لقاحات "كورونا" في السباق.. أين الدواء؟

لقاحات "كورونا" في السباق.. أين الدواء؟


01/12/2020

أمجد عرار

من الملاحظ أن العديد من الدول تخوض سباقاً لإنتاج لقاحات مضادة لفيروس كورونا. لكن إنتاج دواء لهذا الوباء لا يحظى بنفس الاهتمام، فهل اللقاح أهم من العلاج؟ 

ثمة خبراء يرون أنه حتى مع تطوير اللقاحات لا يمكن القضاء على الوباء من دون أدوية. والمراقب يسأل: لماذا لم نسمع عن تطوير أدوية فعالة لعلاج مصابي كورونا كما هو الأمر بالنسبة للقاحات؟

الخبراء يجمعون على أن الدواء إلى جانب اللقاح والإجراءات الاحترازية، هو الطريقة المثلى للقضاء على الجائحة، لكن إذا كانت الإجراءات الاحترازية رهناً بالتزام المجتمع، فإن اللقاحات والأدوية تقع خارج سيطرته وقدراته. 

لقاح ودواء

وأمام التطور الهائل الحاصل في مجال تطوير لقاحات ضد «كورونا»، لا يبدو أن تقدماً مماثلاً سُجل في مجال تطوير الأدوية المعالجة للفيروس. هذا التفاوت طرح أكثر من علامة استفهام خصوصاً من خارج الأوساط الطبيّة، باعتبار أن السباق على اللقاح هو «الهاجس الأكبر حالياً تغذيه دوافع سياسية» يقول خصوصاً المشككون في مدى فاعلية التعامل الطبي والسياسي مع الجائحة العالمية. 

لكن في ألمانيا سعت الحكومة الفيدرالية على موقعها الخاص إلى طمأنة المواطنين عبر التشديد على أن الأبحاث جارية على قدم وساق، وهي «لا تقل أهمية على تطوير اللقاح»، لأن اللقاح وحده لا يكفي للقضاء على الوباء، كما تقول محطة «دي دبليو» الألمانية. ويشير موقع وزارة الصحة الألمانية إلى مشروع (التضامن) الدولي برعاية منظمة الصحة العالمية وبمشاركة عشرات من الدول بهدف تطوير دواء علاجي بذات فاعلية اللقاحات المُعلن عنها.

ويشير خبراء إلى نجاحات تحققت وأن الاختراق آتٍ لا محالة. ويشار إلى أنه عند بداية أزمة «كورونا» طُرحت أسماء لعقارات عدة في مواجهة الفيروس، لكنها أدوية منتجة سابقاً لأوبئة أخرى، وحصل جدل بشأن فاعليتها أو إمكانية حدوث مضاعفات لاستخدامها. ومن هذه الأدوية عقار إيبولا «رمديسفير» والملاريا «كلوروكين»، وساد تفاؤل كبير آنذاك. لكن مع مرور الوقت بدأ هذا التفاؤل يتلاشى، بل حتى منظمة الصحة العالمية شككت بفاعلية عقار «رمديسفير» وبقي في بعض الدول عقار «كلوروكين» فقط متداولاً لكنه لم يمنع معدل وفيات تجاوز عتبة المليون حالة وفاة حول العالم.

علاجان روسيان

في سبتمبر الماضي، وافقت روسيا على استخدام عقار كورونافير من إنتاج شركة آر-فارم في علاج المرضى بالعيادات الخارجية الذين يعانون من إصابات خفيفة إلى متوسطة، مع إمكانية توفير الدواء المضاد للفيروسات في الصيدليات بأنحاء البلاد.

وحصلت الموافقة على استخدام كورونافير كعلاج بوصفة طبية بعد إجازة دواء روسي آخر، وهو أفيفافير، في مايو.

ويستند العقاران إلى أساس عقار فافيبيرافير الذي تم تطويره في اليابان، ويستخدم هناك على نطاق واسع باعتباره الأساس للعلاجات المضادة للفيروسات.

تجربة بريطانية

وفي بريطانيا، قال باحثون إن عقار «كولشيسين» المضاد للالتهابات، الذي يستخدم عادة لعلاج النقرس، سيُدرج في برنامج تجريبي يهدف للبحث عن علاج لـ«كورونا» وكشف برنامج RECOVERY (التقييم العشوائي لعلاج «كورونا» على موقعه على الإنترنت، إنه سيجري اختبار الكولشيسين في تجربة عشوائية تشمل 2500 مريض في جميع أنحاء بريطانيا، سيتلقون العقار بالإضافة إلى معيار الرعاية الحالي لمدة 10 أيام، وفقاً لـ«روسيا اليوم».

وستُقارن البيانات الواردة من 2500 متطوع بنتائج العلاج لما لا يقل عن 2500 مريض آخر، والذين سيتلقون العلاج القياسي فقط.

ويتمثل الهدف الرئيسي من الدراسة في تقييم ما إذا كان العقار يمكن أن يقلل معدل الوفيات الشديدة، في غضون 28 يوماً منذ بدء العلاج. 

الرهان منصبّ الآن على تطوير الأدوية المتوفرة، لكونها الأسرع زمناً. ويمكن تقسيم هذه الأدوية إلى أربعة أنواع: مضادات الفيروسات، أدوية ضد ارتفاع ضغط الدم، أدوية كبت المناعة، وأدوية لمرضى الرئة.

عن "البيان" الإماراتية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية