لماذا عزف الشيعة على وتر الطائفية في كركوك؟

لماذا عزف الشيعة على وتر الطائفية في كركوك؟


13/09/2020

في الوقت الذي تترقب فيه العراق انتخابات برلمانية مبكرة ضمن خريطة الإصلاح السياسي التي رسمها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بدأت الطائفة الشيعية في محاولات لمدّ نفوذها في مناطق خارج نطاق سيطرتها التاريخي، فقد اختارت محافظة كركوك (شمال العراق) التي تتميز بتباينها العرقي، فيما أطلق الشيعة كياناً جديداً لإعادة تصنيف المحافظة، واختطافها من الصراع العرقي إلى الطائفي. 

وفي غضون ذلك، أعلنت قوى شيعية عراقية أمس عن تشكيل تجمّع سياسي جديد في محافظة كركوك المتنازع عليها شمالي العراق، تحت مُسمّى "الهيئة التنسيقية العربية"، بحسب ما أوردته جريدة العرب اللندنية.

تشكيل (الهيئة التنسيقية العربية) في كركوك لا ينفصل عن الاستعدادات الحزبية للانتخابات البرلمانية المبكّرة

وبحسب المصدر ذاته، فإنّ تشكيل هذا الهيكل لا ينفصل عن الاستعدادات الحزبية للانتخابات البرلمانية المبكّرة التي ستجرى صيف العام القادم، في ظلّ ظروف مختلفة تتميّز خصوصاً بتوسّع النقمة الشعبية على الأحزاب الدينية التي حكمت العراق طيلة الأعوام الـ17 الماضية، حيث يبدو الاستثمار في النزاع الدائر على محافظة كركوك الغنية بالنفط مغرياً لأحزاب بلا برامج دأبت على تسويق الإيديولوجيا والخطاب الديني.

ويقطن كركوك خليط من العرب والأكراد والتركمان من مذاهب وأديان مختلفة. ويدور الصراع عليها إلى حدّ الآن على أساس قومي بين الأكراد الساعين إلى ضمّ المحافظة إلى إقليمهم شبه المستقلّ في شمال العراق، وبين العرب المتمسّكين بعروبة المحافظة، والتركمان الساعين إلى تثبيت حقّهم "التاريخي" فيها بدفع وتشجيع من تركيا، لكنّ دخول أحزاب شيعية على خط الصراع من شأنه أن يضفي عليه بُعداً طائفياً، حيث تبرز بشكل أكبر الثنائية التقليدية، شيعة مقابل سنّة، وسيجد عرب المحافظة أنفسهم موزّعين حسب انتمائهم الطائفي.

وجاء الإعلان عن تأسيس الهيئة الجديدة في مؤتمر صحافي عقد في كركوك، وتلا خلاله الممثل عن التيار الصدري محمد اللّامي البيان التأسيسي للتكتل الجديد. 

وقال اللّامي: إنّ التكتل الجديد يتكوّن من أحزاب سياسية وعشائر لتمثيل الشيعة في محافظة كركوك، دون الإشارة إلى أسماء تلك الأحزاب. ولفت إلى أنّ تأسيس الهيئة يعود إلى ما أفرزته الممارسات السياسية السابقة والحالية، ونظام المحاصصة. وأضاف اللّامي: إنّ تلك الإفرازات أسفرت عن حرماننا من تمثيل عادل ومنصف بإدارة المحافظة، ومنعنا من الحصول على فرص العمل والتوظيف بما يتناسب مع حجمنا الحقيقي.

وأردف قائلاً: إنّ الهيئة الجديدة هي الجهة المخولة للتفاوض، في ما يخصّ تقاسم السلطة في كركوك، مضيفاً: كما أنها المخولة للمطالبة بكافة حقوق ذلك الطيف (الشيعة) وفق القوانين والدستور، بما يخدم المصلحة الوطنية، ويضمن المشاركة الواسعة لكلّ المكوّنات في إدارة المحافظة.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية