كورونا تجتاح ليبيا... ما الذي تحاول حكومة الوفاق إخفاءه؟

كورونا تجتاح ليبيا... ما الذي تحاول حكومة الوفاق إخفاءه؟


10/08/2020

تشهد ليبيا ارتفاعاً ملموساً بعدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، خاصّة في المناطق الغربية التي تسيطر عليها حكومة الوفاق، حيث وثق المركز الوطني لمكافحة الأمراض أمس تطوراً وبائياً جديداً بتسجيل 404 حالات مصابة بالفيروس متركزة في مدن غرب ليبيا: طرابلس وصبراته وصرمان والزاوية ومصراتة وبني وليد وزليتن، ليرتفع إجمالي عدد الإصابات إلى 5541 إصابة.

النجار: الوضع الوبائي يتفاقم في مدينتي طرابلس ومصراتة، ومن المفترض إجراء 10 آلاف اختبار يومياً

ورغم صرف ما يقارب 60 مليون دينار في المنطقة الغربية لتوفير المعدات والمستلزمات الطبية، وفق ما ورد في وسائل الإعلام المحلية، إلّا أنّ المفاجأة كانت بمراسلة رئيس المركز الوطني لمواجهة جائحة كورونا الدكتور بدر الدين النجار، الذي أكد عدم توفر المشغلات المعملية للتشخيص المعملي لفيروس كورونا ونفادها تماماً.

اقرأ أيضاً: هل نجح أردوغان في تحويل ليبيا إلى معقل جديد للإرهابيين؟

يأتي هذا التصريح في وقت تشهد فيه أروقة المركز بفروعه بالمنطقة الشرقية حركة احتجاجات على محاولة حكومة الوفاق إعادة تشكيل المجلس، ومحاولة استبعاد النجار وتعيين رئيس آخر للمركز، بحجج واهية مرتبطة بمحاولة إخفاء ملفات الفساد، التي أشار إليها النجار، بالحديث عن النقص في المستلزمات والإمدادات الطبية.

نقص في المستلزمات والإمدادات الطبية

 هذا، واتخذت الحكومات في المنطقة الشرقية والغربية الكثير من الإجراءات الاحترازية كتأجيل الدراسة وحظر التجوال وإغلاق المحال والمقاهي، وإغلاق المدن وتجهيز مراكز العزل، إلا أنّ شريحة كبيرة من المجتمع الليبي ترفض الانصياع، بذريعة عدم وجود الفيروس، وأنه إحدى ألاعيب الدول الغربية لإحكام سيطرتها على المجتمعات، وفق ما أوردت صحيفة المرصد الليبي.

مصادر لـ"حفريات": كورونا يجتاح صفوف مرتزقة أردوغان وميليشيات الوفاق، وإجراءات غير معلنة للحفاظ على معنويات المقاتلين

وتعليقاً على اجتياح وباء كورونا ليبيا، أكّد أمين اللجنة التنفيذية للحركة الوطنية الشعبية مصطفى الزائدي، في منشور له، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "بغضّ النظر عن الأرقام المعلنة، والمليارات المهدورة، كورونا تضرب بقوة الغرب والجنوب الليبي".

وأضاف: "أعتقد أنّ عدد الإصابات مخيف، في الشاطئ وسبها والجفرة، كذلك في ترهونة وزليتن والزاوية وطرابلس، والانتشار الاطّرادي سيزيد الوضع سوءاً".

وشدّد على أنه في المقابل لا توجد مواجهة حقيقية للانتشار، بسبب انهيار الخدمات الطبية شبه الكلي، وانهيار خدمات الكهرباء والوقود ممّا يعقّد حالة القطاع الصحي.

ودعا الزائدي المواطنين إلى الاعتماد على أنفسهم في مقاومة الجائحة وفرض حالة العزل الذاتي على الأقلّ لمدة شهر، وترك المناسبات الاجتماعية واللقاءات الأسرية، مشيراً إلى أنّ الوضع "خطير جدّاً".

مصطفى الزائدي: لا توجد مواجهة حقيقية لانتشار فيروس كورونا في ليبيا، بسبب انهيار الخدمات الطبية شبه الكلي

بدوره، أكّد مدير المركز الوطني لمكافحة الأمراض، الدكتور بدر الدين بشير النجار، أنّ الوضع الوبائي في ليبيا، مثلما يلاحظ الجميع، في تفاقم، وخاصّة في مدينتي طرابلس   ومصراتة، وكذلك الجنوب، مشيراً إلى أنّ هناك انتشاراً في معظم المناطق بمدينة طرابلس وخاصّة بلدية أبو سليم، وبلدية حي الأندلس، ومنطقة سوق الجمعة.

انتشار فيروس كورونا تعميق لمأساة ليبيا

وأوضح النجار، في تصريحات صحفية نقلتها "بوابة أفريقيا": أنّ بلدية مصراتة أيضاً بها زيادة ملحوظة في أعداد الحالات، وأنّ هناك زيادة في الحالات التي تحتاج لعناية طبية سواء في طرابلس أو مصراتة.

وأشار النجار إلى أنّ هناك انتشاراً على مستوى المناطق في ليبيا، حتى وإن كان الكثير من المناطق بها حالات متفرقة وغير متركزة، بالمقارنة بطرابلس ومصراتة وبعض مناطق الجنوب، لكنّ الوضع الوبائي في ليبيا يُعتبر متفاقماً، على حدّ تعبيره.

فروع المركز الوطني بالمنطقة الشرقية يحتجون على محاولة حكومة الوفاق استبعاد النجار لإخفاء ملفات فساد

وبيّن النجار أنّ أعداد الإصابات تجاوزت 5000 والوفيات تجاوزت 100 حالة، مطالباً بالتركيز الآن على مراكز العزل والعناية الفائقة التي هي مهمّة لإنقاذ الأرواح، والتركيز أيضاً على التوعية المجتمعية وبرنامج التواصل الصحي مع الناس، بالإضافة إلى التركيز على فرق الرصد والتقصي، التي من مهامّها الاكتشاف المبكر للحالات وتتبع المخالطين وحجرهم وعزلهم، حتى يتمّ إيقاف انتشار هذا المرض.

فيما يرى مراقبون، صرّحوا لـ"حفريات"، أنّ من شأن انتشار فيروس كورونا تعميق مأساة ليبيا التي تفتقر أساساً إلى بنية صحيّة جيّدة، وتعاني من نقص الإمدادات الطبية، مع زيادة أعداد المرضى وجرحى الحرب التي تعصف بها منذ سنوات، لافتين إلى أنّ مرتزقة أردوغان يعانون في الوقت الراهن من إصابة عدد منهم بالفيروس، وأنه أيضاً يجتاح ميليشيات حكومة الوفاق التي ستتخذ قريباً إجراءات من شأنها عزل أعداد غير معلن عنها للحفاظ على معنويات المقاتلين.

اقرأ أيضاً: مفاتيح لفهم موقف مصر مما يجري في ليبيا

كما أكدت مصادر خاصة أنّ الحالة صفر، في مدينة مصراتة بالتحديد، كانت قد انتقلت العدوى إليها من مرتزقة ومن أتراك كانوا قد دخلوا البلاد بدون إجراء أيّ فحوصات طبية لهم، كإجراء وقائي من فيروس كورونا المستجد.

 الحالة صفر في مصراتة كانت قد انتقلت العدوى إليها من مرتزقة وأتراك دخلوا البلاد بدون إجراء أيّ فحوصات طبية

وقد أعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى ليبيا تخصيص 20 مليون يورو، لدعم السلطات هناك في مواجهة مرض فيروس كورونا. وقالت في بيان: إنّ هذا المبلغ يستهدف مساعدة ليبيا في الاستجابة لـ "كوفيد – 19"، للمساهمة في تحسين آليات الكشف والمراقبة الوطنية في مكافحة انتشار المرض، وتعزيز التدابير الوقائية، ودعم النظام الصحي الوطني في ليبيا.

واعتبرت أنّ "من شأن هذا الدعم المقدّم من الاتحاد الأوروبي أيضاً، مساعدة أكثر المجتمعات المحلية ضعفاً في ليبيا المتضررة من النزاع والنزوح القسري والهجرة".

وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذّرت، في أيار (مايو) الماضي، دخول ليبيا مرحلة "ذروة التفشي"، وهو ما يحصل حالياً، حيث أعلنت وزارة الصحة الأسبوع الماضي دخول البلاد المرحلة الرابعة من المرض، التي يصعب فيها تعقّب حالات الإصابة نظراً لكثرتها.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية