لماذا وُضعت "سرايا المختار" البحرينية على قوائم الإرهاب الأمريكية؟

لماذا وُضعت "سرايا المختار" البحرينية على قوائم الإرهاب الأمريكية؟


20/12/2020

بعث إدراج "سرايا المختار" البحرينية على قوائم الإرهاب، في الولايات المتحدة، والمتهمة بالحصول على الدعم المالي، والتدريب العسكري، من إيران، الجدل حول الأدوار التي تؤديها الأخيرة في منطقة الخليج، واستهدافها المتواصل لبناء وتشكيل ميليشيات عسكرية وطائفية، وكذا تعبئة أفراد مسحلين ضمن جهاز الحرس الثوري، وفيلق القدس، الذي يطوق عدداً من العواصم العربية؛ في اليمن ولبنان وسوريا.

وكلاء طهران في الخليج

ليست المرة الأولى التي يجري فيها تصنيف منظّمات طائفيّة مسلّحة على قوائم الإرهاب الأمريكية، في البحرين، بعد أن تبيّن صلاتها بإيران، على نحو خاص، فضلاً عن تورّطها في أنشطة إرهابية؛ فقد صنفت الخارجية الأمريكية "سرايا الأشتر" باعتبارها منظمة إرهابية، في النصف الثاني من العام قبل الماضي، وذلك على خلفيّة قيام عناصرها بمجموعة من التفجيرات الدموية، وتصفية عناصر أمنية في مؤسسات وأجهزة الدولة.

وبحسب منسّق مكافحة الإرهاب، في الخارجية الأمريكية، ناثان سيلز، فإنّ "إيران تستخدم وكلاء إرهابيين، لتوسيع نفوذها الخبيث، وتعكير السلام والاستقرار الدوليين. إنّ هذه التعيينات تقدم إخطاراً بأنّ الولايات المتحدة ترى بوضوح ما تحاول إيران فعله نحو البحرين من خلال وكيلها، سرايا الأشتر الإرهابية".

اقرأ أيضاً: البرلمان البحريني مستاء من قطر... وهذا موقفه من المصالحة

وبحسب وسائل الإعلام المحلية في البحرين؛ فقد أفادت اعترافات أعضاء تنظيم سرايا الأشتر، المدعوم من طهران، بأنّهم حصلوا على "تدريبات عسكرية بالعراق من قبل كتائب حزب الله، وهذا ما جعل السلطات البحرينية تستدعي أحمد نايف رشيد الدليمي، سفير العراق لديها، وتسلمه مذكرة احتجاج رسمية على خلفية اعتقال عدد من الإرهابيين، اعترفوا بتلقّيهم تدريبات في العراق".

صحف بحرينية: اعترافات أعضاء تنظيم "سرايا الأشتر"، المدعوم من طهران، أفادت بأنّهم حصلوا على "تدريبات عسكرية بالعراق من قبل كتائب حزب الله

كما أنّ التنظيم أعلن، مطلع العام 2017، مسؤوليته عن الهجوم المسلح، الذي حدث في منطقة بني جمرة، الذي نجمت عنه إصابة رجل أمن؛ حيث إنّ العملية كانت تستهدف "تحذير السلطات البحرينية من تنفيذ أحكام الإعدام، في أعضاء التنظيم الذي دانهم القضاء باغتيال ضباط شرطة، بينهم الضابط الإماراتي". حسبما جاء في إصدارهم الإعلامي حول الهجوم الإرهابي.

جرائم الحرس الثوري

وقبل نحو شهرين، كشف أجهزة الأمن البحرينية، "إحباط مخطط إرهابي، حاول تنفيذه الحرس الثوري الإيراني"، بحسب البيانات الرسمية لوزارة الداخلية، وقالت وزارة الداخلية البحرينية: إنّها "تمكنت من إفشال مخطط إرهابي ضخم، تلقّى دعماً وتمويلاً من هاربين في إيران، وعناصر في الحرس الثوري"، وأضافت: "وهذه المعلومات كشفها ملف القضية التي تنظرها المحكمة الجنائية، والتي تضم 18 متهماً، بينهم تسعة هاربين في إيران".

اقرأ أيضاً: توتر بين البحرين وقطر يطيح بآمال المصالحة... وهذا ما قاله قرقاش

وأوضحت وكالة الأنباء البحرينية؛ أنّ "النيابة العامة أجرت تحقيقات موسعة، أسفرت عن قيام المتهمين بتنظيم أنفسهم، في إطار جماعة أسسها بعضهم، بغرض تنفيذ مخططاتهم لارتكاب أعمال إرهابية في البحرين".

وتابعت: "منحت قيادات الحرس الثوري الإيراني التوجيهات للمتهمين من العناصر الإرهابية بالخارج، والذين يتخذون من إيران والعراق ملاذاً لهم، بهدف تكليفهم بتكوين جماعات مسلحة مشكلة من العناصر في الداخل، لتخطيط وتنفيذ العمليات الإرهابية والتخريبية داخل البحرين؛ حيث ألقت الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية القبض على المتهمين من عناصر تلك الجماعة الموجودين بالبحرين، وذلك في نهايات العام الماضي".

اقرأ أيضاً: قطر تستهدف مواطني البحرين في أرزاقهم... ما هو رد المنامة؟

وقد جرى تكليف بعض المتهمين بالسفر إلى العراق وإيران، بحسب وكالة الأنباء الرسمية، ثم إلحاقهم هناك بدورات تدريبية بمعسكرات الحرس الثوري، وحزب الله العراقي، لجهة تدريبهم على قيادة المجموعات الإرهابية تنظيمياً، وتوجيههم للعمل على تجنيد وضمّ عناصر جدداً، إضافة إلى تشكيل خلايا عنقودية منفصلة، تتولى تنفيذ المهام والعمليات الإرهابية، بمختلف المناطق بالبحرين.

موقف مجلس التعاون الخليجي

وقبل أيام قليلة، وُضعت سرايا المختار، التي تأسست نهاية عام 2011، على القائمة السوداء الأمريكية، إثر اندلاع الاحتجاجات الفئوية في البحرين؛ إذ أعلنت أنّ هدفها "إسقاط النظام في البلاد"، حسبما كتبت على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، واتخذت لنفسها شعار "المقاومة الإسلامية في البحرين".

اقرأ أيضاً: "المجلس الأطلسي" يكشف عن نقل إيران أسلحة غير مشروعة إلى البحرين.. تفاصيل

تمّ وضع المنظمة، عام 2012، على قوائم الإرهاب في البحرين، بينما اتهمتها واشنطن بـ "التخطيط لهجمات على الجيش الأمريكي، المتمركز في المملكة الخليجية الصغيرة"، الأمر الذي سوف يترتب عليه "حرمانها من الموارد من خلال تجميد جميع أصولها في الولايات المتحدة، ومنع تعاملها من خلال النظام المالي الأمريكي".

وعام 2016؛ دان القضاء البحريني عدداً من الأشخاص المنتسبين لهذه الميلشيا، وأصدر أحكاماً قضائية ضدّهم بالسجن وإسقاط الجنسية عنهم، بدعوى انضمامهم إلى "الجماعة الإرهابية"، على خلاف أحكام القانون، وإدانتهم بالمشاركة في "أعمال التفجير والحرق، وحيازة وإحراز واستعمال مفرقعات وأسلحة، من دون تراخيص، ومحاولة إحداث تفجيرات، وجمع أموال لجماعة إرهابية، تنفيذاً لغرض إرهابي".

اقرأ أيضاً: بعد الإمارات والأردن... البحرين تقرر فتح سفارة لها في مدينة العيون المغربية

ومن بين أنشطة التنظيم على منصات التواصل الاجتماعي؛ اختراقه لحساب وزير الخارجية البحريني على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، عام 2017، كما أنّها حرّضت، عبر منصاتها المختلفة على اغتيال مسؤولين بحرينيين، مقابل دفع مكافآت مادية.

الباحث المصري مصطفى صلاح لـ "حفريات": إيران تستخدم الجماعات الشيعيّة في الدول العربية، للضغط على صانعي القرار في هذه الدول، وإثارة الاضطرابات الداخلية

ومن جانبه، ثمّن مجلس التعاون الخليجي القرار الأمريكي، بخصوص تصنيف ما تعرف بـ "سرايا المختار" البحرينية، جماعة إرهابية، لما تمثله من تهديدات على أمن واستقرار البحرين، وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف؛ إنّه "سبقت إدانة أفراد سرايا المختار البحرينية بجرائم إرهابية، بما في ذلك قتل رجال الأمن والتخطيط لارتكاب أعمال الاغتيال والتخريب"، مؤكداً أنّ "مواقف مجلس التعاون الثابتة نحو الإرهاب، بنبذ جميع أشكاله وصوره، ورفض دوافعه ومبرراته، وأيّاً كان مصدره، كذلك العمل على تجفيف مصادر تمويله ودعمه".

الجماعات الشيعيّة والأدوار الوظيفيّة

تعكس عملية مواجهة أذرع إيران، في العديد من الدول العربية والأجنبية، في ظلّ إدارة الرئيس الأمريكيّ المنتهية ولايته، دونالد ترامب، مجموعة من الضغوط التي يجري توظيفها ضدّ طهران ووكلائها، لمنع تغوّلها السياسيّ والميدانيّ، ومن ثمّ، تحقيق أهدافها الإقليمية والدولية، حسبما يوضح الباحث المصري، الدكتور مصطفى صلاح، الذي أضاف لـ "حفريات": "من المعروف أنّ إيران تستخدم الجماعات الشيعيّة في الدول العربية، للضغط على صانعي القرار في هذه الدول، وإثارة الاضطرابات الداخلية وتقييد حريتهم في اتخاذ القرارات التي من شأنها مواجهة السياسة الإيرانية".

 الباحث المصري مصطفى صلاح

ويلفت صلاح؛ إلى أنّ "هذه الإجراءات الأممّية بحق الجماعات التابعة لإيران، تأتي في سياق مواجهة شاملة وعقوبات دولية عليها، بسبب أنشطتها الخارجية، وما تعكسه تلك الممارسات من تهديد لأمن واستقرار المنطقة.

اقرأ أيضاً: فلسطين تعيد سفيريها إلى الإمارات والبحرين... هل انتهت الخلافات السياسية؟

وبالنسبة إلى البحرين؛ هناك توجّه واضح من جانب الجماعات الشيعية لمواجهة السلطات الحكومية، وهو الأمر الذي ظهر بصورة واضحة، عام ٢٠١١، عندما حاولت الانقلاب على نظام الحكم، حسبما يوضح الباحث المصريّ، وهو الأمر الذي قوبل برفض خليجيّ وعربيّ هائل؛ بل وأرسلت المملكة العربية السعوديّة قوات وفق تفاهم مع البحرين، لجهة مواجهة الأعمال غير المشروعة لهذه التنظيمات؛ حيث قامت قوات درع الجزيرة بمواجهة هذه الأعمال العدوانية؛ بسبب المخاوف من انتقال هذه الأعمال إلى الدول الخليجية الأخرى، وذلك وفق ميثاق دفاع دول مجلس التعاون الخليجي.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية