هذه الملفات تسبق الاتفاق النووي بين أمريكا وإيران... والمعتقلون في مقدمتها

هذه الملفات تسبق الاتفاق النووي بين أمريكا وإيران... والمعتقلون في مقدمتها


22/02/2021

لم يعد استئناف المفاوضات المباشرة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية محل توقعات، بعدما أبدى الطرفان استعدادهما للتفاوض والنقاش حول الملف، غير أنّ التوقعات تدور حالياً حول هيئة تلك المفاوضات، أو الملفات المرتبطة بالاتفاق النووي، والتي ستعدّ الفواتير التي يدفعها كل جانب من أجل استئناف الاتفاق.

وطفا إلى السطح ملف المعتقلين بين البلدين، وسط مطالب متبادلة من كلا الطرفين للإفراج عن معتقلي الدولة الأخرى، في خطوة تذكّر بالاتفاق النووي عند عقده للمرّة الأولى في العام 2015، فقد تزامن وقتها مع اتفاق لتبادل المعتقلين، حين أطلقت إيران سراح أمريكي واحد و4 من مزدوجي الجنسية (أمريكي ـ إيراني)، بينهم مراسل الواشنطن بوست جيسون رضائيان، في المقابل، أصدرت الولايات المتحدة الأمريكية عفواً عن الأحكام الصادرة بحق إيراني و6 إيرانيين أمريكيين، وخففت أحكامهم، ولكن لم يتم إطلاق سراح جميع المعتقلين من قبل أيّ من الدولتين.

معتقل سابق في إيران قال إنّ المحققين الإيرانيين أبلغوه أنهم لفقوا له تهمة التجسس من أجل عقد صفقة مع واشنطن... أنت لست أوّل أمريكي نعتقله

ومن المتوقع أن تسبق قضية المعتقلين الانخراط مجدداً في المفاوضات الخاصة بالاتفاق النووي، كبادرة لحسن النوايا بين الطرفين.

ولا توجد حصيلة معلنة عن أعداد المعتقلين لدى البلدين، ويُعتقد أنّ إيران تحتجز نحو 9 أمريكيين، وقد كانت الأعداد 6 معتقلين، حتى كانون الأول (ديسمبر) 2019، قبل أن تعتقل طهران 3 أمريكيين في كانون الثاني (يناير) 2020، واحتجزت الولايات المتحدة 29 مواطناً إيرانياً، وفقاً لمكتب السجون الأمريكي، وقد حُكم على 10 إيرانيين بجرائم مخدرات، و6 بتهمة الاحتيال والرشوة والابتزاز، وعلى اثنين بتهمة السطو والسرقة، وواحد بسبب شروعه في زرع المتفجرات، إضافة إلى جريمة جنسية، أمّا الـ8 الباقون فهم سجناء غير محكوم عليهم.

وكان المعتقل الأمريكي من أصل صيني شي يو وانغ، الذي تمّ الإفراج عنه من سجون طهران، قد ناشد الرئيس الأمريكي جو بايدن، عقب وصوله إلى البيت الأبيض في كانون الثاني (يناير) الماضي، بالتدخل للإفراج عن المعتقلين الأمريكيين الآخرين لدى طهران.

وقال وانغ، بحسب ما أورده موقع "سي بي إس": إنّ المحققين الإيرانيين أبلغوه أنهم لفقوا لهم تهمة التجسس من أجل عقد صفقة مع واشنطن... أنت لست أوّل أمريكي نعتقله، ويمكنني أن أؤكد لك أنك لن تكون آخر أمريكي يُسجن في إيران.

وحثّ وانغ، خلال تصريحاته، الرئيس المنتخب على جعل إطلاق سراح الأمريكيين المحتجزين رهائن على رأس أولوياته، مضيفاً: "بدون عودتهم لا ينبغي أن يكون هناك اتفاق مع طهران".

وطالب معتقل سابق لدى إيران الرئيس المنتخب جو بايدن بالعمل على إطلاق بقية السجناء الأمريكيين في سجون نظام الحكم في طهران.

في غضون ذلك، كشف مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان أنّ إدارة الرئيس الأمريكي بدأت أولى خطواتها بالتواصل مع النظام الإيراني، لافتاً إلى أنها شرعت بمباحثات مع إيران فيما يتعلق بالأمريكيين المحتجزين لدى طهران.

وبيّن سوليفان أنّ بايدن وأركان إدارته يعطون ملف المعتقلين الأمريكيين في إيران أولوية ضمن سياساتهم في النظام الخارجي، لافتاً إلى أنّ الرسالة التي يتمّ إيصالها لإيران حالياً هي أنّ الولايات المتحدة لن تقبل باستمرار طهران احتجاز أمريكيين بهذه الطريقة، وأنّ واشنطن عازمة على إعادة هؤلاء المحتجزين بسلامة إلى عائلاتهم، بحسب ما أورده "مرصد مينا".

اقرأ أيضاً: موقع نووي إيراني جديد.. تقرير دولي

ومن جانبها، كذّبت إيران بدء المفاوضات، لكنها لم تنفِ في الوقت ذاته أولوية ملف المعتقلين، وتصدّره للمفاوضات المباشرة حال حدوثها.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده أمس: "لا صحة لخبر المفاوضات بالصورة التي أعلن عنها"، مضيفاً: "لم تجرِ أيّ مفاوضات مباشرة بين الجانبين"، بحسب ما أورده موقع "سبوتنيك".

وأشار إلى أنّ من أولويات بلاده قضية الإفراج عن السجناء الإيرانيين في الولايات المتحدة، وقد تمّ استلام رسائل من الحكومة الأمريكية الجديدة عن طريق السفارة السويسرية بصفتها الراعية للمصالح الأمريكية وبعض وزراء خارجية الدول الأخرى للإعلان عن الاستعداد لمتابعة هذه القضية، وفقاً لوكالة "أرنا".

وأكد خطيب زاده أنّ سياسة بلاده هي العمل على الإفراج عن السجناء في الولايات المتحدة، مضيفاً: "نحن على استعداد لهذه القضية... ولم تكن لنا أيّ مفاوضات معها".

طهران تقول: إنّ أولوياتها هي قضية الإفراج عن السجناء الإيرانيين في الولايات المتحدة، وقد تمّ استلام رسائل من الحكومة الأمريكية الجديدة عن طريق السفارة السويسرية

ملفات أخرى

إلى جانب ملف المعتقلين، يبرز ملف الأذرع الإيرانية في المنطقة، على اعتبارها إحدى الأوراق التي سيتمّ التفاوض عليها من قبل الرئيس الأمريكي الجديد، بما يساهم في إعادة ترتيب الأوضاع في المنطقة، خصوصاً في اليمن التي شدّدت الإدارة الأمريكية الجديدة للعمل على دفع المباحثات والحل فيها.

وإذا كانت إيران تتعجّل تلك التفاهمات، في ظلّ وضع اقتصادي متأزم، ورغبة ملحّة في رفع العقوبات الأمريكية عن كاهلها، وحضّ الأطراف الفاعلة، سواء من الأوروبيين أو روسيا وهم شركاء في الاتفاق، فإنّ الولايات المتحدة قد تتحرّك بتروٍّ وهدوء لتخفيف الضغوطات على إيران.

ونقلت صحيفة "كوميرسانت" الروسية عن مصادر دبلوماسية أنّ الخطة الروسية (بشأن الاتفاق) تمّ إبلاغها للولايات المتحدة والمشاركين الحاليين في الاتفاق، علماً بأنّ الوثيقة تنصّ بوضوح على أنّ واشنطن هي من يجب أن تقوم بالخطوة الأولى.

وتابعت الصحيفة: حتى الآن، من الواضح فقط أنّ الولايات المتحدة لا ترى مصلحة في تسريع الأمور. ويشير الخبراء المقرّبون من الإدارة الجديدة في البيت الأبيض والحزب الديمقراطي الأمريكي إلى أنّ تهديد إيران بتعليق التطبيق المؤقت للبروتوكول الإضافي لم يعد يُنظر إليه على أنه كارثي.

في واشنطن، يرون إمكانية العيش لبعض الوقت من دون هذه الوثيقة، ولا حديث عن اتفاقيات عاجلة، بل هناك مقترحات لتأجيل البحث في "خطة العمل الشاملة المشتركة" إلى ما بعد الانتخابات في إيران، حين يتضح من الذي سيصبح رئيساً، ومع من سيتعيّن التعامل، بحسب المصدر ذاته.

وكان مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد قال أمس في ختام زيارته لطهران: إنّ الوكالة توصلت إلى اتفاق مع إيران لمواصلة أنشطة التفتيش "الضرورية".

اقرأ أيضاً: "نووي إيران".. من الخداع إلى الابتزاز

ويأتي هذا الاتفاق بعد أن قلّصت طهران تعاونها هذا الأسبوع، كما أنّ وصول الوكالة إلى المواقع الإيرانية وفقاً لغروسي "سيكون بنسبة أقل، ولن يكون هناك المزيد من عمليات التفتيش المفاجئة".

وأضاف غروسي: إنّ الوكالة حصلت على "نتيجة جيدة ومعقولة من المحادثات في إيران"، لافتاً إلى أنه اتفق مع إيران على أن تواصل الوكالة الأنشطة الضرورية للتحقق والمراقبة لما يصل إلى 3 أشهر، بحسب ما أورده موقع "روسيا اليوم".


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية