هل يشاور بايدن الإمارات والسعودية وإسرائيل بخصوص إيران؟

هل يشاور بايدن الإمارات والسعودية وإسرائيل بخصوص إيران؟


03/12/2020


في حديثه مع الصحفي الأمريكي الشهير في "نيويورك تايمز" توماس فريدمان، والذي نشرته الصحيفة الأمريكية أمس الأربعاء، أبدى الرئيس المنتخب، جو بايدن رغبته في توسيع المباحثات مع إيران حول برنامجها النووي لتشمل دولاً لم توقّع اتفاق 2015 (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيران) بما في ذلك الدول المجاورة لطهران كالسعودية والإمارات.

 

أبدى بايدن رغبته في توسيع المباحثات مع إيران حول برنامجها النووي لتشمل دولاً لم توقّع اتفاق 2015، بما في ذلك الدول المجاورة لطهران كالسعودية والإمارات

 

وأعلن بايدن أنّه فقط بعد عودة واشنطن وإيران إلى الاتفاق "بالتشاور مع حلفائنا وشركائنا سنطلق مفاوضات واتفاقات متابعة لتشديد وتمديد القيود النووية المفروضة على إيران وللتطرق إلى برامج الصواريخ" الإيرانية. وذكرت الصحيفة الأمريكية أنّ الإدارة الجديدة ستسعى خلال هذه المفاوضات إلى تمديد مدة القيود على إنتاج طهران للمواد الانشطارية التي قد تستخدم لصنع القنبلة النووية، والتطرق إلى أنشطة طهران وحلفائها في لبنان والعراق وسوريا واليمن. والواقع أنّ تحقيق ذلك سيقدّم دليلاً واضحاً على أنّ بايدن-كما قال هو عن نفسه قبل أيام في مقابلة حصرية لشبكة "إن بي سي" الأمريكية- لن يكون وإدارته بمثابة ولاية ثالثة لأوباما.

وفي حديثه مع توماس فريدمان، أكد بايدن الموقف الذي أعلنه قبل الانتخابات الرئاسية في الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وفي أيلول (سبتمبر) 2020 كتب بايدن في مقال نشرته شبكة "سي إن إن" يقول إنه إذا "احترمت طهران مجدداً" القيود المفروضة على برنامجها النووي في الاتفاق الدولي المبرم في 2015، ستعود واشنطن بدورها إلى الاتفاق كـ"نقطة انطلاق" لمفاوضات "متابعة".

 

أظهرت إسرائيل في السنوات الثلاث الماضية أنها مستعدة لاستخدام قدراتها الاستخباراتية لإحباط برنامج إيران النووي، بحسب ما أفاد تحليل نشرته شبكة "بلومبيرغ" الأمريكية

 

والعودة إلى الاتفاق تعني رفع العقوبات الصارمة التي فرضها الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، منذ انسحابه من الاتفاق النووي في 2018. ورداً على هذه العقوبات تراجعت إيران تدريجياً عن تعهداتها النووية، بحسب "وكالة الصحافة الفرنسية".

بايدن والقدرات الاستخبارتية الإسرائيلية

وقد أظهرت إسرائيل في السنوات الثلاث الماضية أنها مستعدة لاستخدام قدراتها الاستخباراتية لإحباط برنامج إيران النووي، بحسب ما أفاد تحليل نشرته شبكة "بلومبيرغ" الأمريكية أمس. وأضافت الشبكة: قتلت إسرائيل بعض العلماء النوويين داخل إيران خلال مفاوضات حول برنامج إيران النووي. في ذلك الوقت، اعتقد معظم المراقبين أنّ الفرصة الوحيدة لإسرائيل لتدمير البنية التحتية النووية لإيران كانت عملاً علنياً، مثل ضربة صاروخية أو هجوم بطائرة من دون طيار أو عملية قصف. وتابعت "بلومبيرغ" بأنّ التفجيرات التي وقعت في المواقع الإيرانية خلال الصيف الماضي تشير إلى أنّ إسرائيل يمكنها إنجاز الكثير من هذه المهمة من خلال العمليات الاستخباراتية. وأكد التحليل الذي نشرته "بلومبيرغ" بأنّ المحصلة هي أنّ أي صفقة مستقبلية مع إيران يجب أن تعالج الاحتياجات الأمنية لإسرائيل. هذا ليس ما حدث قبل خمس سنوات. ولفتت الشبكة الأمريكية النظر إلى أنّ توترات الاتفاق النووي أصبحت دراماتيكية؛ لدرجة أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خاطب في عام 2015 جلسة مشتركة للكونغرس لإثبات موقف ضد الصفقة النووية التي كان الرئيس أوباما يتفاوض بشأنها. وأردفت "بلومبيرغ": نتنياهو كان على استعداد للمخاطرة بأهم تحالف لإسرائيل لمعارضة صفقة يعتقد أنها تعرض مستقبل بلاده للخطر. لذلك فمن غير المرجح أن تكون إسرائيل مستعدة لإنهاء أنشطتها في إيران إلا بشروط تلبي مخاوفها الأمنية. وبخصوص احتمالات استجابة تل أبيب لبدء بايدن تسلّم مهامه الرئاسية في كانون الثاني (يناير) 2021، فقد توافق إسرائيل، بحسب "بلومبيرغ"، على عدم شن أي ضربات ضد إيران لبعض الوقت، مثل الأشهر القليلة الأولى من إدارة بايدن، لكنها لن تتخلى عن القدرة على الضرب داخل إيران ما لم توافق الأخيرة على التخلي عن جوانب برنامجها النووي القادر على صنع القنابل. وتعلّق "بلومبيرغ" على ذلك بالقول: إذا كان بايدن ذكياً، فسيستخدم هذه الديناميكية لصالحه وهو يختبر استعداد إيران للتفاوض. وتضيف الشبكة: "التخريب والاغتيالات الإسرائيلية لم تدمر برنامج إيران النوويلكنهم تسببوا في تراجعها. وبصفته مهندس هذا البرنامج، سيكون من الصعب استبدال فخري زاده. لكن ما سيكون أصعب على النظام هو إقناع علمائه الآخرين بأنهم سيكونون آمنين إذا استمروا في البحث عن سلاح نووي".

الاتحاد الأوروبي وتفادي تحوّل إيران قوة نووية

إلى ذلك، أعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أمس أنّ التكتل يعد لاجتماع لوزراء الدول الأطراف في الاتفاق حول الملف النووي الإيراني "قبل عيد الميلاد"، وذلك بعد مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.

وقال بوريل خلال مؤتمر صحافي في بروكسل "تباحثت هاتفياً مع وزير خارجية إيران جواد ظريف وسأدعو لاجتماع وزاري (للدول الأطراف) قبل عيد الميلاد لإحياء هذا الاتفاق"، كما نقلت "وكالة الصحافة الفرنسية".

وأكد أنّ "هذا الاتفاق هو السبيل الوحيد لتفادي تحول إيران قوة نووية". ومن المقرر عقد اجتماع للجنة المشتركة حول "خطة العمل الشاملة المشتركة" في 16 كانون الأول (ديسمبر) الجاري في فيينا. وأوضحت دوائر بوريل أنه "سيجمع ممثلي الترويكا الأوروبية زائد اثنين (فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والصين وروسيا) وسيكون برئاسة هيلغا ماريا شميت الأمينة العامة للدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية"، وفقاً لـ "الفرنسية".

وأوضحت المصادر أنّ "المشاركين سيبحثون الأعمال الجارية للحفاظ على خطة العمل الشاملة المشتركة، وطريقة ضمان التطبيق الكامل والفعال للاتفاق من قبل جميع الأطراف". ولم يحدد بوريل موعد الاجتماع الوزاري ولا مكانه.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية