كيف استخدمت تركيا الدين أداة للقمع في الشمال السوري؟.. الإيزيديون نموذجاً

كيف استخدمت تركيا الدين أداة للقمع في الشمال السوري؟.. الإيزيديون نموذجاً


05/06/2021

جدّد تقرير للجمعية الدولية للشعوب المهددة، ومقرّه ألمانيا، الاتهامات المتراكمة لتركيا عن ارتكاب أشكال ممنهجة من الاضطهاد الديني في الشمال السوري تحت إشراف تركيا وبتنفيذ الميليشيات الموالية لها.

وقالت الجمعية في تقرير حديث لها، بحسب ما أورده موقع "أحوال تركية": إنّ  الحكومة التركية تسعى لترويج تفسير متطرّف بشكل خاص للإسلام السنّي في مناطق شمال سوريا.

اقرأ أيضاً: لماذا تُصعّد ميليشيات إيران تهديداتها ضد الأكراد في العراق؟

مديرية الشؤون الدينية التركية "ديانت" التي تتبع الرئاسة مباشرة، وتُعتبر أعلى سلطة دينية في البلاد، تواصل بناء المساجد في القرى الإيزيدية في منطقة عفرين شمال سوريا، بهدف تعزيز الإسلام الراديكالي في المنطقة التي كانت تشهد تسامحاً دينياً لغاية الأعوام الأولى من الحرب في سوريا. وتقوم أنقرة بتقديم خدمات اجتماعية وأنشطة دينية بالتعاون مع وقف الديانة التركي.

وما قدّمته المنظمة الألمانية ليس بالجديد، فقد سبق أن تداولت مؤسسات عدة حقوقية وسياسية تلك الانتهاكات التي لا تتوقف على الإيزيديين، بل على الأكراد ممّن تم تهجير الآلاف منهم من مناطقهم، واستغلالها في إجراء عمليات تغيير ديموغرافي، وذلك بتسكين التركمان بدلاً منهم، وتدشين المساجد والمراكز الإسلامية بدلاً منها.

اقرأ أيضاً: تركيا تُعمر قرى في عفرين بعد تهجير الأكراد منها... تفاصيل

وفي كانون الثاني (يناير) الماضي، خلال بيان مفصل أصدره حزب الوحدة الكردي في عفرين عن آثار العدوان التركي بعد 3 أعوام على المنطقة، جاء فيه: "إنّ  الإيزيديين تعرّضوا لانتهاكات عديدة، من تهجير وقتل وتعذيب ومنعهم من ممارسة طقوسهم الدينية والاحتفال بأعيادهم السنوية، وكذلك إجبار بعضهم على الصلاة في الجوامع، وبُنيت مساجد في بعض قراهم نكاية بهم، وتمّ العبث بمزاراتهم ومقابرهم وتخريب العديد منها".

قال كمال سيدو الخبير في شؤون الشرق الأوسط: ما يزال 45 إيزيدياً يعيشون هناك، لكن كان هناك 450 قبل الاحتلال التركي

 وأضاف التقرير: وتعرّضت الكنيسة المسيحية الوحيدة للسرقة والنهب، ورغم قلة أعداد المسيحيين، لا يجرؤ أحدهم الكشف عن دينه؛ إضافة إلى ذلك تعرّضت بعض المساجد للقصف أثناء العدوان، وسُرقت مقتنيات بعضها من سجادات وأوانٍ نحاسية وأجهزة كهربائية وصوتية.

وفي تقرير سابق للحزب ذاته، كشف عن استخدام الدين خلال عمليات التغيير الديموغرافي التي يجريها، وتستهدف تغيير التركيبة الرئيسية للسكان. وبحسب موقع الحرّة، قام وقف الديانة التركية بافتتاح حوالي 120 مدرسة دينية في المنطقة.

اقرأ أيضاً: هل تنجح الحرب الدعائية التركية ضد الأكراد في ما فشلت فيه البنادق؟

وفي وقت سابق، كشف تقرير صادر عن حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا عن قيام وقف الديانة التركي وممثل عن رئاسة الجمهورية التركية ورئيس جامعة الزهراء بزيارة المنطقة، وذلك من أجل فتح مشاريع تعليمية دينية، وكذلك فتح دورات والقيام بأنشطة عبر جمعيات ومدارس خاصة، منها جمعية "شباب الهدى" التي "تروّج لأفكار العثمانية الجديدة، تحت مُسمّى حملة التنوير والإرشاد لتصحيح معتقدات الأهالي وأفكارهم".

في غضون ذلك، ومع إصدار التحذير الألماني الأخير، قال موقع "أحوال تركية": "إنّ أنقرة أدرجت محاور الدين والتعليم ضمن خططها الأهم والأخطر لتتريك المناطق السورية التي تُسيطر عليها من خلال فصائل سورية مسلحة موالية لها تماماً، وخصوصاً في منطقة عفرين شمال غرب سوريا التي تخضع لعملية تغيير ديموغرافي واسعة، وزرع أفكار حزب العدالة والتنمية الإسلامي في عقول من تبقّى من أهالي عفرين، إضافة إلى المسلحين الموالين لأنقرة وعوائلهم، الذين استولوا على منازل ما يُقارب 300 ألف شخص من الذين تمّ تهجيرهم من المنطقة".

 

تحدّد "ديانت" ما يتم الترويج له بشكل كامل في المساجد والمدارس القرآنية الجديدة في عفرين، وفق توجهات حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم في تركيا

 

ونقل الموقع عن مصادر أهلية بناء مسجد في قرية شدير الإيزيدية جنوب مدينة عفرين، وقال كمال سيدو، الخبير في شؤون الشرق الأوسط: "ما يزال 45 إيزيدياً يعيشون هناك، لكن كان هناك 450 قبل الاحتلال التركي".

وبعد أن تم تهجير معظمهم، إضافة إلى الآلاف من السكان الأصليين من الأكراد بشكل خاص، جلبت تركيا مكانهم مقاتلين متطرفين وعائلاتهم، وتواصل قواتها والفصائل التابعة لها ارتكاب أبشع الانتهاكات ضد من تبقى من الأكراد بهدف تهجيرهم، ضمن خطط أنقرة لإحداث تغيير ديموغرافي شامل في مناطق شمال سوريا.

وتحدد "ديانت" ما يتم الترويج له بشكل كامل في المساجد والمدارس القرآنية الجديدة في عفرين، وفق توجهات حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم في تركيا، بحسب سيدو الذي قال: "حتى الفتيات الصغيرات غالباً ما يضطررن إلى ارتداء الحجاب... وخلال التصعيد الأخير في غزة، كانت المساجد تروّج لخطاب كراهية لإسرائيل واليهود".

ووفقاً للجمعية الألمانية للشعوب المهددة، فإنّ "ديتيب" ليست جمعية ليبرالية، بل مؤسسة دينية تتبع أنقرة وتنشر الإسلام الراديكالي، وقد طلبت خلال الهجوم العسكري التركي على عفرين عام 2018 من جميع المساجد التابعة لها في ألمانيا  الصلاة من أجل انتصار جيش الاحتلال التركي.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية