مسرحية "المومس الفاضلة" تثير ضجة كبيرة وصلت صداها للبرلمان المصري.. ما القصة؟

مسرحية "المومس الفاضلة" تثير ضجة كبيرة وصلت صداها للبرلمان المصري.. ما القصة؟


14/11/2021

مع إعلان نيتها إعادة تقديم مسرحية "المومس الفاضلة" للفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر، أثارت النجمة المصرية إلهام شاهين ضجة كبيرة في الوسط الفني المصري، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ووصل صداها إلى البرلمان المصري.

وتقدم نائب مصري بطلب إحاطة موجه إلى رئيس الوزراء ووزيرة الثقافة بسبب المسرحية، التي اعتبرها بمثابة "فن إباحي" لا يناسب عادات وقيم المجتمع.

وهاجم النائب أيمن محسب، المسرحية معتبراً أنّ "طريقة التناول والمعالجة للمسرحية غير مناسبة للشعب المصري"، مؤكداً أنّ "طريقة التناول والمعالجة للمسرحية التي كتبها المفكر الفرنسي جان بول سارتر قبل أكثر من 75 عاماً غير مناسبة للمجتمع المصري، بل ومن الممكن أن يطلق عليها فن إباحي".

وأوضح محسب أنّ "القوى الناعمة لها دور في نشر الوعي وتغيير ثقافة المجتمع، وذلك من خلال إلقاء الضوء على موضوعات هادفة والجميع مع حرية الفن وعدم وضع قيود عليه لعظيم دوره في المجتمع، ولكن في الوقت نفسه يجب أن يتم تناول موضوعات هادفة، فعلى سبيل المثال هذه الأعمال ستدخل كل بيت، ويشاهدها أطفال، وهذا الاسم للعمل الفني والمضمون غير مناسب، وهناك العديد من الاختيارات في حال ضرورة تقديم هذا العمل الذي يتحدث عن العنصرية في إشارة دون ذكر هذه المصطلحات صراحة في مجتمعنا الشرقي"، وفق ما أورد موقع "المصري اليوم".

استهداف ممنهج

من جانبها، كشفت إلهام شاهين، أنّ فكرة إعادة تقديم مسرحية "المومس الفاضلة": جاءت أثناء تواجدها في مهرجان شرم الشيخ للمسرح الدولي الشبابي، موضحة أنها تحمست كثيراً لتقديم المسرحية للمؤلف الفرنسي سارتر على خشبة المسرح بشكل جديد وأنها ستبدأ العمل عليها فور عودتها إلى القاهرة.

 أشارت إلهام شاهين إلى أنّ "مجرد طرح اسمها على الصحف ووسائل الإعلام يثير غضب اللجان الإلكترونية لجماعة الإخوان المسلمين في مواقع التواصل الاجتماعي".

أشارت إلهام شاهين إلى أنّ "مجرد طرح اسمها على الصحف ووسائل الإعلام يثير غضب اللجان الإلكترونية لجماعة الإخوان المسلمين في مواقع التواصل الاجتماعي"

 

 وخلال مداخلة هاتفية ببرنامج "حديث القاهرة"، قالت إلهام شاهين: "فكرة اسم إلهام شاهين مجنناهم على السوشيال ميديا وكل الجهات بتاخد من السوشيال للأسف، واللجان بتشتغل، وقبل مسرحية "المومس الفاضلة" تكلموا عن التبرع بالأعضاء".

 وأكملت قائلة: "عارفة مين اللي ورا دول وليا عداوات مع جهات إخوانية ورفعت عليهم قضايا كثيرة وحصلت على أحكام وهما شغالين عليا للانتقام"، لافتة إلى أنّ "النائب الذي هاجم المسرحية لم يقرأ شيئاً عن النص، والبعض يهاجم للشهرة فقط".

 وتابعت: "اعتراض النائب البرلماني على العمل الفني لن يمنعني من الاستمرار فيه، واحنا هنفذ المسرحية وهي مجرد فكرة طرأت في مهرجان المسرح الدولي للشباب، ولابد أن يقرأ النائب من هو جون بول سارتر"، معتبرة أنّ لفظ "المومس" موجود في كتب الدين وصحيح البخاري ونقرأه في كتب دين".

 خيبة أمل

 بدورها، علقت سيدة المسرح سميحة أيوب على حملة الهجوم الضارية التي تتعرض لها الفنانة إلهام شاهين بعد إعلانها عن مشروعها المسرحي الجديد، واتفاقها المبدئي على لعب دور البطولة في المسرحية التي المفترض أن تتولى "أيوب" إخراجها.

 وقالت سميحة أيوب، في تصريحات خاصة لـ"الشروق": في ستينيات القرن الماضي، لعبت بطولة مسرحية "المومس الفاضلة" واستقبلها الجمهور حينها استقبالاً رائعاً، واستمرت على مسرح الدولة لمدة 3 أشهر بإقبال جماهيري كبير، ورغم أن نسبة الأمية كانت كبيرة في هذا الوقت، لكن كان الجمهور يتمتع بدرجة كبيرة من الوعي والرقي والأخلاق.

 وأضافت: فوجئت بسيل من المكالمات التليفونية من أصدقاء ووسائل إعلام وصحفيين، وعرفت من خلال هذه المكالمات حملة الهجوم الشرسة التي تتعرض لها إلهام بعد أن أعلنت عن الخبر، وأن هناك طلب إحاطة مقدماً ضد المشروع الذي لم يخرج عن كونه مجرد كلام قابل للتنفيذ أو يظل مجرد كلام، وعن غضب كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي من اسم المسرحية.

 وأكدت أنّ هذا الهجوم لن يثنيها عن المشروع رغم شعورها بخيبة أمل من كم الاعتراضات الوهمية، فإنّ "هذا الهجوم زاد من تمسكي بهذا المشروع، بالعكس فهذا الهجوم من شأنه أن يساهم في إقبال الناس على العرض، إضافة إلى أنه طوال حياتي لم ينجح شيء في إحباطي في ما أنا بصدد أن أفعله، والله منحني عقلاً وفهماً ولا أقف أمام الصغائر".

 واستطردت "لن نتوقف كثيراً على الاسم، ولسنا متمسكين به ووارد جداً أن نغيره، إذا كان هذا سيريح كل الأطراف، فنحن نهتم أكثر بالموضوع ورسالة العمل ومحتواه".

 ما قصة المسرحية؟

 وتعتمد المسرحية التي عُرِضت في باريس عام 1946 على ملاحظات سارتر في الزيارات التي قام بها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وقد استوحاها من قضية "Scottsboro" التي حدثت في عام 1931 وعوقب فيها 9 رجال زنوج متهمين بالاعتداء على "مومس".

 وانتَقد سارتر في مسرحيته العنصرية والنظام الطبقي في المجتمع الأمريكي بشكل ساخر سارداً قصة العاهِرة البيضاء والرجل الزنجي المتهم بالتعدي عليها والرجل الأبيض الغني الذي ارتكب الجريمة.

 والمسرحية من فصل واحد ولوحتين، وتتناول قصة البطلة "ليزي"، وهي مومس أمريكية، في نفسها بقية من حب الخير والحق، رأت رجلاً أبيض يقتل زنجياً، وهي ترى في عمل الأبيض جريمة، ولكن "فرد" ابن عم القاتل، وهو أيضاً أحد زبائنها، يطالبها بالإدلاء بشهادة مفادها أنّ الرجل الأبيض قتل الزنجي حين حاول اغتصابها من باب الدفاع عنها، فترفض، وإذا بالشرطة تهددها بإلقاء القبض عليها بتهمة البغاء إن لم تقم بهذه الشهادة، فلا تجد مفراً من الرضوخ .

 وحين تتوجه مع "فرد" إلى بيتها تجد زنجياً آخر هارباً في حمامها فراراً من البيض، فيقوم "فرد"، بقتله أيضاً، وتثور "ليزي" وتخطف المسدس منه لتطلق عليه النار، ولكن "فرد" يغريها بالوعود، وأنه سوف يهب لها بيتاً جميلاً على ضفة النهر، وسيكون زبوناً دائماً لها 3 مرات في الأسبوع، فتعطيه المسدس، وتسكت هذه المومس الفاضلة، وتقف أمام القاضي بتهمة القتل لتأخذ القضية منحى مختلفاً.

 وكان سارتر قد كتب نهاية جديدة لملاءمة المسرحية التي عرضت في الاتحاد السوفيتي مع الفيلم السينمائي الذي صدر عام 1952، وفي هذه النهاية الجديدة ظهرت نقطة فاصلة في العنصرية والتمييز الطبقي رافضاً شهادة ليزي الزور.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية