لقاءات حصرية لـ"حفريات" مع صور لتصاعد المعارك في الضالع اليمنية

لقاءات حصرية لـ"حفريات" مع صور لتصاعد المعارك في الضالع اليمنية


07/11/2021

من منطقة قتال الجُب وبتار، في جبهة الضالع، أجرى الصحفي والمتحدث باسم اللواء الثاني مشاة، محمد عادل الشرافي، لقاءات لموقع "حفريات"، مع عدد من الضباط والجنود، للوقوف على صمودهم وتأثير أزمة قطع الرواتب على عزيمتهم القتالية.

 

اقرأ أيضاً: اليمن: جرائم الحوثيين لا تتوقف في "العبدية"... والتحالف يبدأ عملية فك الحصار

وكانت المقاومة الجنوبية في طليعة القوات التي تصدت للانقلاب الحوثي، وتمكنت من طرده من كامل تراب الجنوب، واليوم تقاتل هذه القوات التي تحمل اسم "القوات المسلحة الجنوبية" الحوثيين في عشر جبهات قتال، معظمها خارج المناطق الجنوبية، ما يعني نجاحاً كبيراً في تحقيق الهدف الأسمى لها، وهو تحرير الجنوب من الغزو الحوثي، والتعاون مع التحالف العربي للقضاء على الخطر الحوثي، الموالي لإيران.

المتحدث باسم القوات الجنوبية، المقدم محمد النقيب

وتلقى الجنوب طعنة غدر من الذراع السياسية للإخوان المسلمين، حزب التجمع الوطني للإصلاح، الذي يهيمن على الجيش اليمني، الذي تشكل بعد انقلاب الحوثيين، مدعوماً في ذلك من نائب رئيس الجمهورية، الرجل القوي، علي محسن الأحمر، واستغل الإخوان الانفراد بقرار الحكومة الشرعية اليمنية في غزو محافظات جنوبية، بعد خسارتهم معاقلهم في المحافظات الشمالية، وكوّنوا حاضنة شعبية عبر التغيير الديموغرافي وتدشين معسكرات وهياكل أمنية من موالين لهم، ونجحوا في السيطرة على شبوة ومناطق من أبين وحضرموت والمهرة، ودخلوا في صدام عسكري مع القوات الجنوبية، خفتت حدته بتوقيع اتفاق الرياض في عام 2019.

بطولات جنوبية

وتسبب العداء الإخواني للجنوبيين، والذي يدخل ضمن الصراع الشمالي الجنوبي، في هدر الكثير من جهود التحالف العربي في مواجهة الحوثيين؛ إذ أخفق الإخوان في معظم الجبهات ضدّ الحوثيين، وبات معقلهم الرئيسي، وآخر المحافظات الشمالية، مأرب، تحت رحمة الهجوم الشديد للحوثي، وفي الجنوب تخلت القوات التابعة لهم عن عدّة مديريات في محافظة شبوة، وأعاد الحوثي احتلالها دون جهد يُذكر.

المتحدث باسم القوات الجنوبية لـ"حفريات": منذ بداية العام الجاري لم تتحصل قواتنا سوى على راتب شهر واحد، وفي العام الماضي لم تتسلم رواتب ستة أشهر

إلى جانب ذلك، قامّ الإخوان والرئاسة بقطع رواتب القوات المسلحة الجنوبية، على الرغم من وجود هذه القوات في الصفوف الأمامية في مواجهة الحوثي، ما ترك عائلات الضباط والجنود في مواجهة أزمة معيشية طاحنة، ولولا العقيدة والإيمان الراسخ للجنوبيين بقضيتهم لما استطاعوا الصمود في جبهات قتال دون راتب، لمدة تصل إلى تسعة شهور خلال هذا العام، ومستحقات متأخرة عن ستة شهور في العام الماضي، وكذا الأعوام السابقة.

وحول جبهات القتال الجنوبية ضدّ الحوثيين، قال المتحدث باسم القوات الجنوبية، المقدم محمد النقيب: لدى قواتنا المسلحة الجنوبية جبهات الضالع ومريس، وجبهة طور الباحة - حيفان، وجبهة كرش، وجبهة المسيمير، وجبهة يافع، وجبهة ثرة، وجبهة لودر الحلحل، وجبهة كهبوب، وجبهات الساحل الغربي، وجميعها مناطق شمالية، عدا جبهة ثرة وجبهة لودر الحلل، يقعان في محافظة أبين الجنوبية.

الصحفي والمتحدث باسم اللواء الثاني مشاة، محمد عادل الشرافي في جبهة الضالع

وأضاف لـ"حفريات"؛ لولا تشتيت جهودنا في صدّ الميليشيات الإخوانية التي احتلت شبوة وأجزاء من أبين، لكانت قواتنا حررت مكيراس التابعة لمحافظة أبين، وتعمقت أكثر في كل المحاور إلى داخل عمق المليشيات الحوثية، ولم تنته مؤامرة الإخوان على الجنوب، فقبل أيام سلموا مديريات بيحان في شبوة، دون قتال، ولهذا باتت جبهة شبوة من أهم الجبهات لنا.

صمود شعب

ويعتبر الصمود الجنوبي في مواجهة الحوثي بمثابة صمود شعب كامل، رغم الأزمات المعيشية التي يعاني منها الجنوب، بشكل أشد من المناطق الشمالية، والتي تعود إلى عقود من التهميش بعد فرض الوحدة الإجبارية، بعد احتلال الجنوب عام 1994 على يد قوات الرئيس الشمالي، علي عبد الله صالح، شهد فيها الجنوب استنزافاً كبيراً لثرواته وأراضيه، وطرد الموظفين الجنوبيين من المناصب التنفيذية المهمة، فضلاً عن غياب التنمية المتعمد، ما جعل الجنوب اليمني ينتفض في حراك عام 2007، ويتخذ خطوات نحو الاستقلال بعد تنحي صالح عام 2011.

العميد الركن عبد العزيز الهدف لـ"حفريات":  لا ندافع فقط عن أرضنا، بل عن الدول العربية من التطرف الإيراني، ونحمي الخليج العربي من التمدد الحوثي - الإيراني

ومن منطقة قتال الجُب وبتار، في جبهة الضالع، أجرى الصحفي والمتحدث باسم اللواء الثاني مشاة، محمد عادل الشرافي، لقاءات لموقع "حفريات"، مع عدد من الضباط والجنود، للوقوف على صمودهم وتأثير أزمة قطع الرواتب على عزيمتهم القتالية، وقال قائد قطاع الجّب وبتار، قائد اللواء الثاني مشاة، العميد الركن عبدالعزيز الهدف: "الدين والأرض والعرض هم ثلاثة أشياء نبذل كل ما نملك للحفاظ عليهم، وسنقدم أرواحنا رخيصة في سبيل الذود والدفاع عنهم، بعيداً عن المناصب والمكاسب، ونحن اخترنا هذا الدرب منذ الوهلة الأولى التي غزتنا فيها القوات الشمالية عام 1994، وما تبع ذلك من قتل وسفك دمائنا بدون أي ذنب يذكر، فقد كانوا ينتقمون من كل أبناء الجنوب ويستعبدوننا تحت وطأة العنف والسلاح".

صورة لحفريات من جبهة الضالع، تصوير محمد الشرافي

وأضاف العميد الهدف: ما عانيناه منذ فقدنا دولتنا الجنوبية من ظلم ومآسٍ واضطهاد، هو ما يجعلنا نصمد ونثبت ثبوت جبال الضالع الأبية في وجه أعداء الأمة العربية، لأننا لا ندافع فقط عن أرضنا، بل عن الدول العربية من التطرف الإيراني، ونحمي الخليج العربي من التمدد الحوثي - الإيراني الواهم بالسيطرة على كل الدول العربية.

وقال الجندي عبدالله مهدي لـ"حفريات": "قاتلنا الحوثيين في حرب صيف 2015 ونحن لا نملك أي شيء غير الإرادة والعزم والإصرار، الذي بنيناه من باطل القهر والحرمان الذي فرضه الاحتلال اليمني الشمالي علينا كجنوبيين، وهذا ما يدفعنا للصمود والثبات في جبهات القتال غير مهتمين بالمرتبات وجني الأرباح، فما عانيناه طيلة ذلك الزمن السحيق والغابر كفيل بأن يصنع منا وحوشاً كاسرة، لا تخاف ولا تنثني لشيء، فالحرية والكرامة أشياء لا تقدّر بثمن".

أزمة رواتب العسكريين

وتصدرت أزمة رواتب العسكريين والمتقاعدين العسكريين عناوين الأخبار خلال العامين الماضيين، وشهدت المناطق الجنوبية ومدينة عدن مظاهرات واسعة من المتقاعدين للمطالبة بصرف مستحقاتهم، وتعود أزمة المتقاعدين إلى عام 1994، حين قام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بتسريح الجيش الجنوبي، وقطع رواتب ضباطه وجنوده، وحرمانهم من معاشات التقاعد، وحين تشكلت القوات الجنوبية ودخلت في التحالف العربي ضدّ الحوثيين، صارت تتبع اسمياً وزارة الدفاع اليمنية، وكان من المفترض أنّ تتلقى رواتبها منها، وهو الأمر الذي لم يحدث إلا قليلاً، بسبب هيمنة الإخوان المسلمين على وزارة الدفاع، وقطع رواتب الجنوبيين ضمن حربهم على الجنوب.

 

اقرأ أيضاً: إدانات واسعة لإعدامات الحوثيين... هل يسكت العالم على الجريمة الوحشية؟

وتعليقاً على أزمة رواتب العسكريين، قال المتحدث باسم القوات الجنوبية لـ"حفريات": منذ بداية العام الجاري لم تتحصل قواتنا سوى على راتب شهر واحد، وفي العام الماضي لم تتسلم رواتب ستة أشهر، ولها متأخرات من الأعوام الماضية، ورغم ذلك فإنّ العقيدة القتالية التي يتمتع بها أبطال قواتنا جعلتهم يرابطون في الثغور.

تعيش أسر أفراد القوات أوضاعاً صعبة، ولكنهم يدركون أنّ قطع المرتبات هو حرب اقتصادية من الإخوان، بهدف ثنيهم عن الدفاع عن وطنهم

وحول صمود القوات في الجبهات مع الأزمة المالية، قال المقدم محمد النقيب: تعيش أسر أفراد القوات أوضاعاً صعبة، ولكنهم يدركون أنّ قطع المرتبات هو حرب اقتصادية من الإخوان، بهدف ثنيهم عن الدفاع عن وطنهم، وهم صامدون لأنّ معركتهم هي معركة وجود ضدّ الحوثيين والإخوان والتنظيمات الإرهابية.

اقرأ أيضاً: ما علاقة تنظيم القاعدة في اليمن بالحوثيين؟.. وهذه آخر جرائمه

وذكر أنّ القيادة السياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي، تبذل جهوداً كبيرة في التخفيف من معاناة أسر أفراد وضباط القوات والأمن، وأسر الجرحى والشهداء، عبر صرف حوافز لهم رغم شح الامكانيات، انطلاقاً من الواجب الإنساني والأخلاقي والوطني تجاه الأبطال الذين يتصدون للمؤامرات والدسائس والتهديدات الحوثية، التي لا تستهدف الجنوب فقط، بل والأمن العربي.

 

اقرأ أيضاً: أطفال اليمن يدفعون ثمن إرهاب الحوثيين.. وهذا ما حذرت منه تقارير حقوقية

وأشار النقيب إلى أنّ الحكومة الشرعية التي تتحكم بها جماعة الإخوان هي من تقوم بتحصيل كل موارد الدولة النفطية والضرائب والجمارك والموانئ والمطارات، سواء في عدن أو في غيرها، وكان من المفترض أن تصرف مرتبات الجيش والأمن بدلاً من صرف الأموال على ميليشياتها ومشاريع الإخوان الخاصة.

ومن جبهة قتال الضالع، أكد الملازم عبدالله حسن، على صمودهم رغم الحرب الاقتصادية، وقال لـ"حفريات": نحن الآن أمام معركتين شرستين؛ اقتصادياً وحربياً في ساحات القتال، ونتعرض لمؤامرة خبيثة يراد لنا بها الخنوع والاستسلام، وتهميش قضيتنا وجرنا نحو مربع لا عودة من بعده، ولكننا صامدون لإيماننا بعدالة قضيتنا الجنوبية.

يعتبر الصمود الجنوبي في مواجهة الحوثي بمثابة صمود شعب كامل

وفي عام 1990 اتحدت اليمنان الشمالي والجنوبي في دولة واحدة، وبعد إخفاق الوحدة أعلن الرئيس اليمني الجنوبي السابق، على سالم البيض الانفصال عن الشمال، عام 1994، واستعادة دولة اليمن الجنوبي، وعلى إثر ذلك غزت القوات الشمالية اليمن الجنوبي، وفرضت وحدة قسرية على سكانه، الذين عانوا من التهميش وغياب التنمية والقمع.

وتوجد في المحافظات الجنوبية معظم الثروات النفطية، وتقدر بـ 80% من ثروات البلاد، في محافظة شبوة وأبين، وتتولى الحكومة المسؤولية الإدارية الشاملة في المحافظات الجنوبية، ويضطلع المجلس الانتقالي بدور سياسي وعسكري.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية