جمع شتاتها وإعادة تنظيم صفوفها، لكنّ والد مؤسس الحوثية بدر الدين الحوثي، عهد بالقيادة إلى ابنه عبد الملك، وقبل المداني ذلك على مضض، رغم أنّ الأول كان أحد جنوده، في حروب صعدة وأصغر منه سناً وأقلّ خبرة وتأهيلاً.

أمّا محمد عبد الكريم الغماري، فيشغل رئيس أركان الميليشيا الحوثية، وهو المطلوب رقم (16) على لائحة تحالف دعم الشرعية في قائمة الإرهابيين الحوثيين.

ونشأ الغماري، وفق مصادر إعلامية، في عزلة ضاعن بمديرية وشحة في محافظة حجة، وتدرّج في سُلّم القيادات الميدانية العسكرية للحوثيين الذين وقفوا إلى جانب عبد الملك الحوثي في الحرب الثانية والثالثة، عندما كان هارباً ومتخفياً في منطقة نقعة بصعدة مع بداية توليه زعامة وقيادة الميليشيا المتمردة.

وعمل الغماري سابقاً مشرفاً حوثياً في حجة، وقيادياً ميدانياً في الحديدة، وتولى أيضاً منصب المسؤول الأمني في صنعاء، ويعتبر الإرهابي من القيادات العقائدية في حركة الحوثيين الانقلابية، فقد درس في "معهد حسين بدر الدين الحوثي" عام 2003.

وأفادت معلومات أنّ الغماري سافر عام 2012 إلى لبنان، خاصة الضاحية الجنوبية في بيروت، لتلقي عدة دورات عقائدية وعسكرية على أيدي ميليشيا حزب الله.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية