اغتيال العاروري: هل يرد "حزب الله"؟

اغتيال العاروري: هل يرد "حزب الله"؟

اغتيال العاروري: هل يرد "حزب الله"؟


03/01/2024

علي حمادة

يشكل اغتيال إسرائيل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري وعدداً آخر من قيادات "كتائب القسام" في لبنان في معقل "حزب الله" في الضاحية الجنوبية لبيروت ضربة على مستويين. الأول على مستوى شخصية العاروري ومستواه التنظيمي العملي، فضلاً عن القرار الذي أعلنت عنه إسرائيل بمطاردة قيادات حماس أينما كانوا في العالم. والثاني على مستوى المكان الذي حصلت فيه، لا سيما أن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله سبق أن حذر إسرائيل في 14 نيسان الماضي من استهداف أي شخصية لبنانية أو فلسطينية أو سورية أو إيرانية أو تحمل جنسية في العالم في لبنان، مؤكداً أن "حزب الله" سوف يرد على أي حدث أمني يحصل في لبنان بقوة دون تردد.

وبالتالي فإن الحدث يمكن أن يتدحرج في اتجاه التصعيد على الأرض بين "حزب الله" وإسرائيل، أكان عند الحدود بين لبنان وإسرائيل، أو من خلال عمل أمني ينفذه "حزب الله" ضد مصالح أو شخصيات إسرائيلية في الداخل أو الخارج. في كل الأحوال، لم تكن عملية اغتيال صالح العاروري منسلخة عما يحصل في ميدان المواجهة الإيرانية – الإسرائيلية. فقد صعّدت إسرائيل من خلال رفع مستوى الضربات التي استهدفت في الآونة الأخيرة قيادات من "حزب الله" في الميدان وفي سوريا، إضافة إلى قيادات إيرانية عسكرية رفيعة المستوى في الحرس الثوري.

اغتيال صالح العاروري في قلب الضاحية الجنوبية هو رسالة إلى أن معقل الحزب المذكور ليس خارج معادلة حرب غزة ومضاعفاتها، تماماً كما هي حال دمشق، والحدود العراقية – السورية التي شهدت استهدافات إسرائيلية كبيرة في الأسابيع القليلة الماضية. على سبيل المثال استهداف المسؤول الكبير في فيلق القدس في سوريا رضي الموسوي، أو استهداف مواقع عند مدينة البوكمال على الحدود السورية – العراقية أدى إلى مقتل أربعة عناصر من الحزب المشار إليه آنفاً. 

وبما أن الضربة حصلت في معقل "حزب الله" وبين جمهوره، فمن الصعب ألا يرد الحزب ذاته لأنه لا يريد أن يفهم من صمته على العملية أن إسرائيل نجحت في تغيير قواعد اللعبة التي سادت منذ عام 2006 التي شهدت آخر استهدافات إسرائيلية لهذا المعقل الحصين الذي يستضيف قيادات وعناصر من مختلف الفصائل الإيرانية من جميع بلدان المنطقة، وصولاً إلى اليمن وشمال أفريقيا. ومن حيث المبدأ فإن ضمانة هؤلاء الأمنية تستند إلى قوة “حزب الله" وقدرته على إقامة قواعد اشتباك مع الإسرائيليين تحول دون استهداف مناطقه الآهلة بالسكان. لكن ما حصل البارحة أثبت أن الحرب مستمرة بطرق متعددة أهمها العمليات الخاصة التي تحصل خارج قطاع غزة.

إن كلمة الأمين العام لـ“حزب الله" السيد حسن نصر الله اليوم بمناسبة الذكرى الرابعة لاغتيال قاسم سليماني ستكون عالية السقف إلى حد بعيد، حتى لو لم يكن في حسابات محور "الممانعة" بقيادة طهران الدخول في حرب مفتوحة مع إسرائيل. و"حزب الله" الذي سبق أن خسر قيادات رفيعة مثل عماد مغنية، مثله مثل إيران التي خسرت قاسم سليماني، ومحسن فخري زاده، ومؤخراً رضي الموسوي لن تذهب إلى حرب بسبب اغتيال صالح العاروري. جل ما سيحصل تصعيد في الجنوب اللبناني، وعدد من الجبهات الأخرى مثل سوريا.

في المحصلة الأخيرة، من المهم الإشارة إلى أن الضربة قاسية على حماس التي سبق أن أعلنت قبل ثلاثة أسابيع عن إطلاق "طلائع طوفان الأقصى" في لبنان. فالتحرك من الجبهة اللبنانية سوف يجر ردوداً إسرائيلية مباشرة تتجاوز قواعد الاشتباك مع "حزب الله". وبالطبع لن يسلم لبنان من تبعات الاشتباك بين حماس وإسرائيل على أرضه.    

عن "النهار" العربي




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية