لماذا زارت قيادات من القاعدة عفرين السورية؟

لماذا زارت قيادات من القاعدة عفرين السورية؟


29/12/2020

أفاد موقع "عفرين بوست" أنّ قيادات منتمية إلى تنظيم القاعدة الإرهابي زارت مدينة عفرين شمال سوريا، الواقعة تحت سيطرة تركيا والميليشيات الموالية لها، وذلك لتأسيس غرفة عمليات مشتركة، لخدمة مصالح تركيا، ومواجهة قوات سوريا الديمقراطية (قسد).

وبحسب الموقع، فإنّ زيارة متزعمي الصف الأول من "هيئة تحرير الشام" (النصرة) إلى عفرين، تحت عنوان التنسيق، تنتهي إلى نتيجة "مزيد من المقاتلين لخدمة أهداف تركيا وخطتها".

وعلى الرغم من أنّ هيئة تحرير الشام أعلنت فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة، فإنّ الموقع المختص بتغطية أخبار عفرين وصف العناصر بالقاعديين، ربما في إشارة إلى الانتماء الفكري أو تشكيك في فك الارتباط الذي رآه مراقبون صورياً ومشكوكاً فيه.

 

إنّ عمليات إخلاء نقاط المراقبة التركيّة في ريفي إدلب وحلب تؤدي إلى إعادة انتشار في مناطق أكثر قرباً من "هيئة تحرير الشام"

في غضون ذلك، أشار موقع "عفرين بوست" إلى زيارتين متتاليتين قام بها السعودي عبد الله المحيسني، برفقة مصلح العليان، إلى عفرين، ليلتقيا بمتزعمي ميليشيا فيلق الشام المقربة من أنقرة، ومن بعدهما زيارة المدعو عبد الرزاق المهدي، الذي التقى بمتزعم ميليشيا سليمان شاه (العمشات)، وهؤلاء كانوا من المباركين لإعلان هيئة تحرير الشام تأسيسها في بيان أصدروه مع آخرين في يوم إعلانها نفسه في 28/1/2017.

ولفت الموقع إلى أنّ الغاية من هذه الزيارة تأسيس "غرفة عمليات" مشتركة تخدم المصالح التركيّة ومعاركها، وهذا ينسجم مع جهودها في تشكيل جسم عسكريّ موحّد، تأمل أن تنضم إليه هيئة تحرير الشام مباشرة أو بعد أن تحلّ نفسها.

وأضاف: ليس غريباً وجود هيئة تحرير الشام في المناطق التي احتلتها تركيا، بل إنّ عمليات إخلاء نقاط المراقبة التركية في ريفي إدلب وحلب تؤدي إلى إعادة انتشار في مناطق أكثر قرباً من "هيئة تحرير الشام"، وبذلك فإنّ جهود أنقرة تصب باتجاه استحواذ المزيد من البدائل بانتظار معارك طويلة.

وتابع: هذا شرط أنقرة لتعويم "هيئة تحرير الشام" وإسقاط توصيف الإرهاب عنها، وحصر التوصيف في المجاميع التي رفضت فك الارتباط عن القاعدة. ولذلك جاءت خطوات الجولاني التي وُصفت بالبراغماتية ومحاولته حيازة التوصيف السوري، والتقليل من العناصر الأجنبية والحديث عن أنّ "الحزب التركستاني" يبدي مرونة في التعاطي مع الشأن السوري، يحمل في دلالته معنى توطين الإيغور في سوريا، أي شمولية التغيير الديمغرافي على كامل الشريط الحدودي مع سوريا.

تتزامن الزيارة ليس مع العدوان التركي على عين عيسى، رغم أهمية الحدث وخطورته، بل مع الجهود التركية المتواصلة منذ أشهر لتشكيل جسم عسكري موحد

تتزامن الزيارة ليس مع العدوان التركي على عين عيسى، رغم أهمية الحدث وخطورته، بل مع الجهود التركية المتواصلة منذ أشهر لتشكيل جسم عسكري موحد، يمكن أن تُضمّ إليه "هيئة تحرير الشام"، وبذلك يتمّ تعويمها وإسقاط اسمها من لوائح الإرهاب الدولي.

وتم تداول عقد اجتماع في 8/12/2020، في مدينة إعزاز، بين ضباط أتراك وقادة فصائل المرتزقة التابعة لتركيا، جرى خلاله التحضير لهجوم على مناطق منبج وعين عيسى وتل تمر، بالتزامن مع توجّه رتل ضخم للقوات التركية إلى ريف منبج، قادماً من 3 محاور (الباب والراعي وجرابلس).

وذكر موقع "عفرين بوست" نقلاً عن مصادره أنّ ضباطاً أتراكاً عقدوا في 21/12/2020 اجتماعاً في مبنى السرايا القديمة مع متزعمي 4 ميليشيات للمرتزقة، هي (الجبهة الشامية والسلطان مراد وجيش الإسلام وأحرار الشرقية).

في سياق الدعوة إلى الوحدة أيضاً تحدث المدعو أبو الفتح الفرغلي، أحد متزعمي النسق الأول في هيئة تحرير الشام، في تطبيق عبر قناته في تطبيق تليغرام مطلع شهر كانون الأول (ديسمبر) الجاري عمّا سمّاه المصالحة العامة في الشام، قائلاً: إنّ أي نظرة لوضع الساحة الشامية الآن تدرك أنها أحوج ما تكون لمصالحة عامة بين جميع مكوناتها.

واعتبر الفرغلي أنّ هذا هو الحل الوحيد للاستمرار والتقدم وتحقيق الهدف الأعلى، وإلا سيتم دفع الثمن باهظاً، مشيراً إلى أنّه لا بدّ أن يقدّموا جميعاً بلا استثناء تنازلات مؤلمة من أجل المصالحة، مهما كان الماضي مؤلماً والحاضر أسود، حسب تعبيره.

ويسعى الفرع السوري لتنظيم القاعدة (هيئة تحرير الشام/ جبهة النصرة) إلى تعزيز وجوده العلني في المناطق السورية التي تخضع للاحتلال التركي بعد أعوام من العمل السري في تلك المناطق.

وقد لا تختلف المسألة بالنسبة إلى هيئة تحرير الشام، فإمّا يتمّ ضمّه إلى الكيان الجديد المزمع، وإمّا يتم حله ويسقط من لوائح الإرهاب الدولي، ويصار إلى تشكيل كيان بسجل نظيف، وقد تتم مساندته ليكون شريكاً في العملية السياسية.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية