مثقفون عرب يشيّعون فايز الصيّاغ: خسارة كبيرة للمعرفة

مثقفون عرب يشيّعون فايز الصيّاغ: خسارة كبيرة للمعرفة


18/08/2020

وصف كتاب ومثقفون رحيل الأديب والمترجم د. فايز الصياغ بأنه خسارة كبيرة للثقافة العربية. وقالوا إنّ غيابه ينشئ فراغاً في المشهد الفكري والمعرفي، لاسيما وأنّ الترجمات المهمة التي قدمها الصياغ  ستبقى منهلاً ومرجعاً إبداعياً في المكتبات العربية والعالمية.

وكان الموت غيّب أمس الاثنين فايز الصياغ عن عمر يناهز ثمانية وسبعين عاماً.

صدر للراحل فايز الصياغ أكثر من خمسة وعشرين عملاً بين موضوع ومترجم بالعربية والإنجليزية في المجالات الاجتماعية والثقافية، علاوة على الدراسات والبحوث في المجالات الأكاديمية والمحكمة

والراحل هو زوج الأديبة ليلى الأطرش، ووالد الزميلة الإعلامية دانة الصياغ؛ مديرة عام تلفزيون المملكة، والإعلامية مادا، والمهندس تميم.

وشيع جثمان الفقيد إلى مثواه الأخير في مقبرة أم الحيران ظهر اليوم الثلاثاء.

والراحل الصياغ أكاديمي وباحث ومترجم وناقد وشاعر من مواليد الكرك في الأردن عام 1942، حيث أكمل دراسته الثانوية فيها، ثم تابع تعليمه الجامعي في الجامعة الأمريكية في بيروت، وحصل فيها على شهادة بكالوريوس في علم الاجتماع، ودبلوم الأدبيْن العربي والإنجليزي، ثم نال الماجستير في علم الاجتماع الصناعي، والدكتوراه في علم الاجتماع الاقتصادي من جامعة تورنتو – كندا، التي قام بالتدريس فيها كذلك قبل عودته إلى الأردن.

بدأ شاعراً

نشر إنتاجه الشعري الأول في عدد من المجلات الأدبية العربية مثل "الآداب" و"شعر" في بيروت و"المعرفة" في دمشق، و"الأفق الجديد" في القدس و"أفكار" في عمّان التي أسهم في تأسيسها والإشراف على تحريرها. عمل مديراً للصحافة الأجنبية في وزارة الإعلام الأردنية، وأسس وترأس الإذاعة الإنجليزية في قطر. أصدر مجلة "الدوحة" الثقافية وتولى تحريرها.

شيع جثمان الفقيد إلى مثواه الأخير في مقبرة أم الحيران ظهر اليوم الثلاثاء

أسهم الصياغ في إصدار وتحرير مجلة "السجل" وإطلاق مؤسسة "ترجمان" في الأردن، ثم انصرف إلى الشؤون الأكاديمية والبحوث، قبل أن يتحول إلى مستشار وخبير في قضايا التنمية ومكافحة الفقر في البنك الدولي والأمم المتحدة، ثم في مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية.

عمل مستشاراً ومحرراً ومترجماً لتقارير "التنمية الإنسانية العربية" السنوية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وتقارير "المعرفة العربية" السنوية الصادرة عن الأمم المتحدة ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم في دبي.

اقرأ أيضاً: من أصل عربي.. وفاة زوجة وملهمة الروائي غارسيا ماركيز

ونال الصياغ جائزة الشيخ زايد للكتاب عام 2008 عن ترجمة إصدار "علم الاجتماع" تأليف أنتوني غدنز. وأشارت لجنة التحكيم حينها إلى أمانته ودقته وحرصه على المعلومة، وجودة تقديمها كما نال جائزة خادم الحرمين الشريفين للترجمة عام 2009 عن إصدار "عصر رأس المال" للمؤرخ هوبزباوم.

صدر للراحل أكثر من خمسة وعشرين عملاً بين موضوع ومترجم بالعربية والإنجليزية في المجالات الاجتماعية والثقافية، علاوة على الدراسات والبحوث في المجالات الأكاديمية والمحكمة.

ماذا قال عنه المثقفون؟

وقد نعى الراحلَ وزيرُ الثقافة الأردني د. باسم الطويسي، وقال: خسرت الساحة الثقافية العربية قامة كبيرة، وستظل الترجمات المهمة التي قدمها الصياغ منهلاً ومرجعاً إبداعياً في المكتبات العربية والعالمية، فضلاً عن مسيرته الحافلة بالعطاء البحثي والنقدي.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي نعى فايز الصياغ عددٌ من الشعراء والأدباء والكتاب، حيث كتب الشاعر إبراهيم نصر الله "خبر صاعق فقدان الكبير النبيل الشاعر الريادي والمترجم المثقف د. فايز الصياغ. لروحك السلام أيها الحبيب. أحر التعازي للغالية المبدعة، رفيقة دربه، ليلى الأطرش وللعائلة".

عمل الصيّاغ مستشاراً ومحرراً ومترجماً لتقارير "التنمية الإنسانية العربية" وتقارير "المعرفة العربية" الصادرة عن الأمم المتحدة ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم في دبي، ونال جائزة الشيخ زايد للكتاب

أما القاص محمود شقير فكتب: "الصديق العزيز منذ مجلة الأفق الجديد المقدسية؛ الشاعر المترجم المثقف الكبير د. فايز الصياغ. وداعا أيها العزيز".

وقال الناقد فخري صالح: نبأ فاجع آخر، أن يرحل الصديق فايز الصُيّاغ  الشاعر والمترجم الكبير الذي أثرى المكتبة العربية بأمهات الكتب في الأدب والفلسفة والعلوم الإنسانية.

وكتب القاص زياد بركات: رحم الله د. فايز الصيّاغ، عالم الاجتماع والمترجم والمثقف الموسوعي، وقبل ذلك كله الشاعر المرهف.

"الحب مثلاً" كانت قصيدته التي أغرمت بها في مراهقتي. نُشرت في مختارات شعرية للعديد من الشعراء الأردنيين في سبعينيات القرن المنصرم. ومن بين القصائد كلها لفتت انتباهي هذه القصيدة، إضافة إلى قصيدة "أويس" للكاتب والشاعر الكبير المرحوم أمين شنّار.

الراحل الصياغ أكاديمي وباحث ومترجم وناقد وشاعر من مواليد الكرك في الأردن عام 1942

كلما كنت أقابل جمال أبو حمدان، وهو صديق الصيّاغ، كنت أحدثه عن القصيدة وأسأله عما يفعل صاحبها في حياته، حتى جاءني يوماً بنسخة من الديوان الذي يحمل عنوان القصيدة.

رحمهما الله، فهما من ذلك النمط من الكتاب الكبار حقاً الذين نفتقد وجودهم بيننا".

أستاذ التاريخ في الجامعة الأردنية د. مهند المبيضين نعى الصياغ قائلاً "كان ندياً وعظيماً وواسع الرؤية وضيفاً هو الأكثر فائدة لطلابي في الدراسات العليا. خسارة كبيرة للأردن والثقافة العربية.

وكتب الأديب مفلح العدوان: "سلام على روح الصديق المثقف الأديب الدكتور فايز الصياغ . موجع هذا الغياب، رحمة الله على روحه الشفيفة الطيبة، وقلبه الذي كان دائماً ينبض بالمحبة والخير والعطاء.. سلام على فايز الصياغ، القامة الكبيرة بإنسانيته وعلمه ومعرفته وإبداعه، الشاعر الرقيق، المثقف العميق، المترجم القدير، عالم الاجتماع اللافت".

اقرأ أيضاً: في ذكرى رحيل محمود درويش: الكمنجات فقدت أعذبَ أوتارها

وكتب الدكتور موسى برهومة "برحيل فايز الصيّاغ يفقد العالم العربيّ واحداً من ألمع مثقفيه، وأكثرهم انشغالاً بالمعرفة الحقيقيّة العميقة، وأشدّهم ولاءً للقيمة العلميّة للأفكار.

يوم حزين آخر يقذف الظلام في عروقنا برحيل الأحبّة الذين يجعلون القلبَ يغرق في ألم الفقدان الذي لا ينتهي.

أعزّي أصدقاءه الكثر ومحبّيه ممن قرأوه شاعراً كتب في بواكير حياته "كلمات على الرمل"، ومن تابعوه ناقداً معرفيّاً تسلّح بعدّة أكاديميّة مرموقة، أثرى من خلالها، كمترجم، العقلَ العربيّ بالكتب التأسيسيّة التي نال عليها أرفع الجوائز.

ووصف برهومة الصيّاغ بأنه صاحبُ العقل الفيّاض بالنّور والحريّة، وسيبقى منارةً استثنائيّة مضيئة في ليل العرب الطويل، فهو مثقف عضويّ حفر في صخر الأفكار، وزرع أشجاره هناك، ومضى إلى عزلته ورحيله، مثل نبيّ يعانق الأبد.

كما نعت مؤسسة عبد الحميد شومان الأكاديمي والباحث والمترجم والناقد الدكتور فايز الصياغ، وقالت إنها تتقدم من آل الفقيد بأحر مشاعر العزاء والمواساة.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية