أحب الأقصى.. و"أنا بكره إسرائيل"!

أحب الأقصى.. و"أنا بكره إسرائيل"!

أحب الأقصى.. و"أنا بكره إسرائيل"!


17/10/2023

محمد حسين الدلال

عندما أطلق المغني الشعبي المصري شعبان عبدالرحيم أغنيته «أنا بكره إسرائيل» في عام 2000م أثناء انتفاضة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني، لاقت تلك الأغنية رواجاً كبيراً بين عامة الناس وخاصتهم في مصر وخارجها، وذلك لأنها ابتداءً أغضبت الكيان الصهيوني المتعجرف، ولأنها أيضاً مع بساطة كلماتها عبرت عن مخزون المشاعر لدى عامة الناس تجاه حب القدس وكره الظلم والطغيان والاحتلال الغاشم على فلسطين وشعبها وبقية الشعوب العربية.

أنا بحب الأقصى.. لأن المسجد الأقصى من مقدساتنا الإسلامية، فهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

أنا بكره إسرائيل.. لأن قادة الكيان الصهيوني المحتل يعدون مجرمي حرب، فهذه منظمة حقوق الإنسان هيومن رايتس ووتش تصف منذ أيام قليلة تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي (وصف وزير الدفاع الإسرائيلي الحالي الفلسطينين المقاومين بانهم حيوانات) بأنها مقززة ودعوة لإرتكاب جرائم حرب.

أنا بحب الأقصى.. لأن المسجد الأقصى ذكر في القرآن الكريم، وسميت سورة كاملة باسم سورة الإسراء، وهو إسراء للنبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى، وقرن ذلك بأنه مسجد مبارك، وما حوله مبارك.

أنا بكره إسرائيل.. لأن إسرائيل نظام أسس على الفكر العنصري، في هذه السنة 2023م وقع 417 أكاديمياً ينتمون لصروح وجامعات أكاديمية في أميركا وأوروبا وإسرائيل على عريضة تحت مسمى «الفيل في الغرفة»، وقد أكدت هذه الوثيقة بأن إسرائيل تحولت الى دولة دكتاتورية وانها دولة تمارس الفصل والتمييز العنصري.

أنا بحب الأقصى.. لأنه يذكرنا بفتح عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأمانه لأهل إيلياء، التي سميت بعد ذلك «القدس»، وتذكرنا باستعادتها على يد صلاح الدين الأيوبي من الصليبيين الذين عاثوا فيها الفساد.

أنا بكره إسرائيل.. لأن إسرائيل كيان محتل يرفض السلام، فهو رافض لقرارات المنظمات الدولية لتحقيق السلام الشامل، وهو كيان غاشم رفض كل المبادرات العربية للسلام، وهو كيان توسعي يرغب في التوسع والهيمنة ولو كان من باب التطبيع المشؤوم.

أنا بحب الأقصى.. لأن ديدن أهل الأقصى والممارسة التاريخية للمسلمين في معظمها تؤكد أن حملة لواء الإسلام في فلسطين حرصوا على احتواء الديانات الأخرى واحترام مقدساتها، والتعايش السلمي بين الأديان والمعتقدات.

أنا بكره إسرائيل.. لان إسرائيل لا تحترم المقدسات الإسلامية والمسيحية على حد سواء، فهي تمارس تدنيس المسجد الأقصى وإيذاء المصلين فيه، وتسعى جاهدة لهدم المسجد الأقصى وبناء هيكلها المزعوم مكانه، وتواصل إسرائيل تدمير وتخريب دور العبادة والمساجد في كل أنحاء فلسطين، ومن جانب آخر يعاني المسيحيون من اضطهاد الصهاينة لهم، فهذا القسيس نيقوديموس شنابل يخبر صحيفة التلغراف «كيف انتقل مزيد من المستوطنين، وجلبوا معهم التخريب، وإلقاء القمامة، وإلقاء المقذوفات، وكتبوا عبارة «الموت للمسيحيين» على الجدران، ودنّسوا مقبرتنا، كما تعلمون.. أشياء قبيحة، وهي حقاً عدوانية».

أنا بحب الأقصى.. لأنني ككويتي أعرف معنى ومعاناة الاحتلال، وأعرف معنى الحرية والتحرير، وأعرف أهمية المقاومة العسكرية والمدنية للاحتلال العراقي، وقد مارس الشعب الكويتي ذلك، وأحترم الأقصى وأهل فلسطين عموماً لرفضهم الظلم والفساد والطغيان كما كباقي الشعوب الحية التي رفضت وقاومت الاستعمار في كل دول العالم.

أنا بكره إسرائيل.. لأن هذا الكيان الشاذ لا يأبه بالأخلاق والقيم والمواثيق الدولية، فهو كيان يرفض الالتزام بالمقررات الدولية للتفتيش بشأن برنامجه النووي، وهو كيان يستخدم الأسلحة المحرمة والمجرمة دولياً في مواجهة المدنيين، وهو نظام مجرم يسرق الأعضاء البشرية للفلسطينيين للإتجار بها، وهو كيان يهدم منازل الفلسطينيين ويهجرهم رغماً عنهم، وهو نظام ارتكب ولا يزال العشرات من المجازر في حق الشعب الفلسطيني، وهو كيان مريض فكريا بما يمارس من تعليم إسرائيلي يغرس في عقول الطلبة الإسرائيليين كره العرب وبالأخص الفلسطينيين، ويعلمهم بانهم كيهود افضل من باقي البشر.

الى كل من يحب الأقصى وفلسطين.. كتبت الأديبة الكويتية بثينة العيسى كلمات حكيمة ومعبرة عما يحتاجه الفلسطيني الآن فقالت: «.. يحتاج الفلسطيني أن يحسك واقفاً الى جنبه كتفاً بكتف، حرفياً وحسياً ومعنوياً، رغم الجدار العازل وأميال الجغرافيا وخيانات الخونة في جيش افتراضي مليوني يجتاح العالم، أنك جزء من تلك القوة الناعمة التي ترتعد منها السلطات، يحتاج الفلسطيني أن يرى بأنك موجود من أجله، حباً به..»

وأخيرا أنا أحب الكويت وأهل الكويت.. فالكويت علمتنا منذ الصغر حب فلسطين وحب المسجد الأقصى، والكويت فزعت في هذه الأيام كعادتها لجمع التبرعات لدعم مقاومة الشعب الفلسطيني وجهادهم ورباطهم، وفي الكويت يتسابق أهلها رسمياً وبرلمانياً وشعبياً لنصرة أهل فلسطين، بإصدار البيانات الرسمية والبرلمانية والشعبية لدعم الشعب الفلسطيني، وتعقد التجمعات الحاشدة لنصرة الحق الفلسطيني، وتقام الخطب والقنوت في المساجد من دعم فلسطين، وتسير الحملات الإعلامية وفي الوسائل الأعلامية والتواصل الإجتماعي نصرة لفلسطين، ولدولة الكويت خطواتها الدولية المشهودة،وغير ذلك كثير، فاللهم بارك في الكويت وأهلها، واحفظ أهل الكويت وأهل فلسطين من كل سوء.

عن "القبس" الكويتية




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية